حصنها وحاراتها القديمة وأوديتها وتكويناتها الصخرية عوامل جذب سياحي

ضنك ـ العمانية:
بلدة "بلت" (تنطق بفتح الباء وتسكين اللام والتاء) بولاية ضنك بمحافظة الظاهرة، تقع في المنطقة الشمالية للولاية، وتبعد عن مركزها نحو ( 65 ) كيلومترا، وتزخر بالعديد من المقومات السياحية والأثرية، كما تمتاز بموقعها الجغرافي حيث تعد حلقة وصل بين محافظات الظاهرة والبريمي وشمال الباطنة.
يقول محمد بن علي العيسائي شيخ المنطقة متحدثا عن أهم المعالم الأثرية والتاريخية بالبلدة والحارات القديمة وحصن "بلت" الذي تم بناؤه على تل مرتفع يطل من خلاله على البلدة: "يتكون الحصن من دور واحد ويوجد به برجان يبلغ طول كل واحد منهما 20 مترا ومخازن للأسلحة وللغذاء ومسكن للحراس ويحيط به سور وبوابة رئيسية وهو مبني من الطين والجص كما يوجد به مجلس (السبلة) مجهز لاستقبال الضيوف والاجتماع لمناقشة أحوال البلدة ومتطلباتها من قبل المواطنين والتشاور فيما بينهم". كما يوجد في بلدة "بلت" موقع "الغريف" الأثري، وقد بني على تلة مرتفعة وهو يشبه البرج في عمله، حيث يستخدم لمراقبة البلدة والدفاع عنها عند الخطر، كما يوجد موقع "الحصى الأبيض" وهو عبارة عن مجموعة من الصخور كبيرة الحجم توجد غرب وادي بلت تشبه الرخام في طبيعة تكوينها حيث تجذب السياح لمشاهدتها.
يضيف محمد بن علي العيسائي لوكالة الأنباء العمانية أن من المزارات السياحية التي تشتهر بها البلدة، عدد من الأودية كوادي عقيب ووادي سمنان ووادي بلت الذي يعتبر موردا مائيا هاما لأنه دائم الجريان وتتوافر فيه المياه العذبة وتكمن روعة الوادي في وجود البرك المائية الكبيرة التي تتجمع وسط التكوينات الصخرية مما يجعلها من ابرز مقومات الجذب السياحي لهذا الوادي كما تحيط به اشجار النخيل ومزارع اهالي البلدة التي تُروى من الفلج الرئيسي المسمى "فلج بلت".وتعد الحارات القديمة المبنية من الحصى التي تأخذ الشكل المستدير واحدة من الجماليات التي توجد في البلدة حيث تمثل جانبا من الشواهد التاريخية التي تحظى بإعجاب السياح الذين يتوافدون لمشاهدتها.
كما يسهم التنوع البيئي في بلدة "بلت" من جبال شاهقة وأودية جميلة تزهو بأشجار النخيل وتدفق المياه عبر صخورها المتنوعة في تلطيف الجو وتأمين قضاء يوم جميل للزوار.
وقد اشتهر اهالي البلدة بممارسة عدد من الحرف والمهن التقليدية كالزراعة وتربية الماشية والرعي وتربية مناحل العسل الطبيعي الذي يستمد غذاءه من أشجار السمر والسدر المتوافر بكثرة في بطون الاودية، وزراعة أشجار النخيل والمانجو والليمون والفيفاي والموز والعنب وهذا بطبيعته يعكس العلاقة الكبيرة بين الأهالي والبيئة التي يعيشون فيها واستطاعوا من خلالها تهيئة المكان ليكون صالحا للزراعة ومناسبا لتربية المواشي إضافة إلى الاستفادة من الطبيعة الجبلية ذات الكهوف لتربية نحل العسل الفائق الجودة وكل هذه المقومات ساهمت في وضع العلاقة بين الطبيعة والأهالي في إطارها الصحيح وهي دليل على حب الإنسان العماني لأرضه ووطنه.
وأشار محمد بن علي العيسائي إلى أن بلدة "بلت" الوادعة بين الجبال الشاهقة والأودية الرائعة تفتح ذراعيها لمحبي التجوال والسياحة وتدعوهم لقضاء يوم جميل في جنبات أوديتها والتمتع بطبيعتها الجميلة التي تبهر النفوس وتريح القلوب ولا غرابة في ذلك فهي جزء من عماننا الغالية الزاخرة بمقومات الجذب السياحي المتنوعة والممتدة على مساحة أرضها الشاسعة.
جدير بالذكر أن بلدة "بلت" تتبعها مجموعة من القرى وهي "عقيب والمسيلة والسياح وعمير وظاهر السديرة وحيل الأعلى".