”حديث الاقتصاد عند المرشح حمدين صباحي فقد شابه الغموض أيضا من ناحية التمويل حيث ركز صباحي في حديثه على الموارد المصرية كما تطرق ايضا إلى ما سبق وأن كرره مرشحون آخرون في الانتخابات السابقة عن الصناديق الخاصة ودمجها في الموازنة العامة للدولة وهي وعود رددها سابقون له ولم تتخط حاجز الشعارات…”
ــــــــــــــــ
ما بين من حسم اختياره منذ شهور أو من لم يحدد اختياره سواء بانتخاب أو مقاطعة يقف المصريون على مقياس متعدد الدرجات من القلق.. قلق من القادم الذي تتفاوت رؤية البعض لغموضه وان بدا هذا الغموض ضئيلا في نظر أكثر المتفائلين الا انه بمقدار يجعل القلق مشروعا.
ففي يومي الـ26 والـ27 من الشهر الجاري يقف المصريون أمام صناديق الاقتراع لاختيار رئيس للجمهورية للمرة الثانية في أقل من عامين وعليهم الاختيار بين مرشحين.
فأول المرشحين هو المشير عبدالفتاح السيسي ذو الشعبية الكاسحة التي يعلمها القاصي والداني والذي استطاع كسب قلوب قطاعات واسعة من المصريين بوقوفه في البداية مع مطالبات الملايين بعزل الرئيس السابق محمد مرسي.
ويعلق كثير من المصريين الامال على السيسي في أولوية أولى تكمن في استعادة الامن وبسط سلطة الدولة بعد ما يزيد على 3 أعوام من الانفلات والتخبط وهي أولوية ربما يراها البعض تتقدم على تحسين الاوضاع المعيشية.
أما ملفات كالعلاقات الخارجية وان كان الكثيرون يرون أنها ستشهد نقلة نوعية حال تولي السيسي الرئاسة الا ان هذه الملفات تأتي كأولوية ثانية لغالبية المصريين.
أما المرشح المنافس القيادي الناصري حمدين صباحي فعلى الدوام يمثل رقما صعبا نظرا لتمرسه في المعارك الانتخابية منذ انتخابات مجلس الشعب في عهد الرئيس الاسبق حسني مبارك وصولا للانتخابات الرئاسية السابقة (2012) والتي حقق فيها مفاجأة مخالفة للتوقعات بحلوله ثالثا بما يزيد على 4 ملايين صوت.
وحتى كتابة هذه السطور كان أبرز ما ترشح عن الحملات الانتخابية لكلا المرشحين هو لقاء تلفزيوني لكل منهما.
وبدا تركيز كلا المرشحين على الوضع الاقتصادي وسبل النهوض بهذا الوضع كما تطرقا ايضا إلى ازمة الكهرباء التي تعاني منها مصر والتي تلوح بصيف غير سار مقدمة عليه البلاد.
ومع اسهاب كل منهما في الحلول بدءا من اساليب الترشيد البدائية وصولا إلى الحديث عن مشاريع قومية واستراتيجية يكمن الكثير من الغموض في تفاصيل برامج المرشحين.
وأول أسباب الغموض الباعث على القلق كان في مصادر تمويل هذه المشاريع.
فالسيسي وان كان قد كرر مرارا تعهداته بعدم الضغط على الفقراء فحديثه عن ترشيد انفاق وربما تقشف يفتح الباب أمام قلق ومخاوف على شريحة واسعة باتت لا تتحمل أي هزة في أقواتها.
كما ان الحديث عن انتظار مساعدات من الخارج أيضا يفتح أبوابا من القلق على استقلالية القرار المصري وارتهانه للخارج خاصة وأن سنوات من التبعية كان نتاجها انفجار في الأوضاع تجسد في يناير 2011.
أما حديث الاقتصاد عند المرشح حمدين صباحي فقد شابه الغموض ايضا من ناحية التمويل حيث ركز صباحي في حديثه على الموارد المصرية كما تطرق ايضا إلى ما سبق وأن كرره مرشحون آخرون في الانتخابات السابقة عن الصناديق الخاصة ودمجها في الموازنة العامة للدولة وهي وعود رددها سابقون له ولم تتخط حاجز الشعارات وان كان قد عكف على صياغتها خبراء في الشأن الاقتصادي.
أيا كان الاختيار في الانتخابات فإن من حسم خياره قبل حتى معرفته بالمرشحين في الغالب لن يكون للحملات الدعائية تأثير عليه أما من لم يحدد بعد أو دفعه القلق المشروع إلى مزيد من التفكير المطلوب فعليه ان يوجه هذا التفكير إلى أولويات المرحلة وما يريده من شكل للدولة خلال السنوات القليلة القادمة.
مقالات ذات صلة
رأي الوطن: يوم يفضح ازدواجية المعايير
19 أبريل,2018
في الحدث: نحو صندوق للنقد الأفريقي
19 أبريل,2018
ظاهرة محمد صلاح
19 أبريل,2018
باختصار: أغنية حزينة للفرات !
19 أبريل,2018
أسرانا الأبطال سجناء الحرّية
19 أبريل,2018
حلم (الخلاص)
19 أبريل,2018
الأكثر قراءة
- 2822 باحثًا عن عمل يتنافسون على فرص العمل خلال الأسبوع القادم
- وزير الصحة يكرّم طالبتين فازتا بالميدالية الذهبية في مسابقة دولية
- نبض واحد: سقف وحضن الوطن
- 7 مايو المقبل.. فتح الحركة المرورية لكامل أجزاء طريق الباطنة السـريع
- «الشورى» يقر المواد محل التباين مع مجلس الدولة بشأن مشروع قانون الشركات التجارية
- فهد بن محمود يعود الى البلاد
- سوريا تحمل تحالف أميركا مسؤولية تدمير الرقة بذريعة محاربة الإرهاب
- سوريا: الجيش يستعد لمهاجمة آخر جيب للمسلحين قرب دمشق
- أصداف: كيف استقبل العراقيون تصريح وزير الدفاع؟
- 200 ألف متر مكعب لتأمين المياه للعامرات وقريات