القاهرة ـ العمانية: حبا الله عز وجل مصر بمناظر خلابة وطقس جميل، بجانب ما تضمه رمالها من كنوز منذ آلاف السنين وهو ما جعلها مقصداً لعدد كبير من الزائرين الذين يفدون إليها من شتى أنحاء العالم.
ومن أبرز وأهم المناطق الخلابة في مصر "واحة سيوة" بصحراء مصر الغربية والمجاورة لليبيا والتي اختارها مؤخراً موقع "برايت سايت" العالمي ضمن أجمل 20 واحة طبيعية في العالم.
وتبعد "واحة سيوة" عن القاهرة 627 كيلومتراً، وعن محافظة مرسى مطروح 360 كيلومتراً وتبلغ مساحتها 94263 كيلومتراً مربعاً وعدد سكانها نحو 20 ألفاً.
وتفيد معلومات الهيئة المصرية العامة لتنشيط السياحة بأن "واحة سيوة" كانت تستخدم أيام العصور الرومانية كمنفى وعرفت سيوه بأسم "بنتا" ويوجد هذا الاسم في أحد النصوص في "معبد ادفو" ثم أطلق عليها بعد ذلك اسم "سانتاريه" ثم أطلق عليها العرب إسم "الواحة الأقصى".
ودخل المسلمون العرب واحة سيوة فى القرن التاسع الميلادى ومنذ ذلك الوقت دخل الإسلام سيوه ولم تخضع للحكم الإسلامى إلا في العصر الفاطمي.
وتقع الواحة تحت سطح البحر المتوسط بحوالي 17 متراً ومناخها يكون منذ بداية فصل الشتاء حتى أواخر فبراير دافئاً لكن من شهر مارس ترتفع الحرارة تدريجياً وتبلغ أقصاها في فصل الصيف.
ويشير الباحث المصري شريف عبد المجيد إلى أن "واحة سيوة" تعد مدخل مصر إلى منطقة شمال افريقيا مثلما السودان مدخل مصر إلى إفريقيا وسيناء مدخلها إلى آسيا.
ويضيف: إن سكان سيوة يتحدثون اللهجة السيوية التي هي خليط من البدوية والبربرية وبعض الألفاظ العربية وتضم عدة قرى مثل خميسة، والمراقى، وغورمي، وبهى الدين، وقريشيت، وأبو شروف، وأم الصغير، وتمتلك سيوة مقومات سياحية عديدة سواء تاريخية أو بيئية أو علاجية، من أهمها "جبل الموتى" والذي يرجع تاريخه إلى العصر البطلمي أو الروماني المتأخر وتحوي هذه المقابر المنحوتة أعلى الصخور زخارف ونقوشاً لأهم الملوك.
ويوجد بالواحة عدد من المقابر الفرعونية واليونانية مثل مقبرة التمساح، ومقبرة آمون، ومقبرة ايزيس، ومقبرة نيبر باتحوت، وهناك قلعة "شالي" التي بنيت من مادة تسمى "الكرشف" وهي أحجار ملحية من البحيرات المالحة والطمي، ويمكن الصعود إلى أعلى القلعة لمشاهدة المناظر الطبيعية الخلابة في الواحة وما يحيط بها.
وتعد سيوة اهم المزارات المصرية بحثاً عن السياحة العلاجية حيث تتمتع بوجود عيون المياه الطبيعية الساخنة الصالحة للعلاج الطبيعي وعلاج الروماتيزم والروماتويد وآلام المفاصل.
ويضيف شريف يوجد بسيوة "جبل الدكرور" الذي يقع فى الجنوب الشرقى من الواحة واكتسب هذا الجبل أهمية علاجية منذ القدم في الأمراض الروماتزمية وقد ذاع صيت هذا النوع من العلاج البيئي حتى صار جبل الدكرور مقصداً مشهوراً للسياحة العلاجية يتردد إليه المصريون والأجانب على حد سواء، ويعد المناخ المعتدل ومنسوب المطر من المقومات التي تميز هذه المنطقة وملاءمتها للسياحة العلاجية والاستشفاء.
وتشتهر الواحة بوجود حمامات المياه الكبريتية الساخنة التي يفضلها الزائرون مثل حمام كليوباترا، والمياه الساخنة بسيوة تنقسم إلى نوعين إما مياه ساخنة عادية أو مياه ساخنة كبريتية يتم استخدامها في علاج الكثير من الأمراض الجلدية ومشاكل البشرة كما يمكن استخدامها أيضاً في علاج الجهاز التنفسي.
وتشتهر سيوة بتمرها المعروف "بالبلح السيوي" وهو أفضل أنواع التمور في مصر ويتم تصديره للخارج ويتميز بمذاقه الجميل وشكله الجذاب ومقاومته للظروف الجوية السيئة ويوجد بالواحة أكثر من 300 ألف نخلة.
كما يشتهر أهلها بصناعة السجاد حيث تبرع النساء هناك في صناعة الحرف التقليدية المستمدة من الأعراف والعادات ولذا تم إنشاء بيت خاص لهن يعرف "بالبيت السيوي" الذي يشمل المعروضات المتنوعة مثل المشغولات البدوية الأصلية كالسجاجيد والأواني الفخارية والفضيات والملابس المطرزة.
وتوجد في الواحة "منطقة الزيتون" التي تبعد حوالي 35كيلومتراً من شرق سيوة والتي تنتج أجود أنواع الزيتون مع وجود أكثر من 70 ألف شجرة وبها أطلال لقرية قديمة تسمى القرية السنوسية ومعبد بطلمي، كما يوجد بها العديد من الفنادق التي تقدم للزائرين حياة بدائية تشعرهم بخصوصية المكان مثل الإنارة بالوسائل التقليدية.
الجدير بالذكر أن سيوة تضم محمية أنشئت على مساحة 7800كم2 وهي تقع على بعد حوالي 300كم جنوب مدينة مطروح وتضم العديد من الأنواع النباتية والحيوانية كالثدييات والزواحف والطيور واللافقاريات والحشرات.