موسكو ـ عواصم ـ وكالات: قالت روسيا أمس أنها ليس لديها اي خطط لمهاجمة شرق اوكرانيا فيما وقعت الحكومة الاوكرانية أمس الشق السياسي من اتفاق الشراكة مع الاتحاد الاوروبي الذي صعد من لهجته تجاه موسكو متوعدا بمزيد من العقوبات بسبب انضمام اقليم القرم إلى الاتحاد الروسي.
ووعد وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو نظيره الاميركي تشاك هيجل في مكالمة هاتفية بان موسكو لن تهاجم شرق اوكرانيا، بحسب ما صرح البنتاجون.
وصرح المتحدث باسم البنتاجون الاميرال جون كيربي للصحافيين ان هيغل اعرب لنظيره الروسي عن قلقه من تحركات روسيا، الا ان شويجو طمأنه الى ان "القوات التي حشدها على طول الحدود، متواجدة هناك فقط للقيام بتدريبات، وليس لديها اي نية لعبور الحدود الى اوكرانيا وانها لن تقوم باي عمل عدواني".
وفي السياق ذاته وقع رئيس الوزراء الاوكراني الانتقالي ارسيني ياتسينيوك امس مع القادة الاوروبيين الشق السياسي من اتفاق الشراكة بين بلاده والاتحاد الاوروبي والذي كان خلف الازمة بين موسكو والغرب، على ما أفاد مصدر أوروبي.
وبذلك يقدم الأوروبيون دعما قويا لاوكرانيا غداة قرارهم تصعيد اللهجة حيال موسكو باضافة 12 اسما الى قائمة المسؤولين الروس والاوكرانيين الموالين لموسكو الذين فرضت عليهم عقوبات.
وقال رئيس مجلس اوروبا هيرمان فان رومبوي في تغريدة على موقع تويتر ان توقيع الاتفاق "يرمز الى اهمية العلاقات" بين الطرفين "وعزمهما على المضي بها قدما".
والنص الموقع من قادة الاتحاد الاوروبي الـ28 يهدف الى تقريب اوكرانيا من الاتحاد من خلال انشاء شراكة سياسية واندماج اقتصادي بين الطرفين ولا ينص على انضمام اوكرانيا الى الاتحاد الاوروبي في مستقبل منظور.
وكان الاتحاد الاوروبي واوكرانيا اتفقا على توقيع الوثيقة في نوفمبر قبل ان يبدل الرئيس الاوكراني انذاك فيكتور يانوكوفيتش موقفه بضغط من موسكو ما تسبب بنشوب الازمة التي قادت الى ضم القرم لروسيا.
ولم توقع سوى الفصول "السياسية" من الاتفاق والتي تمثل ثلاثة من اصل سبعة فصول وتم ارجاء توقيع الفصول المتبقية الى حين تشكيل حكومة اوكرانية تنبثق عن الانتخابات المقبلة في 25 مايو واقرار برنامج تصحيح واصلاح اقتصادي، وهي تنص على اقامة منطقة تبادل حر وتعاون اقتصادي وقضائي واسع.
ومن المقرر ان يوقع الاتحاد الاوروبي اتفاقي شراكة مماثلين ايضا مع جورجيا ومولدافيا والبلدان يرغبان في الخروج من دائرة نفوذ موسكو والتقرب من الاتحاد الأوروبي.
ومنعا لفشل العملية اتفق القادة الأوروبيون على تقريب موعد التوقيع الى مهلة اقصاها يونيو.
وذكر الرئيس الفرنسي فرانسوا اولاند امس أن الاتحاد الأوروبي سوف يلغي قمة معتزمة في يونيو المقبل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وقال اولاند لدى وصوله بروكسل :" سوف يتم تعليق العلاقات السياسية"، مضيفا ان القمة الأوروبية الروسية " لن تقام في ظل هذه الظروف".
ومن المنتظر ان يتخذ قادة الاتحاد الأوروبي الثمانية وعشرين قرارا نهائيا بشأن القمة المقرر عقدها في مدينة سوتشي الروسية.
وقال :" ما يحدث في اوكرانيا وخاصة في القرم غير مقبول " ، مضيفا ان قادة الاتحاد الأوروبي يعتزمون زيادة عدد الأفراد الذين يشملهم المنع من السفر وتجميد الأصول ويجب " تصور عقوبات اخرى في حال حدث تصعيد".
ويبحث قادة الاتحاد الأوروبي تصعيد الضغط على روسيا من خلال العقوبات الاقتصادية خلال قمتهم التي ستبدأ في بروكسل ، وسط تصاعد حدة التوتر بشأن إجراءات موسكو في شبه جزيرة القرم.
وكان من المفترض أن تركز القمة التي ستعقد على مدى يومين على الانتعاش الاقتصادي التدريجي في الاتحاد، فضلا عن سياساته الخاصة بالطاقة وتغير المناخ في المستقبل.
غير ان الأزمة في أوكرانيا سوف تهيمن الآن على جدول الأعمال، حيث من المقرر أن يتوصل قادة الاتحاد الأوروبي الـ28 الى "الاتفاق على رد أوروبي موحد" على هذا الوضع، حسبما قال رئيس الاتحاد الأوروبي هيرمان فان رومبوي ورئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروسو.
وقد قام الاتحاد الأوروبي بالفعل بتجميد بعض المفاوضات السياسية مع موسكو، وفرض هذا الاسبوع تجميدا للأصول وحظرا على سفر 13 روسيا و8 أوكرانيين. لكن ذلك كان قبل أن تضم روسيا شبه جزيرة القرم إليها.
فيما يتوجه وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير السبت الى اوكرانيا حيث سيلتقي رئيس الوزراء ياتسينيوك والرئيس الانتقالي اولكسندر تورتشينوف، حسبما اعلن المتحدث باسمه امس.
واوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية مارتن شافر ان الهدف من الزيارة هو خصوصا "للتعبير عن دعم المانيا للاستقرار السياسي والاقتصادي لاوكرانيا وايضا لنقول بوضوح اننا نريد سياسة تشمل جميع الاوكرانيين من قبل الحكومة الجديدة".
وذكر شافر بان الزيارة الاخيرة لشتاينماير الى اوكرانيا كانت يومي 21 و22 فبراير. ولعب الوزير الألماني انذاك دورا حاسما عندما توجه الى كييف مع نظيريه الفرنسي لوران فابيوس والبولندي رادوسلاف سيكورسكي للقيام بوساطة بين نظام فيكتور يانوكوفيتش الموالي لروسيا والمتظاهرين المؤيدين لاوروبا.
من جانبه قال الامين العام للام المتحدة بان كي مون امس ان الازمة الاوكرانية لا يمكن تسويتها الا من خلال حل دبلوماسي يحترم سلامة اراضي الدولة السوفييتية السابقة.
وقال بان بعد محادثات مع الرئيس الانتقالي اولكسندر تورتشينوف ان "الازمة الحالية يمكن تسويتها فقط من خلال حلول دبلوماسية سلمية على اساس ميثاق الامم المتحدة بما في ذلك احترام سيادة ووحدة وسلامة أراضي أوكرانيا".