صلالة يلعب بأريحية مع «أمان» والرستاق يواجه أصعب امتحان

متابعة : صالح البارحي :

أمسية اليوم ... مثيرة ... صعبة ... حساباتها معقدة ... فالأمور لم تحسم بعد ... وللحديث بقية بطبيعة الحال ... نتحدث عن دور الثمانية لمسابقة الكأس الغالية ... إما أبيض وإما أسود ... إما صعود لمربع الأمل وإما خروج تحت مثل ( كأنك يا بو زيد ما غزيت ) ... وبين هذا وذاك (4) مباريات حاسمة لا تعترف بأنصاف الحلول ... فكل فريق يمتلك حظوظا لكنها ليست بالتساوي ... فيما يبقى الفارق الضئيل في نتيجة مباريات الذهاب سببا لإبقاء القلق في نفوس كل من يرتدي شعار الفرق التي تخطت المحطة الأولى بنجاح ... فهدف وحيد يقلب الموازين ويكشف عن حسابات معقدة تحتاج إلى عمل مضاعف حتى يتحقق المراد ...
رابطة دوري المحترفين العماني إرتأت تقسيم مباريات جولة الإياب على يومين متتاليين ... وذلك لأهداف عدة أهمها النقل التليفزيوني الذي بات أمرا ملحا في الوقت الراهن لمتابعة الأحداث عن قرب أولا بأول بعد النقلة النوعية الكبيرة في العمل بالقناة الرياضية بتليفزيون السلطنة ... ففي أمسية اليوم سنشاهد صحم أمام مسقط في استضافة الموج الأزرق بمحافظة شمال الباطنة بمجمع صحار ... ونشاهد صلالة يستضيف الرستاق في محافظة ظفار بمجمع صلالة ... أمام أمسية الغد فستشهد لقاء فنجاء مع النصر بمجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر ... فيما يشهد مجمع صحار لقاء أبناء العمومة الخابورة والسويق إن شاء الله تعالى .


مشهد صعب

مواجهة نارية ... تاريخ طويل لطرفيه ... كلاهما تذوق حلاوة الفوز باللقب الغالي ... وكلاهما لم يبق له أمل آخر في الفوز بلقب محلي آخر سوى الكأس الغالية ... بعد أن تضاءلت حظوظهما كثيرا في المنافسة على لقب الدوري نظرا لتراجع عطاءاتهما بشكل كبير ... فصاحب الضيافة والجمهور (صحم) يحتل المركز السابع برصيد (26) نقطة ... ومسقط الضيف الثقيل يحتل المركز الحادي عشر برصيد (20) نقطة ... وبالتالي باتا متفرغين تماما للمنافسة على لقب الكأس الغالية حتى النهاية ...

مسقط تخطى جولة الذهاب بنجاح بعد أن تفوق على صحم (2/1) في توقيت قاتل بعد أن سجل مهاجمه (ضيوف) الهدف الثاني في شباك صحم عند الدقيقة (87) وهو الهدف الذي أعطى أفضلية للضيوف في لقاء اليوم ... إلا أن هذه النتيجة مخيفة للفريق الأحمر بشكل كبير ... حيث أن فوز صحم بهدف نظيف كأقل مطالبه سيعصف بالفارس خارج أسوار المسابقة الأغلى ... حيث إن الهدف الوحيد الذي سجله صحم له ثمنه في مباريات الكؤوس بطبيعة الحال ... وبإمكانه أن يساهم بشكل كبير في تحديد مصير أي فريق مهما علا صيته وتاريخه ...
صحم يدرك تماما بأن الفرصة مواتية بالنسبة له ... لعدة أسباب أهمها وجود المباراة على ملعبه وبين جماهيره المتعطشة لاستعادة الموج الأزرق لهيبته وهي عامل مؤثر في مسيرة الأزرق دائما وأبدا ... وثانيا نتيجة لقاء الذهاب التي انتهت عليه المباراة يوجد بها دافع كبير لتجاوز المأزق خاصة مع تصاعد العطاء الإيجابي لأبرز لاعبي الفريق الأزرق والروح المعنوية العالية التي يعيشها الفريق بعد أن تخطى عقبة ظفار في الدوري بالجولة الماضية بمجمع صحار ... كما أن الرغبة في تكرار سيناريو 2009 يعد دافعا ثالثا يمكن صحم من خلاله الوصول للمربع الذهبي الذي بات مطمع الفرق الثمانية قبل الوصول للنهائي الحلم إن سارت الأمور كما يرام ...
تعادل الفريقين بأي نتيجة أو خسارة صحم هي بطبيعة الحال لمصلحة الفارس ... فوز صحم بهدف نظيف أو أكثر دون ولوج شباكه أي أهداف من جانب مسقط يصعد بصحم للمربع الذهبي ... أما فوز صحم بنتيجة 2/1 فيدفع الفريقين لصراع ركلات الجزاء الترجيحية لحسم الأمر ... فهل يستفيد صحم من العوامل المساندة التي يمتلكها أم أن مسقط يرفض الخضوع لمطامع أبناء محافظة شمال الباطنة ويدفع بنفسه للمربع الذهبي تاركا جراحات الدوري خلف ظهره !!!

مكيس : صحم في وضع جيد وسنعمل على الفوز

قال مدرب نادي صحم عبدالناصر مكيس عن لقاء فريقه اليوم مع مسقط : كمدربين نتكلم عن مباريات الكأس بأنها تختلف عن مباريات الدوري ولها حسابات خاصة ، فريقنا في وضع جيد بعد الفوز على ظفار بالدوري أعطى معنويات كبيرة للاعبين ، مباراة الذهاب انتهت بخسارتنا رغم أن الحظ وقف ضدنا وكنا الأقرب للتعادل ، ولكن هذا حال كرة القدم ، واليوم سنعمل على الفوز بهدف أو أكثر والمحافظة على شباكنا نظيفة لأنه الخيار الوحيد للوصول للمربع الذهبي .

وعن مسقط قال مكيس : مسقط فريق لديه نقاط ضعف ونقاط قوة وسنعمل على التعامل معها بشكل إيجابي ، خاصة وأن العامل النفسي والمعنوي للاعبين جيد للغاية ، حيث أقيمت مساء أمس الأول أحتفالية كبيرة للفريق تم خلالها توزيع المكافآت للاعبين ، وهناك مكافآت مجزية للاعبين تم التأكيد عليها في حالة تحقيق المراد في لقاء اليوم ، ومن جانبنا أعددنا العدة للتأهل لدور النصف النهائي لمسابقة الكأس الغالية إن شاء الله تعالى .
وأضاف مكيس : احتمال كبير غياب المحترف البوركيني كوليبالي وعبدالعزيز الشموسي ، ولكن البدلاء قائمون بالدور المطلوب وسيكونون على قدر المسؤولية إن شاء الله تعالى ونسأل الله التوفيق .

مواجهة غامضة

رغم الفوز الذي حققه صلالة على الرستاق في مواجهة الذهاب بهدف نظيف للمحترف عبدالمجيد دادا بإستاد السيب (ملعب الرستاق) ... ورغم الفارق في المسابقتين اللتين يلعب بهما الفريقان ... ورغم أفضلية السبق لصلالة بتحقيق الانتصار بملعب المنافس والمحافظة على شباكه نظيفة ... إلا أن الرستاق سيشكل خطرا كبيرا على طموحات السماوي في مباراة اليوم ... وبإمكانه من خلال مهاجميه قلب الطاولة على تطلعات جماهير صلالة في عقر دارهم إن استعاد الفريق ثقته كما نشاهده عليها في دوري الدرجة الأولى والتي يتصدر مرحلتها الثانية عن جدارة واستحقاق وبلا خسارة ...

صلالة ومن خلال عطاءاته في المرحلة الأخيرة منذ استلام الكابتن يونس أمان زمام الأمور في القيادة الفنية أصبح فريقا متمكنا بقيادة المخضرم هاشم صالح ... ويقدم لنا مباريات جميلة للغاية لا ينقصها سوى التوفيق في ترجمة الفرص الكثيرة إلى أهداف في شباك المنافسين ... ومن باب أولى فإن لغة الأهداف هي التي تتحدث بعيدا عن أي عطاءات إيجابية في الميدان لأن ذلك لا يعني شيئا في لغة كرة القدم ... فاللغة الوحيدة بها هي لغة الأهداف وحصد النقاط والانتصارات ...
نتيجة الذهاب تخدم الفريق بشكل كبير مثلما أسلفت خاصة وأنه حافظ على نظافة شباكه ومحققا الانتصار في أرض المنافس ... وبالتالي فإن حظوظه كبيرة في التأهل للمرحلة قبل الأخيرة للمسابقة الأغلى محليا ... فالتعادل بأي نتيجة تؤهله مباشرة وقبلها الفوز بأي نتيجة .. أما الخسارة بأكثر من هدف فتخرجه من المسابقة ... وفوز الرستاق بهدف نظيف يأخذنا لركلات الجزاء الترجيحية لحسم الأمور في نهاية المطاف ... لذلك فإن يونس أمان سيتعامل مع المباراة بشكل مختلف عما ظهر عليه في الذهاب ... ومن المتوقع أنه يسعى لتسجيل هدف مبكر حتى يريح أعصاب لاعبيه ويواصل العمل على تسجيل الأفضلية تباعا في ظل الاندفاع المتوقع للرستاق لتعويض الخسارة وإعادة المباراة لنقطة الصفر في وقت جيد ...
الرستاق يقدم شكلا مختلفا في هذا الموسم ... وهو عمل جيد متواصل من العام المنصرم بعد أن خاض مباراتي الملحق أمام صحار للصعود للأضواء ... حيث إنه يتصدر المرحلة الثانية لدوري الدرجة الأولى وهو ما يعطيه حافز كبير في مباراة اليوم يستطيع من خلالها العمل على تفعيل الجانب النفسي بشكل إيجابي وتخطي عقبة صلالة في عقر داره خاصة وأنه يمتلك كل المقومات لتحقيق الهدف المنشود ... ومن باب أولى فإن مدربه مصطفى سويب يدرك تماما بأنه لا خيار أمامه سوى العمل على زيارة شباك صلالة مبكرا من أجل خلط الأوراق على مدرب الفريق السماوي وبالتالي إعادة المباراة لسيناريو جديد قد يساعده على تحقيق مناله ومبتغاه في ظل العطاء التصاعدي للاعبيه وروحهم المعنوية العالية ...
الرستاق يعاب عليه كثرة الأخطاء الدفاعية والتي تكلف الفريق أهدافا غير متوقعة ... فيما لا نستثني الخط الأمامي والذي يشهد ضياع فرص سانحة للتسجيل بشكل غريب وهما عاملين إذا إستمر الرستاق عليهما سيفقد الكثير من الفرص في الوصول لمبتغاه بنهاية هذا الموسم ولعل أولها الوصول لدوري المحترفين العماني بعد أن طارت الفرصة من بين يديه في الموسم المنصرم ومن بعدها التفكير بشكل جدي في الوصول للمربع الذهبي للكأس الغالية والذي يتحدد مساره فيها مساء اليوم ...
صلالة والرستاق وجها لوجه في مدينة اللبان ... هدف وحيد بملعب المستضيف يحتفظ به صلالة في جعبته ... يقابله رغبة وطموح كبير من العنابي القادم من محافظة جنوب الباطنة ... فمن فارس الأمسية يا ترى !!!

المصطفى سويب : جئنا صلالة للمرور للمربع الذهبي

تحدث مدرب الرستاق المصطفى سويب عن مواجهة فريقه الهامة أمام صلالة اليوم : عازمين على تعويض الهدف الذي تم تسجيله بشباكنا في مباراة الذهاب ، وجئنا هنا للبقاء على حظوظنا وعندنا المؤهلات للمرور لدور الأربعة ، والحمد لله كان معنا وقت جيد لتجهيز الفريق أحسن تجهيز لمواجهة اليوم بعد آخر مواجهة لنا في دوري الدرجة الأولى ، والخسارة بهدف ليس أمر صعب في كرة القدم خاصة في حال إمتلاكك للرغبة والثقة والطموح لتحقيق المنال ، ودعنا نعترف بأننا في مباراة الذهاب لم نظهر بالشكل المشرف المعروف عن نادي الرستاق خلال السنوات الثلاث ، ولكن في مباراة اليوم عندي إحساس بأننا سنكون بشكل مختلف إن شاء الله تعالى .

واضاف مدرب الرستاق : الرستاق لا يعاني من غيابات قبل مواجهة اليوم وهو جاهز في أتم الجاهزية للعودة من صلالة بالتأهل للمربع الذهبي للمسابقة الأغلى محليا لنقدمها هدية لجماهير العنابي المتعطشة للنجاح .