عرض الفرص الاستثمارية والاقتصادية في الدقم وصلالة وصحار

تغطية ـ الوليد بن زاهر العدوي:
أقيم صباح أمس بفندق قصر البستان لقاء جمع رجال الأعمال العمانيين بالوفد اللبناني لاتحاد غرف لبنان وجبل بيروت والذي يأتي ضمن جهود الغرفة لتعزيز العلاقات التجارية بين الجانبين وتبادل الزيارات التي بدأتها الغرفة بوفد تجاري زار لبنان الشهر الماضي.
تم خلال اللقاء استعراض أوجه التعاون بين الجانبين، كما تم استعراض أهم المعوقات والمشاريع الاقتصادية للسلطنة من خلال عروض مرئية لهيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، والمنطقة الحرة بصحار، وميناء صلالة، حيث استعرضت خلالها البنى التحية لهذه المشاريع وجهود السلطنة لاستقطاب الأعمال وجعلها منطقة جذب اقتصادي وسياحي.
وقال سعادة سعيد بن صالح الكيومي رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عمان: "لقد كان لزيارة وفد رجال الأعمال العمانيين إلى لبنان في الشهر الماضي أطيب الأثر في نفوس أعضاء الوفد والتي أدركنا من خلالها الرغبة الأكيدة لدى مجتمع الاعمال بلبنان التعرف والاطلاع على بيئة الاستثمار بالسلطنة والفرص الاستثمارية المتاحة ورغبتهم في الدخول في شراكات تجارية مع أشقائهم العمانيين الذين أبدوا الهدف ذاته.
وأضاف سعادة رئيس مجلس إدارة الغرفة أن هذا اللقاء اليوم يأتي ترجمة لهذه الرغبة إلى واقع ملموس يعود بالنفع على اقتصاد بلدينا ويرتقي بمستويات التعاون إلى حد الطموح المرجو من هذه اللقاءات، ولا شك أن تبادل الوفود التجارية يقود إلى تعريف مجتمع الأعمال من الجانبين بالفرص الاستثمارية المتاحة، ويساهم بصورة كبيرة في التعريف بالتسهيلات المتاحة للمستثمرين بكلا البلدين، كما يتيح لهم الاطلاع عن قرب على البئية الأساسية الداعمة لقطاع الأعمال بالسلطنة، وحجم الدعم الذي يلقاه هذا القطاع مما يحفزهم لإقامة مشاريع استثمارية وتأسيس وتطوير شركات تجارية ناجحة.
واختتم سعادة سعيد الكيومي كلمته بالتأكيد على ضرورة تنشيط وتسهيل حركة أصحاب وصاحبات الأعمال وتكثيف زياراتهم وهو ما تنبهنا لأهميته باكرا ، فكان لغرفة تجارة وصناعة عمان توجهها لتسيير وفود أصحاب وصاحبات الأعمال الى مختلف أنحاء العالم وهذا مما لا شك فيه سيعود بالنفع على الاقتصاد الوطني على المدى القريب والبعيد.
من جانبه ألقى محمد شقير رئيس اتحاد الغرف اللبنانية ورئيس اتحاد غرفة بيروت وجبل بيروت كلمة أعرب من خلالها عن بالغ سروره لوجوده والوفد المرافق من أصحاب الأعمال اللبنانيين على أرض السلطنة معبرا عن الفخر والاعتزاز للتقدم الملموس الذي أحرزته على كافة المسارات لا سيما على مستوى الإنماء والإعمار والاستقرار والازدهار، وقال: إن وجودنا اليوم بينكم يؤكد مدى عزيمتنا وحرصنا على القيام بكل الخطوات التي من شأنها تنمية علاقاتنا الاقتصادية الى مستويات متقدمة تعود بالفائدة على بلدينا وشعبيهما.
وأضاف: خلال الشهر الماضي كان لنا شرف استقبال وفد اقتصادي عماني في لبنان الذي أجرى لقاءات مكثفة ومفيدة مع مختلف القطاعات الاقتصادية اللبنانية واطلع منها بشكل مباشر على قدراتها وميزاتها التفاضلية والفرص المتاحة التي توفرها، واليوم نحن في السلطنة لمتابعة هذا الجهد وللاطلاع على أرض الواقع من القطاع الخاص العماني على الفرص المتاحة للتعاون فيما بيننا، وإننا أمام تجربة فريدة من نوعها، لجهة سرعة تبادل الزيارات والجدية في المتابعة وتنفيذ التفاهمات والاتفاقات التي حصلت، والأهم التطور اللافت في العلاقة الشخصية بين قيادات القطاع الخاص في البلدين، وهذا يؤكد أننا أمام فرصة جدية للانتقال بعلاقاتنا الاقتصادية الى مستويات جديدة نأمل ان تشكل نموذجا يحتذى به بين الدول العربية.
وقال محمد شقير: التبادل التجاري بين بلدينا لا يزال متواضعا رغم أن هناك فرصا أكيدة لا سيما أن لدينا صناعات ومنتجات تتمتع بمواصفات عالمية وجودة عالية، لذلك لا بد ايضاً من بذل جهد مضاعف في التعاون ومن الممكن العمل على تنظيم معارض للمنتجات اللبنانية في عمان، فلبنان يتمتع باقتصاد حر يوفر كل شروط متطلبات الأعمال الاقتصادية بكل أنواعها، كما أننا مقبلون على مشاريع كبرى أبرزها تطوير البنى التحتية في لبنان بعد إقرار قانون الشراكة بين القطاع العام والخاص، واستخراج النفط والغاز، ونحن كاتحاد غرف لبنانية وغرفة تجارة وصناعة عمان عملنا على عقد هذه اللقاءات وجمع هذه الطاقات لعلمنا المسبق بوجود فرص حقيقية متاحة، والباقي على رجال الاعمال في البلدين للتوصل الى شركات عمل في المشاريع والاعمال المطلوبة.

عروض وفرص
وخلال اللقاء تم عرض العديد من أوراق العمل والعروض المرئية بدأها صالح بن حمود الحسني مدير المحطة الواحدة بهيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم بعرض مرئي توضيحي عن المنطقة وما تشتمل عليه والمقومات والفرص الاقتصادية الموجودة فيها، موضحا الأهداف والفرص الاستثمارية بالمنطقة من خلال الأهداف الوطنية، وميزات المنطقة النسبية والتنافسية، المحطة الواحدة، والمزايا والحوافز، الفرص الاستثمارية المتاحة.

ميناء صحار والمنطقة الصناعية
كما قدم هلال العدوي المدير التنفيذي للمحطة الواحدة بميناء صحار عرضا مرئيا ركز من خلاله على موقع السلطنة القريب من دول المجلس وسهولة نقل البضائع من ميناء صحار، والاهتمام المتنامي والجهود التي تبذلها الحكومة لنمية الميناء، حيث أن جملة الاستثمارات في المشاريع المنفذة بميناء صحار الصناعي والمنطقة الحرة بصحار تصل قيمتها لأكثر 21 مليار دولار أميركي والشركة تدرس حاليا العديد من المشاريع الصناعية المختلفة والتي من المؤمل أن يتم الإعلان عنها قريبا، بالإضافة إلى الطلبات التي يتم دراستها لإقامة عدد من المشاريع الاستثمارية المختلفة بالمنطقة الحرة والميناء، مشيرا أن المنطقة والميناء يتمتعان بإمكانيات استثمارية ومقومات وحوافز مشجعة باتت اليوم تلقى طلبا متزايد من الاهتمام على مختلف المستويات الإقليمية والدولية وباتت المنطقة تمثل واحدة من أهم مناطق جذب الاستثمارات على مستوى المنطقة.

ميناء صلالة ومحور دول المحيط الهندي
كما قدم أحمد عكعاك نائب الرئيس التنفيذي لميناء صلالة في عرضه أهمية ميناء صلالة والذي قال إنه يعد من أهم الوجهات الاقتصادية البحرية على المحيط الهندي والذي يتمتع بموقع اقتصادي جاذب يهل منه نقطة لاستقطاب السفن العابرة، حيث يعد ميناء صلالة المركز المحوري لتوزيع ونقل الحاويات في المنطقة، وتعود بدايات إنشاء الميناء الى عام 1976م حينما كان يعرف بميناء ريسوت، ويتمتع بموقع استراتيجي بإطلالته على محور دول المحيط الهندي، ووقوعه على الخطوط الملاحية الدولية، وتبلغ مساحة الميناء (10,71) كيلومتر مربع ويحتوي على تسعة عشر رصيفا تتراوح أعماقها بين ثلاثة أمتار وثمانية عشر مترا ويبلغ مجموع أطوالها أربعة ألاف وأربعمائة وثلاثين متراً، وخلال سنوات أصبح ميناء صلالة من الطراز العالمي يستقبل الاعداد المتزايدة من السفن ويناول الأحجام الهائلة من الحاويات.