يقول المختصّون إنّ الإدارة مرآة البلد بها يعرف مدى التقدّم والتأخّر، كما يعرف مدى هندام البلد وسلوكيّاتها انطلاقا من الحدود بريّة كانت أو بحريّة أو جويّة. على كلّ، ما فتئ الإداريون المجيدون من الدماء الحديثة اليوم ذوو الإدراك الرفيع في هذا البلد يناشدون بضرورة تضمين التقنيات الحديثة في الأعمال الإدارية منذ دخول عالم التقنيات الحديث عامة وشبكة المعلومات العالمية على وجه الخصوص، فظهر ما يعرف بالحكومة الالكترونية التي عمل فيها أناس همهم تقدم الوطن وخدمة المواطن وتحسين الأداء الحكومي بيد انه في الجانب الآخر ظهر ما يعرف بالبيروقراطيين الذين ينادون بالمركزية في الأعمال الإدارية وتعقيدها دون مبررات مما يؤدي إلى تعطيل المراجعين من المواطنين في المواقع الحكومية خصوصا عندما ينصب الحديث على الوزارات والهيئات الخدمية.
إنّ ما نرمي إليه في النص ليعنى بفئة تتواجد بيننا داخل المؤسسات تعمل لأجل تعقيد المراجعين والمستفيدين من الخدمات الحكومية يبحثون ويفتشون عن النواقص لإرجاء إنهاء معاملات المستفيدين في أي جهة كانت إنهم يبثون سموم التعقيد بتؤدة تامة دون عراك بل يجعلونك أنت من يفقد اعصابك حيالهم هكذا وضع كثير من المراجعين اليوم في بعض المؤسسات الخدمية. فكثير من المراجعين اليوم يتوجعون ويشتكون من بعض الأفراد العاملين في بعض الجهات المؤسساتية التي تقدم خدماتها الى المواطن وكأنهم يتعمدون تعطيل مصالحهم. فمن يأتي لمراجعة أمر ما فيه مصلحة أو حق كفله القانون للمستفيد، ويقطع مئات الاميال لتحقيق هدفه ولم يجد الموظف المعني بأمره وإنهاء معاملاته يقال له فلان اليوم عاطل عن العمل او (مُجاز) ولا يوجد من ينوب عنه (هكذا بكل سهوله) تلك حجة نقيمها ضد هذه المؤسسة المعنية. وموقف آخر يقع في أثناء انتظارك لإنهاء معاملة ما يقال لك فجأة قد (اخترب) الحاسوب وتعطل فماذا عساك فاعل؟ فليس لك خيار في ذلك لذا تضطر بفطرتك وحسن نيتك وسلامة سريرتك المغادرة والرجوع أدراجك أو البقاء والمبيت في أحدى الاستراحات ثم المجيء ثانية لتنظر في أمر معاملتك . وتارة أخرى تسمع من يرد عليك (لم نجد معاملتك)..!! يعني مفقودة (هكذا بعفوية) وتغضب قائلا لماذا؟ اوراقي معكم متأكد من ذلك ويرد عليك بلا مبالاة اين اجدها؟ هل ستأتي وتقعد على كرسيي وتبحث عنها بدلا مني؟ قلت لك لم نجدها عليك ان تأتي غدا ربما نجدها أو اعطني هاتفك سأتصل بك وتعود أدراجك متحسراً على ضياع وقتك دون فائدة تذكر وبعضاً منهم من تأتي إليه قبيل الانصراف عن الخدمة بنصف ساعه ولم تجد له أثرا ويقال لك وقت (الشردة) حان وقت الغداء والانصراف عليك أن تأتي غداً وموظف آخر منشغل باتصالاته وسيعمل لك الف حيلة ليصرفك عن طلبك متناسيا واجبه الوظيفي، وغير ذلك من التصرفات التي لم نجد لها حلاً فعليّا في بعض من مؤسساتنا مع الاسف ونحن في العقد الثاني من تطور التقنيات في بلادنا ولكننا لم نفعّل التقنيات بالشكل الصائب ولم نفعل نجد البدائل المجدية لوقت حدوث الأزمات، هكذا مأساة المراجعين المتكررة في كل يوم، حين أذاقنا بعض الموظفين مرارة المراجعات وفقدان المعاملات وعلى ثقة تامة من قولي بأن كثير منا وقع في مأزق وذاق ويلات المراجعة وانتهت بفقدان معاملاته أو بعض أوراقه.
من خلال النص نروم الى طرح بعض من مآس المراجعين الواقعية والتي لم يوجد لها حلول كافية ووافية ومجدية، رغم تطور التقنيات وتهيئة أرضية خصبة من التكنولوجيات الحديثة في معظم مؤسساتنا وكذلك نحاول بسط بعضاً من الحلول الناجعة التي يجب أن تنفذ في بعض المؤسسات الخدمية منها ما يتعلق بتدريب عدد لا يقل عن ثلاثة من الموظفين يهيئون لتقديم نفس الخدمة للمراجعين ففي حال تأخر أحدهم أو غيابه يحلّ الآخر بدلاً منه وكذلك حفظ البيانات الورقية كاملة إلى مستندات حاسوبية يسهل الرجوع اليها دون الحاجة الى الملفات ففي الحواسيب اليوم مخازن تتسع لملايين المعاملات لننتهي من الفقدان وغير ذلك من الاستهتار بمشاعر المراجعين كذلك على بعض المؤسسات الخدمية أن تراجع جيداً خدماتها المقدمة إلى المواطنين والمقيمين وتعمل على تقييم أعمالها السابقة وهل تتوافق اليوم مع معطيات العصر وتبدأ في إلغاء بعض المراجعات الشخصية وتكتفي بالتواصل عبر قنواتها ومواقعها المعروفة بالشبكة المعلوماتية فذلك تفعيل للحكومة الالكترونية وتطوير لقدرات الافراد في التعامل مع التقنيات الحديثة وهو ما تهدف إليها حكومتنا بالمقام الأول فلماذا يضطر المراجع الى مؤسسة ما أن يذهب بين الحين والآخر لمراجعتهم وإشغالهم وغير ذلك لماذا لا نفعّل المواقع الالكترونية بإرغام المستفيدين ولوجها والاستفادة من خدماتها ولماذا لا نفعل كذلك بعض المعاملات مثلا تجديد صناديق البريد وتقديم بعض الطلبات للمستفيدين؟. على كلّ، المسار لا يزال طويلا وسوف نقيس تباعاً ما يستجد من تطوير في هذا المجال الذي ربما سيعمل على استنفاد صبر المستفيد أو مدى رضاهُ عن المؤسسة.

خلفان بن محمد المبسلي
[email protected]