المقطع الشعري للشاعر العراقي المبدع جمال هاشم أمين الذي قرأته قبل فترة يقول فيه: اصعب لحظات المزاج عندما لا يستطيع المرء البقاء ولا يستطيع الرحيل، وليعذرني الصديق المبدع إذا لم أكن دقيقا في نقل مقطعه الشعري، لكن اعتقد أن المعنى بهذا الاتجاه الذي اشرت إليه في الاقتباس.
هنا، ثنائية شاعرية وإنسانية كبيرة، في هذه اللقطة – اللحظة التي استفاق فيها الشاعر على وقع شعري عميق ومعبر، متشابك ومعقد، فيه رغبة حقيقية في امتحان المرء لنفسه ازاء حصار ذاتي وانفلات داخلي، هل هي محاولة للانعتاق من رؤية سوداء أم هو اكتشاف مبكر لواقع مر ومدمر.
عندما تحتار بين أي أمرين، مهما كان الحال، فإن الاختيار قد يكون سهلا بدرجة ما، وقد يكون اسهل الخيارات اقربها إلى الروح، ومهما تعارك العقل والقلب فإن الغلبة تكون لما هو اقرب إلى النفس البشرية.
لكن، أن يجد المرء نفسه مخيّرا بين البقاء أو الرحيل، وفي واقعه لا يستطيع اختيار احدهما، فإن الحال ينتقل من السهل والفضاء الواسع إلى خرم الابرة أو ما هو اضيق.
في أي محطة انت، وفي أي غابة، وفي أي صحراء، في مدينة صاخبة بليلها وصباحاتها، في حدائق غناء، داخل قفص صغير أو في فضاء فسيح، تحيطك الموسيقى أو الضجيج، تدهمك الكوابيس أو تنعم بالاحلام.
في جميع الاحوال، ليس من السهل أن يرتقي المرء إلى هذا الغصن المتهدل وسط صحراء وتتقاذفه العواصف والزوابع، ليحتار في ما يختار، البقاء الاصعب والرحيل الاصعب.
هي لحظة فارقة، وفي الغيوم والغبار والشرود غارقة.
كثيرون قد يصلون ذروة القلق، ولكن اصعبها ذاك الذي يصبح عليه مستحيل هو البقاء ومستحيل هو الرحيل.
في هذا المقطع الشعري الذي قد لا ينتمي لقصيدة، يقف الشاعر امين عند حافة غريبة، يحاكي فيها ملايين الناس الذين يشعرون فجأة أن الجمال قد توقف رغم أن الحياة تهدر بخطواتها، وبين خطاها وصمت اخر مسافة لا تزيد على برهة من الصمت والخوف، ولا يبعد عنها الأمل كثيرا.
في المراجعات الذاتية للمرء قد يكتشف انه قد وقف عند هذه الحافة كثيرا وربما طويلا، وقد يكتشف في مراجعاته أنه منذ امد بعيد لا يستطيع البقاء ولا يستطيع الرحيل.
المعضلة، أن البقاء فناء والرحيل فناء، وقد يكون البقاء حياة والرحيل فناء، وقد يكون الأمر عكس ذلك.
مقالات ذات صلة
رأي الوطن: هي كل المجتمع.. ولكن
8 مارس,2021
الجدل بشأن (5+1) وتصعيد نتنياهو
8 مارس,2021
الأكثر قراءة
- هل سيتغلب على حزنه في وفاة زوجته؟
- “مسقط لتوزيع الكهرباء” تدعو مستخدمي عدادات الكهرباء مسبق الدفع لإدخال رمز تغيير التعرفة
- نفط عُمان يرتفع 94ر1 دولار
- جلالة السلطان يتلقى برقية شكر من خادم الحرمين
- مسيرات فرح صاخبة لجماهير ظفار حتى الساعات الأولى من الصباح بعد التتويج بالعاشرة وبخماسية فـي شباك السويق
- باحثة عمانية من المستشفى السلطاني تطور تقنية ترميم بالخلايا الجذعية تنقذ بها طفلة بريطانية
- منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم يدخل معسكره الداخلي ببوشر قبل توجهه إلى المعسكر الخارجي بدبي
- أنتصالح؟ أم نتقاضى؟!
- نفط عُمان يرتفع 94ر1 دولارا وبرنت يتجاوز 70 دولارا لأول مرة منذ الجائحة
- إصابة الرئيس السوري وزوجته بكورونا