[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/waleedzubidy.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]وليد الزبيدي[/author]
كثر الحديث في الأوساط العراقية والأميركية عن احتمالات ومخاوف من انهيار سدّ الموصل، وهو من اكبر السدود المائية في العراق، تم تشييده في منتصف ثمانينات القرن الماضي على نهر دجلة قرب مدينة الموصل التي تبعد عن العاصمة العراقية بحدود 450 كليلومترا، في حين تزيد مسارات نهر دجلة عن تلك المسافة قبل وصوله بغداد ليخترقها ويقسمها إلى الكرخ والرصافة.
الذي لا يتطرق إليه الخبراء والعراقيون من السياسيين والفنيين ولم تأت على ذكره تصريحات المسؤولين الأميركيين، أن أحد أسباب خلخلة المباني والسدود والآثار العراقية انفجارات وقصف قوات الاحتلال الأميركية خلال حرب الخليج الأولى في مطلع العام 1991ذلك القصف العنيف الذي تواصل لأكثر من أربعين يوما وشمل مخلتف أرجاء العراق، ثم حرب العام 2003، والتي تعرض فيها العراق لما يعادل عدة قنابل ذرية مثل تلك التي استخدمها الأميركيون في قصف مدينتي هيروشيما وناغازاكي اليابانيتين في نهاية الحرب العالمية الثانية في العام 1945، كما أن قصف المناطق والأحياء السكنية قد تواصل من قبل المدفعية الأميركية واحيانا المروحيات طيلة فترة تواجد القوات الاميركية في حرب المواجهة المستمرة مع قوات فصائل المقاومة العراقية التي طاردت القوات الغازية في كل مكان.
في حال انهيار سدّ الموصل علينا ان لا ننسى أن جميع ضحايا هذا الانهيار بسبب الحرب الأميركية وغزوها وعدوانها على شعب العراق وممتلكاته وآثاره التاريخية، فإذا غرق مئات الآلاف من النساء والشيوخ والأطفال فإن الذي يقف وراء قتل هؤلاء هم الأميركان الغزاة، وإذا أصاب التلف مئات آلاف الهكتارات من المزارع وغرق المدن وتخريب كل شيء فإن الذي يقف وراء ذلك هم الغزاة ومن ساعدهم في دخول العراق والبقاء على أرضه، كما أن هذا السدّ الكبير قد تعرض للإهمال حاله حال جميع المنشآت الحيوية في العراق ولم تمنحه حكومات ما بعد العام 2003 أي اهتمام، وسط انشغال الزعامات والمسؤولين والحكوميين بنهب الأموال والسرقات المهولة والمزيد من الانتهاكات بحق العراقيين.
لقد انبرت السفارة الأميركية في بغداد باصدار تحذيرات من الاخطار الناجمة عن انهيار سدّ الموصل،وأعلنت عن مخاوف حقيقية من الأخطار التي قد تدهم الأميركيين العاملين في السفارة الأميركية في المنطقة الخضراء وسط بغداد، وتقع على ضفة نهر دجلة، في حين أن إخلاء هؤلاء من السفارة إلى أماكن اخرى لن يستغرق أكثر من عدة ساعات، ويواجه ملايين العراقيين مصيرهم في حال تدفقت مياه سدّ الموصل بعد انهياره المتوقع.
في واقع الحال بتسليط الضوء على هذه الزاوية الخاصة من قصة احتمال انهيار سدّ الموصل، إنما المقصود من ذلك التعريف بحجم الجرائم التي ارتكبها الأمريكيون بحق العراقيين وما زالوا مصرّين على تنفيذ برنامج تخريب العراق وإبادة العراقيين منذ عام 1990 وحتى الان والة القتل والتخريب تتواصل بكل إصرار ووقاحة.