* الإمام الذي يصلي بالناس إذا ثبت عنه أنه أتى عرافاً هل تصح الصلاة خلفه وقد ورد أنه لا تقبل منه الصلاة أربعين يوما؟
** الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلّم : من أتى عرافاً فصدقه فقد كفر بما أنزل على محمد. ذلك لأن الله تعالى أنزل على عبده ورسوله صلى الله عليه وسلّم قوله (قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ) (النمل:65)، فالإنسان أياً كان لا يمكن أن يعلم الغيب اللهم إلا أن يوحى إليه من قبل الله، ولذلك استثنى الله تعالى رسله، وبيّن أن ذلك بطريق الوحي لا لأنهم بأنفسهم يعلمون الغيب، فإن الرسل هم أيضاً كغيرهم من الناس لا يعلمون الغيب، ولذلك قال الله تعالى (عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً * إِلا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً) (الجـن:26-27)، ذلك الرسول إنما يوحي إليه الله تعالى وحياً ينبئه بالغيب وإلا فالرسول بذاته لا يعلم الغيب، كيف والنبي صلى الله عليه وسلّم الذي هو أفضل الرسل جميعاً والذي وصفه الله تعالى بقوله (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) (الانبياء:107) أمره الله تعالى أن يعلن أنه لا يعلم من الغيب شيئا، فقد قال الله تعالى له (قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلا ضَرّاً إِلا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ) (الأعراف: من الآية188)، فالآية الكريمة هي نص صريح في أن النبي صلى الله عليه وسلّم لم يكن يعلم الغيب، ولئن كان هو كذلك فسائر الرسل أيضاً لم يكونوا يعلمون الغيب.

* أنا امرأة موظفة وفي حاجة ماسة لقيادة السيارة من وإلى مكان عملي وخلال السنوات اضطررت لاستئجار السيارة وأحياناً مع غير محرم، وهذا يضايقني كثيراً مما دعاني للتفكير في قيادة السيارة، ولكن للأسف والدي لا يرضى بذلك رغم أنه رجل مسن لا يستطيع قيادة السيارة، وليس لدي أخوة أو أي محرم يستطيع إيصالي لمكان عملي، فهل إذا قدت السيارة بدون موافقته هل أكون مذنبة رغم اضطراري لذلك ؟
** أولاً قبل كل شيء بالنسبة إلى قيادة المرأة للسيارة لا تمنع لذاتها ولكن لما قد يترتب على ذلك، فلعل المرأة تقف سيارتها في مكان، تتعطل في مكان ما ينبغي لها أن تبقى في ذلك المكان هو مظنة الريبة أو مظنة الخوف عليها، ومن ناحية أخرى أيضا قد تقع في مخالفات مرورية، وقد يؤدي ذلك إلى أن تذهب لمخافر الشرطة وأن تدخل إلى مداخل ما كان ينبغي لها أن تدخلها، فلذلك نستحسن لها ترك قيادة السيارة، ولكن عندما تكون هنالك ضرورة فإنه يدفع أكبر الضررين بأخفهما، فلا مانع عندما تكون ضرورة، وإذا كانت تحس أنها مضطرة، وأنها إن لم تفعل ذلك قد تقع في مخالفات شرعية أي في الركوب مع الرجل الأجنبي من غير أن يكون معهما محرم ففي هذا الحالة لا مانع من أن تقود سيارتها ولو خالفت في ذلك أباها، والله تعالى أعلم .

*من كان في سالف عهده تاركاً لصلاة الجماعة هل عليه القضاء للحديث الذي روي عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال : من سمع النداء إلى الصلاة فلم يجب فلا صلاة له إلا من عذر؟
** لا، ليس عليه قضاء الصلوات التي تركها، وإنما عليه التوبة من إهماله صلاة الجماعة، والله تعالى أعلم.

* تقول بعض النساء أنه في يوم الجمعة لا يجوز للمرأة أن تصلي الظهر إلا بعد رجوع الرجال من صلاة الجمعة، فهل هذا صحيح؟
** لا، الظهر كسائر الصلوات إنما نيطت بوقت معلوم، فإذا دخل ذلك الوقت فقد شرعت الصلاة، والله تعالى أعلم.