” في فبراير 2013 حذر السيناتور بوب كوركر من ان الوضع يزداد سوءا اكثر فأكثر وأن خطر سيطرة الارهابيين على ليبيا آخذ في الازدياد. غير ان الادارة لم تحرك ساكنا (الا من البحث عن افراد مشتبهين بارتكاب هجمات بنغازي) ، حتى اضحت ليبيا ملاذا للارهابيين ، وجبهة اخرى في الحرب على تنظيم داعش. ومع ذلك لم تظهر في الأفق استراتيجية متجانسة.”
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عندما سحب الرئيس الأميركي باراك أوباما ووزيرة خارجيته حينئذ هيلاري كلينتون اخر قوة اميركية من العراق افتخرا بإنجاز أحد وعود حملتهما الانتخابية بينما حذر المعارضون المحافظون للخطوة من انه اذا لم يتم تعزيز السلام غير المستقر فسيتحطم ، وستضطر الولايات المتحدة للعودة ثانية، وستكون المرة الثانية أصعب وأكبر كلفة. وقد ثبتت صحة هذه التحذيرات ، وذلك في جزء كبير منه بسبب أن التهديد الإرهابي قد انتشر في دول عديدة.
الأمر نفسه تم بعد ذلك في ليبيا. هناك أيضا اعلنت ادارة اوباما انتصارها ، وزعمت ان تدخلها المحدود فاق كثيرا استخدام الرئيس الاسبق جورج بوش للقوات البرية. غير ان هجمات بنغازي في 9/11/2012 برهنت على ان استراتيجية الادارة بنزع يدها فشلت فشلا ذريعا.
في فبراير 2013 حذر السيناتور بوب كوركر من ان الوضع يزداد سوءا اكثر فأكثر وأن خطر سيطرة الارهابيين على ليبيا آخذ في الازدياد. غير ان الادارة لم تحرك ساكنا (الا من البحث عن افراد مشتبهين بارتكاب هجمات بنغازي) ، حتى اضحت ليبيا ملاذا للارهابيين ، وجبهة اخرى في الحرب على تنظيم داعش. ومع ذلك لم تظهر في الأفق استراتيجية متجانسة. ولا يزال السؤال ماثلا: هل سنخرج بخطة ما مصممة بشكل معقول للتعامل في النهاية مع هذه المشكلة؟ حتى الآن شن الرئيس هجمات جوية محدودة ، والمباحثات السياسية التي تشرف عليها الامم المتحدة قليلة القيمة ، وتتمدد بينما الأحداث على الأرض تخرج عن السيطرة.
وبالتالي عود على بدء، نتساءل هل كانت استراتيجية ليبيا – التي وصفتها هيلاري كلينتون ذات يوم بأنها هي من وضعتها – استراتيجية ناجحة؟ هذا غير محتمل. تماما كما في العراق فإن الدرس المستفاد هو أن السياسات التدخل المحدود من دون إدارة تتحلى بالصبر وتملك إرادة سياسية للتركيز على تأمين السلام هي سياسات عديمة الفائدة ان لم تكن سيئة. ان المعارضين لسياسات التدخل امثال السيناتور تيد كروز الذي يريد الاكتفاء بإسقاط القنابل ومن ثم العودة للوطن يكرر نفس خطأ الرئيس اوباما. فكلما بكرنا بالاشتباك كانت الفرصة افضل للحصول على نتيجة ايجابية، لكن عندما نقطع ونفر (او لا نقدم التزاما) تتدهور الأمور وتبدو الخيارات أسوأ بكثير.
المؤسف انه ليس هناك طريق سهلة لتدمير تنظيم داعش، وإخبار الشعب الأميركي بخلاف ذلك هي كذبة كبيرة تماما كأنك تقول لهم أن خوفهم من الإرهاب ناتج من مشاهدتهم للتلفاز كثيرا.

جينيفر روبين
كاتبة مدونة "المنعطف الصحيح" للواشنطن بوست
خدمة واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز – خاص بالوطن