نعم وهذه هي عُمان تبني ملحمة على ملحمة وتجذر مجداً على مجد على صفحات التاريخ المشرقة، ومنذ أزل قرون الزمن بتاريخها وقياداتها وأجيالها وعُمان بقيمتها وقامتها ماضية إلى الآخر بفلسفة السلام في علاقاتها وأفكارها وقيمها ومبادئها وثوابتها ومنهجيتها كأيقونة أزلية تجسدت كإرثٍ تاريخي متداول في جينات حركة الأجيال العمانية تحتضنها صفحات التاريخ الذهبية المتوجة بالأمجاد لتُسجّل فيها الأقلام بمختلف أحبارها منجزات عمان في السلام بصمت الكبرياء لكونها كما كانت ظلت وصارت كما كانت تعشق الصمت.
نعم هذه هي عُمان تجسد خطابات حكيمها وحكيم الأمة العربية برمتها في السلام صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ الى واقع ملموس من خلال العمل بمفرداتها وترجمتها إلى قيم ومبادئ ثابتة المصادر والمنابع لترتوي منها الأجيال جيل بعد جيل.
إن المجتمعات التي تبني فكراً يتصف بالتشدد والغلو إنما تحمل في داخلها معاول هدمها ولو بعد حين، وكذلك المقولة التاريخية التي صداها في قوة معانيها تجاوز بحار ومحيطات العالم وأصبحت منهاج يدرس للأجيال. إن السلام مذهب آمنا به، ومطلب نسعى إلى تحقيقه دون تفريط أو إفراط.
نعم هذه هي عُمان دورة كاملة بالحياة على بذور التحدي تزحف في مواصلة تحقيق الأحلام والطموحات المشروعة من خلال الدورة في أفلاكها، فتدور الكواكب والنجوم محلقة بركيزة السلام بجدية العمل والاستمرار فيه بدون ملل وهيفي مداها وصداها وعمقها وعطائها وسخائها ونورها كالنهر الواسع السريع الجريان الذي ليس له حدود ولا تصده صدود ليجد الجميع مبتغاه وحلمه من هذا النهر العذب الصفات حتى الارتواء لتمتد ثقافتها الأصيلة ذات المبادئ السمحة الثابتة الجذور عبر حدود الإنسانية.
Hamad.2020@hotmail.com*