**
إيمانك في قدراتك الخاصة للتعامل مع مختلف الحالات، يمكن أن تلعب دورا ليس فقط في كيفية شعورك تجاه نفسك، ولكن في إمكانية تحقيق أهدافك في الحياة بنجاح، كل شخص يمكن أن يحدد الأهداف التي يريد تحقيقها، الأشياء التي يرغب في تغييرها، والأشياء التي يطمح الوصول إليها ومع ذلك، فإن معظم الناس يدركون أيضا أن وضع هذه الخطط موضع التنفيذ ليست واردة في غاية البساطة. وقد وجد ألبرت باندورا (أستاذ فخري في علم النفس الاجتماعي في جامعة ستانفورد) وآخرون أن الكفاءة الذاتية للفرد تلعب دورا رئيسيا في كيفية اقترابه للأهداف والمهام ومواجهة التحديات.
الأشخاص الذين لديهم شعور قوي من الكفاءة الذاتية يتمكنون من مواجهة المشاكل الصعبة كالمهام التي يتعين عليهم إتقانها وتطويراهتمام أعمق في الأنشطة التي يشاركون بها، والتعافي بسرعة من النكسات وخيبات الأمل، والتغلب على الصعوبات والتحديات التي قد تواجههم.
هناك اعتقادات بأن الكفاءة تبدأ بالتشكل في مرحلة الطفولة المبكرة حيث يتعامل الطفل مع مجموعة واسعة من الخبرات والمهام والمواقف. ومع ذلك، لا ينتهي تشكل الكفاءة الذاتية خلال فترة الصغر، بل تستمر في التطور طوال حياة الفرد حيث يمر بمهارات وخبرات جديدة، وهذا التطور يحدث من خلال إتقان التجارب والمهام وتنفيذها بنجاح حيث يعزز ذلك تقدير الفرد لذاته.
ولمصادر المعلومات المختلفة كالكتب والمحاضرات المسجلة في مجال تحقيق الذات دور كبير في وصول الفرد للكفاءة الذاتية، وذلك من خلال العبارات الإيجابية التي تحتويها، وعرض تجارب وأمثلة لأفراد أكملوا مهامهم بنجاح وحققوا طموحاتهم وأحلامهم بالجهد المتواصل، مما يؤدي إلى تحفيز القارئ أو المتابع لهذه التجارب لممارسة مهامه وزيادة ثقتهم بقدرتهم على النجاح كما نجح الآخرون والتركيز على تحقيق الأهداف باتباع استراتيجيات مقننة ومدروسة.
لذلك يهتم مركز الإرشاد الطلابي بجامعة السلطان قابوس على توفير مثل هذه المصادر للمجتمع الجامعي والراغبين على تنمية قدراتهم وتحقيق ذواتهم للوصول إلى التميز والنجاح العلمي والعملي، ومن بين هذه المصادر مجموعة من الكتب منها كتاب "أسرار التميز وتحقيق الذات" لخبير التنمية البشرية والتدريب عبداللطيف العزعزي، يحتوي الكتاب على مفاهيم حول تحقيق التميز وإثبات الذات في الحياة الأسرية والاجتماعية والعلمية بالإضافة إلى مهارات وتقنيات تساعد القارئ للوصول إلى أهدافه وتحقيق النجاح. ومن الكتب المترجمة كتاب "أطلق العنان لمقدراتك" لدونالد أو. كليفتون و باولا نلسون، والذي يتحدث عن التركيز على نقاط القوة والمواهب للوصول إلى النجاح، وهو من الكتب الملهمه والذي يستند إلى بحوث استمرت لمدة تزيد عن أربعين عاما في بعض الشركات الرائدة.
كما أن لحالة الفرد النفسية وردود الفعل العاطفية والجسدية دورا في تحقيق الكفاءة الذاتية، ومن المهم جدا أن يبدأ الفرد بتغيير نفسه قبل البدء في التفكير بتحقيق الأهداف والنجاح، من خلال تعلم كيفية تقليل التوتر والقلق، والتخلص من الغضب والخجل والوسواس القهري، ورفع مستوى الثقة بالذات والقدرة على اتخاذ القرارات في المواقف الصعبة، وذلك من خلال حضور محاضرات وورش تدريبية مع متخصصين في مجالات الإرشاد والتوجيه، وحضور جلسات فردية وجماعية لتعزيز الذات واكتساب الثقة بالنفس وبالقدرات الخاصة، ومعرفة مكامن القوة وتعزيزها ونقاط الضعف وتقويتها.
على الإنسان أن يدرك أن لديه قدرات تميزه عن غيره، وعليه أن يحب نفسه ويقدرها ويتقبلها ويعمل على تطويرها، ويجب أن يؤمن بنفسه وبأنه قادر على تحقيق أهدافه وأحلامه إيمانا مطلقا، فكما وصل الآخرون يمكنه الوصول.

أسماء بنت علي السلامي مركز الإرشاد الطلابي جامعة السلطان قابوس