[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/zohair.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]زهير ماجد [/author]
يظل الخلاص العربي مطلا من فلسطين.. لا أمل للأمة إلا إذا ظلت فلسطين طريق الحل المنشود. هنا في يافا وتل ابيب والقدس شباب انكر ضياعه فأراد أن يحيي وجوده، هو لم يثأر، بل قدم جسده وهبا لوطن يسكنه، ففي الاحتفال اليومي الذي يمارسه الشباب والفتية على ارض الطهارة فلسطين ما يوازي المعجزة ويبعث الأمل ويغني الروح.
كان بعض الصهاينة وبعض اللوبي الأميركي يسمي العربي بلا ذاكرة، لو نظر الى شباب فلسطين اليوم وهم يحدقون في البعيد حيث الوطن الساكن روحه، لما قال تلك الامثولة التي لاتنطبق على واقع شباب وشابات فلسطين. فكل مايحدث اليوم فيها صناعة لذاكرة وخدمة لها واعادة تنظيم حياة. فاجمل من السكين، هي الرصاصة التي تدوي لتعلن لحظة اصغاء لذاكرة لم تحصل قبلا لكنها عاشت على قلب يحمل روح وطن فيغذي الوجدان بما ينفع في الاهتيار.
يفعل الفلسطينيون ماتعجز انظمة عن فعله، فتية صغار يقدمون عرضا سخيا من دمائهم، فيما الآخرون ساهرون على مصالح إسرائيل وعلى غاياتها. ثم هذا الفارق الكبير بين الدم المتوج في فلسطين، وتلك المصيبة التي أعلنت في بن قردان بتونس. في هذ البلد العربي الجميل الذي خبأ لنا دوما صورة منه، ثلة من الارهابيين التكفيريين يعلنون إمارة إسلامية، ويمارسون الذبح والقتل في أبشع صورها. هؤلاء يلجأون الى تسميم المكان، وترويع السكان، والعمل ضد الطبيعة، وطبيعة البشر الآمنين. انهم يحفرون بسكينهم ابشع مافي تراث الأمة من مصائب وويلات، يعيدون نبش المنسي، بل تركيب نمط من الاداء الحيواني بحق بشر سويين في محتمع متعايش.
يفتح إرهابيو ينقردان ذاكرة اللارحمة وانزال الغضب على مجتمع رافض لواقعهم. لايمكن لقاموس الانسنة ان يتجانس مع إرهاب متأصل في افكاره ومعتقداته وفي تصميمه على نخر ذاك المجتمع. كانت الحرية في أحلى صورها، فإذا بهم يحيلونها الى كابوس، وكانت السعادة مرسومة على الشفاه وفي القلوب، فأحالها الإرهاب القادم من اي مكان الى مظالم وعبوس وهلع. ليس هكذا هو الإسلام ولم يكن ولن يكون، الإسلام حضارة ووعي وتراث مبارك للإنسانية جمعاء، جاء من اجل الإنسان وظل يكبر لأنه عاش لأجله.
تكبر قلوبنا كلما شاهدنا صرخة حق في فلسطين، ويدا تحمل سكينا او رشاشا او مسدسا لتكمل خطا واحدا وطريقا مستقيما بدأه الاجداد واكمله الاباء وهاهم الاحفاد يبرعون فيه، وهو المقاومة، فيما الارهاب يدق الابواب، يشغل المنطقة، يضرب هنا وهناك، ويقول للجميع إن أعيدوا النظر بما تحكمون، وبالنظم التربوية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية، ارفعونا من الفقر المادي الذي يأخذنا الى جحيم الإرهاب، قدموا لنا الحلول المرضية لنعيش معكم بدل أن ننحاز إلى لغة الضياع والتوهان والموت المحتم.
هنا في فلسطين يغسلون عارا، وهناك في أماكن مختلفة يقوم الإرهاب بصناعة ذل مبرمج ينفذه بناء على وصايا من رباه من صهاينة وكارهين للعرب والمسلمين. آلاف مؤلفة تتخرج كل عام من مؤسسات استخباراتية صهيونية وغربية تم تربيتها على قتل أبناء أوطانها، غسلوا دماغها وزرعوا فيها كل ماهو عالمهم الكاره للأمة.