يتعالى الخافق فيَّ مضطرباً من صعود إلى هبوط، ومن هبوط إلى جبروت صعود، وأنا بين المرحلتين تكبلني حيرة، ويحصرني في زاويته وجومٌ، أمارس فن مطاردة واقع جديد ما لمحته أيام كنا وكان اللقاء .. وكنا وكان الإحساس الصامت يبرد مفاصلنا بعد عناء من اللهث خلف غيوم الأمل المنقضية.
أنا هنا من قرر البعد، وأوصد في وجه القرب المعذب أبواباً وأبواباً، وأنهى مع الليل موعد السهاد رحمة بهذه العيون من مراقبة خيال قلما يصدق .. ولو صدق يوما كذبتْه حروفك أياماً .. وكبّلتْه مكانه في دائرة ضيقة من القوانين التي اعتدتِ على قطعياتها، وإبرازها كلما قلت للحب أهلا يا أملا.
يا أملاً تعثر في المهد قبل محاولة الحبو على أرض السكينة، وتنكب الدرب قبل الخروج من شرنقة الرحم المسمى ذاتاً، وأنتِ يا أملي بين مقلتي والأخرى لا أملك معك إلا إرسال طرف كاد أن يعمى من شدة قول لا.. لا لن أعود .

عتيق الفلاسي