**
تحاول بعض الدول تمرير مخطط تقسيم سوريا عبر الحديث عن بحث إمكانية تقسيم الدولة السورية تقسيما اتحاديا فيدراليا، مستغلة في سبيل ذلك تصريحات روسية محرفة عادت موسكو ووضحت وأزالت الالتباس الذي أوجده التحريف الواضح، وذلك على لسان مبعوث الرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوجدانوف، حيث نفى بشكل قطعي وجود مناقشات بين روسيا والغرب بشأن (فدرلة) سوريا، مؤكدا أن ذلك لا أساس له من الصحة.
وتبارى الدبلوماسيون الغربيون الذين يرفضون ذكر أسمائهم في الحديث عن بحث إمكانية تقسيم سوريا بزعم قيام دولة اتحادية، وتحت شعارات حق القوميات والأقليات وغير ذلك من الأطروحات المغالطة، وأسطع مثال لها تصريحات وزير الخارجية الأميركي جون كيري التي قال فيها إنه ربما يكون من الصعب إبقاء سوريا موحدة.
وهو موقف يتناقض مع الموقف الروسي الذي أكد عليه الكرملين من أن الحفاظ على وحدة أراضى سوريا مسألة أساسية بالنسبة لروسيا وأن موسكو تتوقع مشاركة كل الأطراف المعنية فى محادثات جنيف. وأن الحفاظ على وحدة سوريا هو على (حجر زاوية) وأولوية بالنسبة لروسيا. كما أنه يتناقض بشكل واضح مع قرار الأمم المتحدة رقم 2254 الذي نصت مادته الثانية، على التأكيد على الالتزام القوي بسيادة واستقلال ووحدة الجمهورية العربية السورية، ووحدتها الترابية، وانسجاما مع أهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، وهو هدف يسعى إليه كل سوري محب لوطنه وصادق في انتمائه، لكن تبقى بعض المحاولات من جانب القوى المتآمرة على سوريا التي تخشى من نتائج أي توافق واتفاق سوري ـ سوري، هذه القوى التي تسعى لتقويض أي مسعى لاتفاق السوريين، عبر تصريحات تنم عن رغبة في صنع التقسيم، الذي يهدف إلى إبعاد قوى الممانعة عن حدود دولة فلسطين وعدم التماس مع دولة الاحتلال الإسرئيلي.
كما يسعى البعض إلى تقليم القوة الاقتصادية السورية التي متوقع أن تنطلق فور أن تعود سوريا إلى سابق عهدها، وذلك عبر اقتطاع مناطق الثروة النفطية لدولة كردية أو إقليم بحكم ذاتي على غرار النموذج العراقي الذي أنتجه الغزو الأميركي للعراق، الذي تدفع بغداد ثمنه حتى الآن، فضلا عن الثروتين المائية والزراعية، تحت تحكم فئة محددة، الأمر الذي يعني ضربة للمصالح الاقتصادية الوطنية، وهو أمر لن يقبل به السوريون، ومن الطبيعي أن تعبر الحكومة السورية عن رفضها مجرد الحديث عن ما ينم عن توجه لتقسيم سوريا تحت أي شعار حسبما جاء على لسان وزير الخارجية السوري وليد المعلم، الذي لفت إلى أن الرئيس السوري بشار الأسد أكد دوما على تحرير كامل الأراضي السورية، قائلا: نحن السوريون نرفض الحديث عن الفيدرالية ونؤكد على وحدة سوريا، وهو تأكيد على أن هناك في سوريا من يعي المخطط ويفهم أهدافه.