تتسارع السنوات بوتيرتها وتعصف بالعمر حالة من التوتر مع قرب خريف العمر والهمة في العمل تبدأ بالتقلص شيئا فشيئا حتى يصل الإنسان الى مرحلة من الركود مختلفة كليا عما كانت عليه الحال مع بداية الالتحاق بالعمل في ريعان الشباب وفي هذه المرحلة يبدأ الإنسان بالتخطيط لحياته خلال مرحلة ما بعد التقاعد وكيف ستسير أموره خاصة مع بداية هذه المرحلة وهي الأصعب في حياته ولكن الذي كان يطمئن الموظف في القطاع الخاص هو المرتب التقاعدي الذي سوف يتقاضاه بعد سنوات طويلة من الخدمة والعطاء في مؤسسات القطاع الخاص الذي يعتبر من اكبر الحاضنات للشباب ومن الزملاء الذين بداوا يعدون العدة الى تلك المرحلة وخلال مراجعتهم للهيئة العامة للتأمينات الاجتماعية عادوا مصدومين من هول الرقم في المعاش التقاعدي الذي سيتقاضونه على الرغم من أن سنوات الخدمة لم تشفع لهم في المعاش الذي يستحق تلك السنوات التي قضوها في العمل وخدمة هذا الوطن حتى ثلث المرتب من الصعوبة بمكان الحصول عليه نظرا للمعادلات الحسابية التي تدخل فجأة في حياة المواطن المتقاعد وتعمل على ارباكه وحتى انه اصبح يتمنى انه لم يعمل في هذا القطاع، فحتى المعاش الكريم الذي يستطيع من خلاله سد حاجاته وعياله وكف يده عن مدها لأولاده لم ولن يحصل عليه وبالتالي هو اصبح او سيصبح عالة على اسرته بعد ان كان يدر عليهم خلال سنوات عمله بالكثير مما اكتسبه من الراتب الشهري ولكن اليس من حق هذا الموظف في القطاع الخاص العيش بكرامة وإبعاده عن شبح السؤال .. أليس الدولة اول ما تشجع عليه هو الالتحاق بهذا القطاع الحيوي والهام وعصبها .. أليس من حق الموظف في القطاع الخاص أن يتساوى مع نظيره في القطاع العام خاصة في معاش نهاية الخدمة وقد يقول المسئول بالتأمينات الاجتماعية إن الموظف الذي يخدم عددا من السنوات سيحصل على 80% من المرتب الإجمالي ولكن في القطاع الخاص يفاجأ الموظف عند احتساب خدمته بعكس ذلك وتدخل هناك حسبة رقمية يصعب فهمها أو الاقتناع بها.
فالدولة هي من تقوم على رعاية موظفي القطاعين وذلك من خلال الصناديق التأمينية والتقاعدية للقطاع العام أما القطاع الخاص فالدولة لها اليد الطولى والريادة في دعم موظف هذا القطاع وبالتالي فهي إذن مهتمة به أيما اهتمام وعليه فإنها حاضنة له حتى بعد إحالته الى التقاعد ولكن الموظف عندما يراجع الهيئة العامة للتأمينات الاجتماعية يصدم بالمعاش التقاعدي الذي لا يسمن ولا يغني من جوع ولن يستطيع سداد فاتورة مستلزماته الأولية كالكهرباء والمياه خلال فصل الصيف تحديدا على الرغم من ان نفس الموظف في القطاع العام عندما يخرج الى التقاعد يحصل على امتيازات تقاعدية لا حصر لها .. إذن كيف يمكن للشباب الاستمرار في العمل بهذا القطاع والذي سيصبح بيئة طاردة للكفاءات والخبرات هربا من مثل هذا الوضع.
أصحابنا على وشك الخروج الى التقاعد وليس لديهم خيار سوى الحصول على المرتب التقاعدي البسيط او... وعلى الهيئة العامة التأمينات الاجتماعية الإسراع في إخراج القانون الجديد للتأمينات الاجتماعية الى حيز التفعيل قبل ان يهرب المزيد من الشباب في هذا القطاع إلى قطاعات أخر.

مصطفى بن احمد القاسم