[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/fayzrasheed.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]د. فايز رشيد[/author]
” ما قاله اللبواني لم يكن باسمه وحده بالطبع، بل باسم العديدين من أعضاء وقوى ما يسمى بـ"المعارضة السورية"!. إن هذا الطرح هو خيانة للوطن والشعب السوري وللأمة العربية من محيطها إلى خليجها. إنه يبيع جزءاً من وطنه إلى عدو(يعتبر في نظره صديقاً) اللبواني يعترف في المقابلة المذكورة, بأن مشروعه يعبر عن قناعة سورية دولية جرى التوافق عليها مع عديد من القوى،”
ــــــــــــــــــــــــ

إعطاء إسرائيل هضبة الجولان مقابل اتفاق سلام معها وتدخلها لصالح المعارضة ونصرة الشعب السوري! هذا هو جوهر عرض الدكتور كمال اللبواني، المعارض السوري وعضو الهيئة السياسية للائتلاف الوطني السوري. جاء ذلك في حديث مطول له مع صحيفة "العرب" الصادرة في لندن (الجمعة 14 مارس الحالي). يتساءل اللبواني " لماذا لا نبيع قضية الجولان في التفاوض فذلك أفضل من أن نخسرها ونخسر معها سورية إلى الأبد، وقال:عندما أطرح موضوع الجولان فأنا أبيع ما هو ذاهب سلفاً. اللبواني يعترف بأن إسرائيل دولة توسعية, لكنه يتساءل" ولكن ما هي القدرات التوسعية لإسرائيل"؟ ويجيب " عدة قرى حول القدس، أجزاء من وادي عربة، ولكن أنظر إلى القدرات التوسعية الإيرانية التي تصل إلى اليمن وسوريا والعراق والبحرين وبقية دول الخليج". كشف اللبواني أنه اجتمع مرات عديدة مع كيري.
تتركز الاستراتيجية المطروحة حول التدخل الإسرائيلي المباشر في الحرب الدائرة في سوريا ,وفقاً لسياسة عسكرية محددة يصفها اللبواني بالقول:" تتدخل إسرائيل بفرض منطقة حظر جوي... وتدخل طيرانها في ضرب الأهداف السورية ... ويستطرد: هناك فارق ما بين إسرائيل في جنوب لبنان وتدخلها في سوريا، ففي جنوب لبنان دخلت كقوة احتلال بينما هنا ستدخل الحرب كقوة تحرير، في جنوب لبنان دعمت الأقلية بينما تدافع في سوريا عن الأغلبية.في جنوب لبنان قدمت المشاعر العدائية بينما في سوريا ستقدم المساعدات والصداقة.
ما قاله اللبواني لم يكن باسمه وحده بالطبع، بل باسم العديدين من أعضاء وقوى ما يسمى "بالمعارضة السورية"!. إن هذا الطرح هو خيانة للوطن والشعب السوري وللأمة العربية من محيطها إلى خليجها. إنه يبيع جزءاً من وطنه إلى عدو(يعتبر في نظره صديقاً) اللبواني يعترف في المقابلة المذكورة, بأن مشروعه يعبر عن قناعة سورية دولية جرى التوافق عليها مع عديد من القوى، بمن فيهم قياديين في الجيش السوري الحر. من قبل قلناها مراراً بأن المؤامرة التي تحاك ضد سوريا هي مؤامرة دولية(أميركية ـ إسرائيلية ـ أوروبية مشتركة) ولكن بأيدي محلية, هدفها الأول والأخير هو: إزالة سورية كدولة ممانعة في المنطقة من خلال تنفيذ المخططات الصهيونية ـ الأميركية وهدفها أيضاً تفتيت سوريا إلى دويلات طائفية متحاربة فيما بينها. اليوم تأكدت فيه حقيقة المشاركة الصهيونية في هذه المؤامرة.
من ناحية ثانية: ظهرت عدة بوادر ومظاهر أكدت هذه المسألة: قيام إعلاميين صهاينة من دولة الكيان بتغطية عمليات المسلحين في سوريا، وما كُشف عنه مؤخراً من معالجة ما يزيد عن 1700 جريح في المستشفيات للدولة الحليفة (الحليف لما يسمى بالمعارضة). إسرائيل في نظر اللبواني هي دولة قليلة التوسع وليست مثل إيران(التوسعية كثيراً في العالم العربي!) وهو ما يؤكد صحة ما ذهبنا إليه من أن قوى الممانعة في المنطقة هي المستهدفة أولاً وأخيراً، وإيران دولة من دول الممانعة. اللبواني يقدم شهادة حسن سلوك لإسرائيل، في الوقت الذي تتعاظم فيه ردود الفعل الدولية على التوسع الاستيطاني والعدوان الإسرائيلي المتواصل على الفلسطينيين والعرب وعلى كل ما إنساني أيضاً. بعد تعيين العميد عبد الاله البشير رئيساً لهيئة أركان الجيش الحر خلفاً للواء سليم إدريس كشفت صحيفة " معاريف الإسرائيلية " بأن العميد الجديد تدرب على أيدي خبراء عسكريين إسرائيليين بتنسيق مع الموساد الإسرائيلي, وهو ما يؤكد الأنباء التي تسربت وأكدت تدريب إسرائيل لعسكريي ما يسمى بـ"الجيش الحر" وهو ما يُثبت حقيقة المؤامرة التي تتعرض إليها سوريا.
اللبواني يقدم شهادة براءة للكيان الصهيوني وكل المذابح التي اقترفها بحق الفلسطينيين والعرب بمن فيهم: الشعب السوري وأهداف مدنية وعسكرية سورية. هذا في الوقت الذي تعترف به الأمم المتحدة بالاحتلال الإسرائيلي لأراضٍ فلسطينية ولبنانية وسورية يأتي اللبواني ليؤكد:" بأن التدخل العسكري الإسرائيلي في سوريا يأتي على قاعدة المساعدة والصداقة"؟! لطالما روجت قوى ما يسمى بـ"المعارضة السورية": بأن السكوت الإسرائيلي عما يجري في سوريا هو من أجل خدمة النظام السوري"!. الذي تبين وتأكد أن الكيان الصهيوني هو من يقف وراء هذه القوى، ويقدم إليها كافة أنواع الدعم اللوجستي والعسكري بالتنسيق مع الحليف الاستراتيجي لكل من إسرائيل وجزء كبير من المعارضة ألا وهي الولايات المتحدة الأميركية.
إنها مهزلة كبيرة أن يجري وصف الكيان الصهيوني"كقوة تحرير للشعب السوري"أنسي اللبواني دماء السوريين في حربي عام 1967، وعام 1973؟ أبمثل هذه البساطة يجري نسيان الشهداء السوريين في الجولان والذين قدموا أغلى ما يملكون في سبيل وطنهم السوري وأمتهم العربية؟ أينسى اللبواني ما تقوم به إسرائيل من جرائم بحق السوريين والفلسطينيين واللبنانيين والمصريين وكل أبناء الأمة العربية؟ أينسى اللبواني ضم الكيان الصهيوني لهضبة الجولان العربية السورية واعتبارها أرضاً إسرائيلية؟ أينسى تهويد القدس ومنطقتها؟ أينسى وينسى وينسى؟؟؟.
ما ذكره اللبواني في مقابلته الصحيفة يؤسس لمرحلة جديدة في نشاط ما يسمى بـ"المعارضة السورية" ألا وهي التنسيق العلني الواضح مع العدو الصهيوني الذي حرص هو الآخر عن الإعلان عن دوره ليؤكد مساهمته في" تحرير الشعب السوري". انها مهزلة بالفعل ونحن نعيش من ينطبق عليه المثل" إن لم تستحِ فأفعل ما شئت" وهذا ما تفعله" المعارضة السورية"؟!.