[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/zohair.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]زهير ماجد [/author]
مامن عربي ألا وتعرف على لبنان بطرق مختلفة، أما بالزيارة المباشرة او عبر الاعلام او من خلال الكلام المقال عنه، وخصوصا انه البلد الذي عانى حربا طويلة في الوقت الذي كان فيه بقية العرب على استرخاء تام، حتى وصل به الأمر الى احتلاله من قبل اسرائيل والدخول إلى عاصمته بيروت كأول احتلال لمدينة عربية ذات تأثير كبير في الشؤون العربية.
لكن لبنان لم يكن مجرد موقع سياحي أو خدماتي أو انه كان مصرف العرب، فلقد احتضن انبل ظاهرة عربية هي المقاومة الفلسطينية، ودافع عنها في كل ساعات الشدة وخصوصا عندما اندلعت مؤامرة عليها فتقدم بتاريخه العربي والوطني وبكل مايملك لحمايتها الى ان تمكنت اسرائيل من اخراجها من لبنان، الا ان نبتا قويا هو في خزين الخلية اللبنانية ظهر الى الحياة، فكانت المقاومة اللبنانية بكل اشكالها الحزبية والوطنية الى ان تمكن حزب الله وكان لاعبا اساسيا فيها إلى طرد الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان، وبذلك اسدل الستار على مفهوم ان لبنان قوي بضعفه فكان قويا بمقاومته، بل تلاشت إلى الأبد فكرة الصهيوني الذي كان يكرر ان لبنان يمكن أن تحتله فرقة كشفية.
من أهم مااثبتته ملحمة المقاومة اللبنانية انه رغم الفعل المدوي الذي اداه نضال اللبنانيين ضد الاحتلال ووصل إلى تلك النتيجة المرضية لهم، الا ان اسرائيل العدو التاريخي ستظل اطماعها به قائمة، ولهذا كان لابد ان تكمل المقاومة وجودها زيادة في الحماية والأمان، ومع ذلك اعتدى الصهيوني على لبنان عام 2006 إلا أنه سقط في وحل هزيمته ايضا، فكان عليه أن يعيد ترتيب قدراته وامكانياته ليعيد تكرار محاولاته الفاشلة بامكانية النجاح، ولهذا استوجب من المقاومة اللبنانية ان تزيد من تسليحها ومن تعدادها ومن امكانياته ومن تفوقها في كافة المجالات من اجل ان تصل الى توازن في القوى مع إسرائيل مما يمنع قيامها بأي حرب جديدة.
مثلت المقاومة اللبنانية بشخصية حزب الله حضورا عربيا وعالميا كونها تجاوزت قدرات الجيوش العربية في تصديها للاعتداءات الإسرائيلية وتلقين الإسرائيلي هزائم لم يسبق ان حصلت منذ قيام كيانه الغاصب. ولاقى وجود المقاومة في الداخل اللبناني ترحيبا من قبل أكثرية الشعب اضافة إلى وقوف الجيش بكل امكانياته معها ، فكانت وحدة متراصة . ويوم جاء النداء لمؤازرة سوريا في حربها ضد الإرهاب ، لم تتوان المقاومة عن الدعم والقتال المباشر إلى جانب الجيش العربي السوري في أروع ملحمة قومية.
لكن إسرائيل مازالت تزبد وترغي، تريد الانتقام والثأر من لبنان، عيونها عليه وعلى مقاومته تحديدا، ولو اثبتت المقاومة ولو قليلا من الضعف لم يتوان الإسرائيلي عن الحرب عليه فورا .. فكيف إذن يستمر لبنان بدون تلك المقاومة الشريفة التي تحميه من شرور عدوه ومما يخطط ضده وضد مستقبل أبنائه، وهو الذي يهدد يوميا بقتل اللبنانيين وتدمير لبنان بأسره وإعادته إلى القرون الوسطى.
ببساطة لانريد من أحد مساعدة لبنان إن هو أراد ذلك، بل الكف عن تهديد مقاومته، فلدى اللبنانيين قدرة هائلة على تصنيع الحياة اللائقة إذا مارفعت عنه الضغوط من أي مصدر كان .. خصوصا وأنهم ينظرون إلى العرب بمنظار الإخوة وجامعها العروبة ويعرفون جيدا مصالحهم وما يترتب عليها.