بواقع 6 جلسات تختتم بقراءة البيان الختامي غدا
المفتي العام للسلطنة: امتن الله على رسوله الكريم بالتزكية قبل التعليم، والصلاح فـي العمل والاستقامة والإخلاص تجلب المحبة

تغطية - سالم بن عبدالله السالمي:
تتواصل فعاليات الندوة العلمية الدولية عن «الإمام محمد بن عبد الله الخليلي ودوره الحضاري والعلمي في عمان 1920-1954» والتي ينظمها مركز الخليل بن أحمد الفراهيدي للدراسات العربية بجامعة نزوى بالتعاون مع مركز سناو الثقافي فعالياتها التي تستمر حتى الغد 16 مارس ،حيث سيتم في الندوة عقد 6 جلسات علمية يتناول خلالها المشاركون عدة جوانب من حياة الإمام الخليلي وتتخللها مناقشات عامة بعدها تختتم الندوة بقراءة البيان الختامي.
وكان قد افتتحت الندوة فعالياتها صباح أمس تحت رعاية صاحب السمو السيد أسعد بن طارق آل سعيد بحضور عدد من أصحاب المعالي وأصحاب السعادة والمشايخ والمشاركين من الدول العربية.
بدأت فعاليات الندوة بكلمة ألقاها الدكتور محمد بن ناصر المحروقي رئيس اللجنة العليا للندوة ومدير مركز الخليل الفراهيدي قال فيها: نلتقي اليوم في هذه الندوة الدولية «الإمام محمد بن عبدالله الخليلي ودوره الحضاري والعلمي في عمان» عملا بتوجيه رائد نهضة عمان الحديثة جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظّم الذي دعا إلى العناية بالتاريخ ودراسته دراسة موضوعية محايدة لا مبالغة فيها ولا تزيّد. والاهتمام بالإمام الخليلي إن هو إلا اهتمام بحقبة كاملة من حقب التاريخ العماني الكبير. والآمال تحدونا هنا في جامعة نزوى أن تكون ندوتنا الدولية القادمة بعنوان: «الإمام أحمد بن سعيد البوسعيدي ودوره السياسي والحضاري»، إيمانا راسخا أنه على الجامعات أن تقود الأبحاث العلمية المنظّمة والمعمّقة حفظا لتاريخ الأمة وتراثها من الاندثار والنسيان. لقد اجتمعت في شخصية الإمام الخليلي جملة من الصفات الإيجابية وطّدت دوره العلمي والسياسي. فأسهم في استقرار عمان في فترة موّارة بالفتن في الأقاليم المحيطة بعمان وبذل المجهود في نشر العلم وتحلّى بصفات الكمال البشري مما عزّز حبه في نفوس الجميع. ويكتب جلالة السلطان سعيد بن تيمور كتابا إلى الإمام يستشيره في بعض الأمور. فيرد عليه الإمام في أسفل الرسالة نفسها. ثم يعتذر عن عدم الرد في ورقة مستقلة معتذرا للسلطان ومفسرا أنه فعل ذلك لانعدام الورق لديهم في نزوى. وعندما يصل رسل الإمام إلى السلطان ويقرأ رده يعجب به إيما اعجاب ويردد في مجلسه عبارة «الشيخ محمد حليب». أي أنه نقي السريرة.
وأضاف «المحروقي» : كتب بعض الرحالة الأوروبيين عن مشهد مؤثر يعكس حب الناس لهذا الإمام. يقول هذا الرحالة: «إن البدوي في صحرائه البعيدة عن الإمام ومدينته نزوى عندما تعثر ناقته يقول بتلقائية «يسلم الإمام». وذلك يعكس أمنيات البدوي بالسلامة للإمام، وأن لا يزعجه مزعج كبير ولا صغير. مفتاح هذه الشخصية التقوى. وهو سر نجاحها.
إن جهودا بذلت وتبذل لجمع مادة تاريخية جيدة من معاصري وتلامذة الإمام الخليلي. وجعل المنظمون جلستين علميتين تغطيان سيرة الإمام. وجاءت محاور الندوة لتغطي تاريخ المرحلة التي عاشها الإمام الخليلي قدر المستطاع. عدد الجلسات تبلغ تسع جلسات. وعدد الأوراق إثنتان وثلاثون ورقة حتى الآن.
كما ألقى الدكتور مبارك بن عبدالله الراشدي كلمة مركز سناو الثقافي الأهلي قال فيها: فانه من نعم الله علينا ان تتاح لنا فرصة هذا اللقاء المبارك للاحتفاء بعلم من اعلام عمان على مر الدهور والسنين ، هذا العلم الذي سيطر للمسلمين سطورا ذهبية في جبين التاريخ وقدم لآخرته عملا صالحا اضاء ذلك القرن ولا يزال يضيئ هذا الزمان الحاضر بعلمه وعدله وفضله وحكمه وحكمته وهو الذي يقال في حقه انه فلتة من فلتات الزمن وسراجا يهتدى به وهو العلامة العادل الصالح المصلح محمد بن عبدالله الخليلي رحمه الله ورضى عنه وارضاه .اننا نلتقي اليوم في هذا الصرح الوضاء جامعة نزوى لنتدارس سيرة هذا الامام وفاء بحقه وحق الذين قاموا بنشر العدل وقطع شأفة الفساد والإفساد وقد قام باعتباء هذه المهمة جهتان من جهات الفكر الكثير في هذه البلد وهما مركز الخليل بجامعة نزوى ومركز سناو الثقافي الاهلي .

فعاليات


بعد ذلك عرض فيلم وثائقي عن مسيرة جامعة نزوى ، اعقب ذلك كلمة سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام للسلطنة، أكد سماحته خلالها على الدور المنوط من كافة المؤسسات العلمية والمعنية وأفراد المجتمع والاسرة على الحرص الشديد في غرس الاخلاق والمعاني الحميدة في نفوس الناشئة واستمرارها وحمل رسالة الخير أجمعين ، وقال سماحته : إن مدينة نزوى عرفت منذ الازل بأنها مورد للعلم وحاضنة للعلماء على مر العصور منذ بداية الإسلام. وها نحن اليوم نجتمع في هذا الصرح العلمي وهو جامعة نزوى لنذكر احد صروح العلم لهذه المدينة وهو الإمام الشيخ محمد بن عبدالله الخليلي الذي عرف بغزارة علمه وسلامة فكره كما وصفه قسيس أميركي وهو لا يدين بالاسلام وسؤاله لي عن علاقتي بالامام فقد قال عنه بأنه كان يمثل صفات الرسول الكريم وإبراهيم عليه السلام الذي جاء ربه بقلب سليم وهذه شهادة من قس أميركي، أما إن تكلمنا عن مكانته العلمية فقد تحدثت ألسن من عاصروه عن غزارة علمه وقد ذكره رئيس الجمعية العربية بزنجبار في كلمته في إحدى الندوات بان الامام تبحر في الاصول وأخذ من الفروع وفاق أقرانه وبلغ ذروة الاجتهاد كما وصفه إبن جبيل بقوله بأنه أعلم أهل العصر في عمان واعترف الامام نور الدين السالمي بأنه علامة جليل وشهد له قطب الأئمة بحصافة الرأي وثاقب الفكر ومهيأ لحل أي مشكله بفضل فكره وسماحته وقد نال منزلته هذه بأمرين الأول اجتهاده في طلب العلم والثاني الورع والإخلاص لله، والعلم طريق الهداية يسلكه من كان ورعا حريصا على رضى الله وبالعلم ميز الله الانسان عن سائر المخلوقات والعلم أمر رباني فقد قال في كتابه العزيز (اقرأ) والكتابة هي صون للعلم للاجيال المتعاقبة وقد امتن الله على رسوله الكريم بالتزكية قبل التعليم لأن العلم بلا تزكيه لا قيمة له، وأن الصلاح في العمل والاستقامة والاخلاص تجلب المحبة.

ومن هذا المنبر نناشد جميع الاباء والامهات والمؤسسات التعليمية أن يحرصوا كل الحرص على غرس الأخلاق الطيبة والحميدة في نفوس الناشئة.
بعده ألقى الشيخ المكرم محمد بن عبدالله الخليلي قصيدة شعرية عرج فيها لمكانة الإمام الخليلي العلمية والعملية.

جلسات اليوم الأول

بعد ذلك بدأت المناقشة للجلسة الاولى التي ترأسها الدكتور خميس بن ماجد الصباري ومقررها عامر بن أزاد بن مسلم الكثيري حيث قدم الشيخ القاضي حمود بن عبدالله الراشدي ملخصا عن السيرة الذاتية للإمام الخليلي رحمة الله عليه ، كما قدم الدكتور أحمد بن يحيى الكندي ورقة عمل عن شخصية الامام الخليلي ، فيما قدم كل من محمد بن حمود الرواحي ومسعود بن سعيد الحديد ويعقوب بن سالم آل ثاني شهادات تلاميذ الإمام الخليلي ومعاصريه.

اما الجلسة الثانية التي ترأسها الدكتور يوسف بن محمد الراشدي ومقررها عيسى بن سعيد الحوقاني فقد قدم فيها الدكتور قاسم بن أحمد الشيخ بالحاج ورقة عمل عن جوانب التميز والقيادة في شخصية الإمام الخليلي ،أما الاستاذة بدرية بنت علي الشعيبية فقد قدمت ورقة عمل عن المرأة في حياة الإمام الخليلي فيما قدم محمد بن خميس الرواحي ورقة عمل عن الامام الخليلي من خلال التاريخ الشفهي المروي في قرية مسلمات بولاية وادي المعاول ، كما قدم جمال بن رمضان العيسيين ورقة عمل عن الامام الخليلي وصفاته الخُلُقية (الجانب السلوكي) ، واختتمت جلسات اليوم الاول بالجلسة العلمية الثالثة وترأسها الدكتور أحمد بن يحيى الكندي ومقررها محمد بن يحيى الراشدي حيث قدم فيها فوزي بن يونس حديد ورقة عمل وقدم الدكتور سعيد بن محمد الهاشمي ورقة عمل تناول فيها وثيقة استخلاف الامام غالب بن علي الهنائي 1373هـ / 1954م، وقدمت الدكتورة سناء بنت مهني الباروني ورقة عمل عن الإمام الخليلي بين سياسة الشرع والسياسة الشرعية ، فيما قدمت الدكتورة هادية بنت صالح مشيخي ورقة عمل عن علاقة الامام الخليلي بالسياسي سليمان الباروني ودورها في نهضة عمان.