كتب ـ فيصل بن سعيد العلوي :
أعلن أمس عن تفاصيل اكتشاف حطام سفن الهند الشرقية البرتغالية والتي كانت جزءا من الأسطول الحربي لفاسكو دي جاما (1502-1503) المتجه إلى الهند ، واكتشف ما يقارب من 2800 قطعة أثرية، وتعد هذه السفينة التي غرقت في مايو 1503 بالقرب من ساحل جزيرة الحلانيات من أوائل سفن عصر الاستكشاف الأوروبي والتي يتم العثور عليها وإجراء الدراسات العلمية عليها بواسطة علماء الآثار والمختصين. حيث تكشف التفاصيل عن أن حطام السفينة المكتشفة تعود للسفينة إزميرالدا والتي كانت تحت إمرة القبطان فيسنتي سودري خال فاسكو دي جاما وسليل النبيل فريدريك سادلي من جلوسيسترشاير، تم ذلك في مؤتمر صحفي أقيم أمس في القاعة متعددة الأغراض بوزارة التراث والثقافة بالتعاون مع مؤسسة بلو ووتر ركفوريز البريطانية.
إعلان نتائج مشروع اكتشاف حطام سفن أسطول البحار البرتغالي فاسكو دي جاما الغارق في جزيرة الحلانيات في عام 1503
بوادره بدأت في الذكرى الـ 500 للرحلة الملحمية لاكتشاف الطريق البحري المباشر إلى الهند
* 2013م الانطلاقة الحقيقية لأعمال المسح والتنقيب الأثرية بشكل كامل وبإشراف من وزارة التراث والثقافة
* اكتشاف ما يقارب من 2800 قطعة أثرية ساهمت في الكشف عن هوية السفينة “إزميرالدا” بقيادة فينسينتي سودري
* القطع المكتشفة من المدفعية والذخائر تقدم دليلا ملموسا على الهدف العسكري من هذا الأسطول
* تعد من أوائل “سفن الاستكشاف” التي أمكن العثور عليها ودراستها علمياً بواسطة علماء الآثار
متابعة ـ فيصل بن سعيد العلوي :
في مؤتمر صحفي أقيم أمس في القاعة متعددة الأغراض بوزارة التراث والثقافة أعلنت “التراث والثقافة” بالتعاون مع مؤسسة بلو ووتر ركفوريز البريطانية تفاصيل نتائج مشروع المسح والتنقيب بجزر الحلانيات والكشف عن حطام سفن الهند الشرقية البرتغالية والتي كانت جزءاً من الأسطول الحربي لفاسكو دي جاما (1502-1503) المتجه إلى الهند ، حيث تعد هذه السفينة والتي غرقت في مايو 1503 بالقرب من ساحل جزيرة الحلانيات من أوائل سفن عصر الاستكشاف الأوروبي والتي يتم العثور عليها وإجراء الدراسات العلمية عليها بواسطة علماء الآثار والمختصين. حيث تكشف التفاصيل عن أن حطام السفينة المكتشفة تعود للسفينة إزميرالدا والتي كانت تحت إمرة القبطان فيسنتي سودري خال فاسكو دي جاما وسليل النبيل فريدريك سادلي من جلوسيسترشاير.
المؤتمر الصحفي الذي أقيمت تحت رعاية صاحب السمو السيد منصور بن ماجد آل سعيد تم خلاله تدشين موقع إلكتروني خاص على شبكة المعلومات يحتوي على تفاصيل وصور ومقاطع مرئية اكثر www.esmeraldashipwreck.com ، لهذا الاكتشاف الذي تم اكتشافه بواسطة فريق من مؤسسة بلو ووتر ركفوريز البريطانية عام 1998م في الذكرى الـ 500 لرحلة فاسكو دي جاما الملحمية لاكتشاف الطريق البحري المباشر إلى الهند ، ويعتبر العام 2013م هو الانطلاقة الحقيقية لأعمال المسح والتنقيب الأثرية بشكل كامل وبإشراف من وزارة التراث والثقافة. بعدها تم القيام بعمليتي تنقيب إضافيتين في اعوام 2014م و2015م حيث تم اكتشاف ما يقارب من 2800 قطعة أثرية. وساهم في المشروع العديد من الجهات الحكومية والمعاهد وعلماء الآثار الخبراء المستقلين الذين قاموا بتحليل القطع الأثرية بمنتهى الدقة وباستخدام التقنيات المتطورة حيث تشمل الجهات الحكومية المساهمة بالمشروع البحرية السلطانية العمانية وسلاح الجو السلطاني العماني وشرطة عمان السلطانية والتي قامت بعمليات الدعم والإمداد ووزراة البيئة والشؤون المناخية بالإضافة إلى أهالي جزر الحلانيات. كما تشمل المعاهد والمؤسسات جامعة بورنموث و مؤسسة سميثسونيان وصندوق الاستثمار للآثار البحرية (Maritime Archaeology Sea Trust )وجامعة نوفا دي لشبونة وWGM من جامعة وارويك ومختبر أيسوتراس أكسفورد وبنك البرتغال وجمعية لشبونة الجغرافية والمعهد الوطني للطاقة والجيولوجيا في لشبونة ومركز التاريخ الجيولوجي لندن وجامعة درهام وصندوق ماري روز في المملكة المتحدة. وكانت هذه التحاليل بدعم جزئي مقدم إلى مؤسسة بلو ووتر ريكفوريز من مجلس الجمعية الوطنية الجغرافية للبعثات الإستكشافية ( National Geographic) ومؤسسة Waitt.
قطع أثرية
إدارة وزارة التراث والثقافة المشروع ونفذته بالتعاون مع مدير المشروع ديفيد ميرنز من مؤسسة بلووتر ركفوريز وبالالتزام التام بالقواعد الدولية المتبعه لحماية الآثار المغمورة بالمياه كما ورد في اتفاقية اليونسكو (2001) والخاصة بحماية التراث الثقافي المغمور بالمياه . ومن ضمن مجموعة القطع الأثرية المكتشفة والتي ساهمت في الكشف عن هوية السفينة المكتشفة على أنها السفينة إزميرالدا بقيادة فينسينتي سودري “قرص من النحاس عليه شعار النبالة الملكي البرتغالي (esfera armila) الذي كان شعار شخصي من الملك دوم مانويل الأول” ، و”جرس برونزي مع نقش يدل على ان تاريخ بناء السفينة كان 1498 م ” ، و”عملات معدنية ذهبية تسمى كروزايدو (cruzado) سكت في لشبونة بين عامي 1495 و 1501م” ، و”عملة فضية نادرة للغاية تسمى إنديو (Indio) والتي سكت بتكليف من دوم مانويل في عام 1499م خصيصاَ على وجه التحديد للتجارة مع الهند. هذه الندرة الشديدة للإنديو (هناك فقط عملة واحدة اخرى مماثلة معروفه في العالم) تأتي من مكانتها الأسطورية بصفتها عملة دوم مانويل “المفقودة” أو “الشبح” .وكان الجزء الأكبر من القطع الأثرية المكتشفة من المدفعية والذخائر من الترسانة التي كانت على متن السفينة ، حيث شملت طلقات من الرصاص والحديد والحجر من مختلف الأحجام، وعدد كبير من قطع المدفع من البرونز وبعض الأسلحة النارية القديمة. وهي إشارة إلى ان المكتشفات تقدم دليلا ملموسا على الهدف العسكري من هذا الأسطول كما أمر به دوم مانويل والذي نفذ من قبل فاسكو دا جاما واثنين من أخواله فيسنتي وبراس سودري.واستناداً إلى الدراسات المستقبلية على القطع الأثرية فإن الأهمية التاريخية والأثرية لموقع الحطام ستكون هائلة باعتبارها واحدة من اوائل سفن الاكتشافات التي تسبق زمنياً أي اكتشاف آخر لغرق السفن الايبيرية بحوالي 30 أو 50 عاماً ، فمن المتوقع أن تكشف القطع الأثرية عن اكتشافات جديدة حول الكيفية التي كانت تدار بها التجارة البحرية والحرب في المحيط الهندي في مطلع هذا القرن.
الأول من نوعه
وفي المؤتمر أشار سعادة حسن بن محمد بن علي اللواتي مستشار وزير التراث والثقافة لشؤون التراث إلى “أن مشروع هذا الاكتشاف يعتبر الأول من نوعه على مستوى السلطنة والمنطقة الذي ينفذ في مجال التنقيب عن الآثار المغمورة المياه. ولهذا فقد سعت الوزارة إلى تنفيذ المشروع بكفاءة ومهنية عالية وذلك بالتعاون والتعاقد مع بيت خبرة عالمي في هذا المجال وأيضاً بالالتزام بالمعايير الدولية التي أقرتها منظمة اليونسكو لحماية الآثار المغمورة بالمياة خاصة إتفاقية اليونسكو لعام 2001م . كذلك فإن المشروع قد وفر فرصة رائعة في مجال بناء القدرات الوطنية تمثلت في تدريب الفريق الوطني العماني على كافة الجوانب ذات الصلة بأعمال البحث والتنقيب تحت المياه . اخيراً نتقدم بالشكر والتقدير لجميع المشاركين في هذا المشروع من داخل وخارج السلطنة والذين ساهموا في إنجاحه “.
مكتشفات تاريخية
ومع عرض مرئي قدم في “المؤتمر” أشار ديفيد لـ.ميرنز من مؤسسة بلو ووتر ركفوريز البريطانية (مدير المشروع) بأنه ” على العكس من الأغلبية الساحقة من مشاريع علم الآثار البحرية فهذا المشروع بدأ بالبحث عن الحطام بناءاً على الوثائق التاريخية التي وثقت لحدث غرق السفن وذلك للأهمية التي يحملها هذا الحطام من ناحية أنه يعتبر من فترة بدايات عصر الاكتشافات واحتماليات العثور على مكتشفات تاريخية جديدة. مما يثلج الصدر للغاية أن أثمرت هذه الإستراتيجية عن اكتشافات مثيرة للاهتمام على الرغم من أننا لا نزال في مرحلة مبكرة نسبيا في دراسة تجميع القطع الأثرية” .
بدايات التواصل الحضاري
ويقول دايف بارام مدير الآثار بجامعة بورنموث ” من المدهش العمل في المواقع التي تحتوي على بدايات التواصل الحضاري البحري بين اوروبا و الهند. إن الأسلحة التي تم العثور عليها بالموقع بدأت تزود الباحثين بالمعلومات بالفعل عن الطبيعة العسكرية لهذه الرحلات، كما أن الموقع بإمكانه تقديم الكثير من المعلومات عن الرجال والسفن التي قامت بهذه المغامرات والشعوب التي واجهوها”
صلة الشرق بالغرب
من جانبه قال الدكتور إبراهيم البوسعيدي الإستاذ المساعد بقسم التاريخ في جامعة السلطان قابوس في معرض تعليقه على الاكتشاف ” يعد وصول البرتغاليين إلى الهند عام 1498م بقيادة فاسكو دي جاما بداية لمرحلة جديدة من التواصل بين الشرق والغرب في مستهل العصور الحديثة. هذا الاكتشاف التاريخي يوثق لهذا التواصل ويؤكد مكانة عمان العالمية وأهميتها في خضم التنافس الدولي بين القوى المختلفة منذ مطلع العصور الحديثة. سوف تسهم القطع الاثرية -التي عثر عليها ضمن حطام السفينة الغارقة الخاصة بالقبطان البرتغالي فيسنت دي سودريه (1503م) – في تزويد الباحثين والدارسين في مجال الكشوف الجغرافية والدراسات المرتبطة بالمحيط الهندي بالكثير من المعلومات التاريخية المرتبطة بطبيعة الحملات البرتغالية إلى الشرق وأهدافها ، وأنواع السفن والاسلحة اضافة الى الجوانب الاقتصادية مثل العملات، كما يضفي الكثير من الحقائق التاريخية ويدعم ما دونته المصادر والوثائق المرتبطة بالوجود البرتغالي في الشرق “.
لقد استفاد هذا المشروع من المواهب والمهارات والعمل الجاد لفريق كبير متعدد التخصصات من علماء الآثار والغواصين وغيرهم من الخبراء. حتى الآن، تم تنظيم خمس رحلات إلى موقع الحطام و تم إجراء مجموعة متنوعة من التحاليل العلمية بعد الحملة على مجموعة مختارة من القطع الأثرية المستردة. أدناه توضيح لأدوار الأفراد المشاركين وخبراتهم بالإضافة إلى المنظمات التي يتبعون لها.