بينما تذرف السيدة البريطانية الدموع التي انهمرت من عينيها وهي تستمع لخلاصة تقرير تشيلكوت رئيس فريق اللجنة الخاصة بالحرب على العراق عام 2003، وما أن أعلن عن كذب توني بلير وتضليله البريطانيين والرأي العام بخصوص امتلاك العراق لأسلحة دمار شامل تهدد الأمن في العالم، وأن كل ما قاله وتحدث به بلير قبل الحرب وبعدها لا يعدو كونه مجموعة من الأكاذيب الخطيرة والكبيرة، حتى انفجرت السيدة البريطانية التي فقدت شقيقها في العراق، أثناء وجوده ضمن خمسة وأربعين ألف جندي وضابط دفع بهم توني بلير إلى أتون محرقة الحرب في العراق، وسقط شقيقها بنيران المقاومة العراقية التي تصدى رجالها للغزاة المجرمين، وبينما حصل المقاومون في العراق على شرف الموقف النبيل والتاريخي في تصديهم للغزاة المجرمين من البريطانيين والأميركيين، وبعد ذلك عشرات الدول وآلاف الجنود الذين توافدوا على أرض الرافدين. فقد عادت جثث الكثيرين من الغزاة بفعل ضربات المقاومين في العراق إلى ديارهم وعوائلهم التي فجعت بهم، ولأن البريطانيين والأميركيين قد أدركوا في وقت متأخر أنهم كانوا ضحية الكذّابين الكبار من أمثال توني بلير وجورج دبليو بوش وجوقة المحافظين الجدد، فقد ندموا بعد فوات الأوان، وأطلقت هذه السيدة البريطانية صرختها، وكانت الكثير من الفضائيات تنقل هذا الحدث بصورة مباشرة، وأرادت الانتقام من المجرم الكذّاب بلير وتثأر لشقيقها القتيل، فوصفت توني بلير بأنه “أسوأ إرهابي في العالم”، وأرادت بذلك الوصف أن تختصر ما كان يسوقه بلير من أكاذيب ويستهلكها البريطانيون والعالم ويقول فيها في كل يوم، إن العراق يدعم ما يسمى بـ”الإرهاب” وإن التضحية بدماء البريطانيين والأميركيين لتأمين حياة البشرية ـ كما زعم الكذاب الأكبر في التاريخ ـ لكن اكتشف العالم ـ وما زال بلير حيا يرزق ـ وقبل أن يغادر هذه الدنيا وليشهد إهانته وإذلاله بنفسه وربما محاكمته في حال كان ثمة عدل وإنصاف في العالم، اكتشف العالم أن العدوان على دولة العراق وهو بلد ذو سيادة قد فتحت أبواب الجحيم على الجميع، وأن الرعب يهيمن على البشرية في كل مكان، وأن البريطانيين والأميركيين وجميع الدول التي شاركت في جريمة غزو العراق وقتل أهله وإهانة الناس فيه قد أصبحوا يعيشون تحت عباءة الخوف والهلع، ولا يحتاج المرء لإجراء مقارنات بين ما كانت تعيشه البشرية من أمن فبل غزو العراق في العام 2003 وما أصبحت عليه الأوضاع حاليا.
بلير الأسوأ والأكذب ومعه في الدناءة والإجرام بوش وجميع الذين ساندوا غزو العراق ودعموه من الأقرب والأبعد.
مقالات ذات صلة
رأي الوطن: أسواق تثري التعريف بالمقومات السياحية
25 أبريل,2018
مؤسساتنا : بين تقديم الخدمة وتأسيس مواطنة المواطن
25 أبريل,2018
باختصار: ياعذابنا !
25 أبريل,2018
المسرح في أدب صدقي إسماعيل ١ ـ ٢
25 أبريل,2018
البقاء لمن يفكر ويبدع ويبتكر
25 أبريل,2018
رأي الوطن: ثروة وطنية ينبغي صيانتها وإنماؤها
24 أبريل,2018
الأكثر قراءة
- الكويت : نتعامل مع السفارة الفلبينية وفق الإجراءات التصاعدية
- نبض واحد: ما قيمة المنصب بدون كفاءة؟
- فعاليات الأسبوع التعريفي بالكلية العسكرية التقنية
- الذكاء الاصطناعي محور تركيز (كومكس 2018)
- اتفاقيات لتعزيز الأمن الغذائي ورفع الاكتفاء الذاتي بالسلطنة
- رائحة الثأر تفوح من موقعة بايرن والريال في دوري ابطال أوروبا
- الخام العماني فوق 70 دولاراً والأسعار العالمية تهبط مع زيادة أنشطة الحفر الأميركية
- افتتاح فعاليات معرض الاتصالات وتقنية المعلومات «كومكس 2018»
- الأمين العام بوزارة الدفاع يتوجه إلى تركيا
- صندوق النقد يتوقع أن تسجل السلطنة أسرع معدل نمو بإجمالي الناتج في الخليج العام المقبل بنسبة 4.2%