لا اهمية لما قاله حزب الله في بيانه عن الغارة الاسرائيلية على احد قواعده بأنه لم يسقط له شهيد وان الأضرار كانت عادية، وانما معنى الغارة بحد ذاتها، عملية التحرش او اختيار الهدف الصعب طالما ان الهدنة بين اسرائيل والحزب قائمة ومتفاهم عليها.
تفجير الهدوء بين الحزب واسرائيل يظل خيارا اسرائيليا، مشهده كما رأينا، ونتائجه كما رأينا ايضا .. يريد الاسرائيلي ان يقول للحزب ولآخرين انه قادر على فرط ما لا اتفق عليه، والخروج على التزامات لم يجر التفاهم ولا التوقيع عليها .. اختار الاسرائيلي لحظة أكاد اجزم انها تخص البيان الوزاري الذي تجري النقاشات الحامية حول ادخال الجملة محط عدم التفاهم حولها وهي “الشعب والجيش والمقاومة” .. ربما اراد الاسرائيلي ان يتدخل في هذه اللحظة من الحوار الوزاري الصعب حول تلك الجملة كأن يقول انه شريك عن قرب وعن بعد فيها، وان الصراع بينه وبين الحزب ما زال قائما، والمفروض على اللبنانيين ان يتفهموا تلك المسألة، بأن مرحلة الخطر على لبنان ما زالت قائمة وسببها وجود حزب الله.
اذا كان هذا الافتراض صحيحا، فإن اسرائيل كانت تتوقع مثلا، مع انها تعرف واقعية حزب الله، ان يرد الحزب بطريقة من الطرق، لكنها بدون ان تعرف او ربما تعرف قدمت له خدمة مجانية، حيث جاء اعتداؤها في لحظة فارقة كي ينهي ذلك النقاش الوزاري بمسألة المقاومة ليظل كما هو في كل البيانات السابقة، بعدما ظهر حجم الاعتداء على الحزب وكأنه طال لبنان كله كما جاء في بيان الحزب امس.
هل يمكن اعتبار الاعتداء ضربة هدف محدد وينتهي، ام هو مقدمة لقيامها بالمثل في اوقات قادمة، قد تؤدي الى استدراج الحزب في لحظة خيارات صعبة لا يريدها .. خصوصا وانه على ابواب تطورات مهمة اقلها ما يحكى عن عملية درعا التي من المؤكد انه سيشارك فيها بأقصى مايملك باعتبارها حاسمة على اكثر من صعيد، تشارك فيها اسرائيل كما هي مشاركة اميركا وكما هنالك مشاركات اخرى .. وحسبما هي مواصفات المعركة فإنها قد تكون ام المعارك، ولحظة فارقة في عمر الصراع على سوريا، ويقال ان السوري ينتظرها لأنه سيبني عليها قضايا عديدة تخص المستقبل العسكري لطبيعة حربه ضد القوى الارهابية.
مهما يكن فيجب ان ينظر إلى العدوان على موقع لحزب الله بأنه أكبر من عدوان من الناحية المعنوية واصغر من عدوان من ناحية النتائج التي حققها انسجاما مع بيان حزب الله.
كما ان العدوان اراد ان يوصل رسالة لمن يهمه الأمر في المنطقة وغيرها من العالم ان حزب الله المتورط في معارك سوريا ليس محايدا عن معركته معه، وانه ليس مسموحا له بالتالي ان يحقق جل اهدافه دون حساب او محاسبة.
حزب الله الواقعي يعرف اهداف العدوان عليه وتوقيته في هذه الظروف ومعناه واختيار المكان ايضا .. ومثلما يدير لعبة الداخل اللبناني بمهارته وصبره الواضحين، فسيظل يدير المعركة الاستراتيجية مع الاسرائيلي بكثير من التفهم والدقة والمعرفة والحرص على ان لا يكون نزاله لحظة خطأ في حساباته. ومن المؤكد انه لن يقع فيها، فهو ابن التاريخ الذي اثبت دائما ان تجربته مع عدو كالاسرائيلي يعرف متى يلاعبه ومتى يحاربه.
مقالات ذات صلة
رأي الوطن: تمكين الشباب مبدأ عماني أصيل
23 أبريل,2018
شراع: حين يطلب ترامب لقاء بوتين
23 أبريل,2018
باختصار: على وتر التقسيم !
23 أبريل,2018
خطوة نحو فرصة لا ينبغي إهدارها
23 أبريل,2018
أصداف: المرحلة الثانية من الحرب
23 أبريل,2018
الأكثر قراءة
- ابن علوي يستقبل نصر الحريري
- مطار مسقط أفضل مشروع تطوير سياحي بالشرق الأوسط والطيران العماني
- فرص عمل بوظائف فنية وتخصصية
- فتح الترشح لجائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب
- جلالة السلطان يعزي أمير الكويت
- بيع نخلة نغال بدماء والطائيين بـ 2000 ريال عماني
- 22 مركزًا لغسيل الكلى بالمحافظات والمصابون 1793
- اغتيال عالم طاقة فلسطيني في ماليزيا .. وأسرته تتهم الموساد
- 150 ألف رحلة مدرسية محمية بـ(المشرف الالكتروني)
- قرار بإجراء الفحوصات الطبية الدورية والعشوائية للعاملين في قطاعات النفط والغاز والموانــئ والمطـــارات والكهربـــاء والميـــاه