في احتفال كرنفالي بحضور كوكبة من ألمع النجوم وعشاق الفن السابع

خالد الزدجالي: نتابع التجارب السينمائية العالمية والحلم يداعبنا أن يكون لدينا مشروعنا السينمائي الذي يمكن أن يكون مرآة صادقة لقيمنا الجميلة وتراثنا العظيم وجغرافيتنا المبهرة

تكريم الفنانة يسرا والفنان سالم بهوان على هامش حفل افتتاح المهرجان

"25" فيلما روائيا طويلا و"56" فيلما روائيا قصيرا و"30" فيلما تسجيليا من "19" دولة

لوحات فرقة أورنينا السورية الاستعراضية الرائعة تبهر الحضور

كتب ـ إيهاب مباشر: تصوير: سعيد البحري
في احتفال كرنفالي رائع، وبإطلالة الإعلامية المبدعة رشا البلوشية، أعلن مهرجان مسقط السينمائي الدولي انطلاق نسخته الثامنة من قاعة عمان بفندق قصر البستان، حيث رعى حفل افتتاحه معالي عبدالعزيز الرواس، مستشار جلالة السلطان للشئون الثقافية، بحضور كوكبة من ألمع نجوم السلطنة والعالم العربي ودول العالم، وعشاق الفن السابع.
حلم
بدأ الاحتفال بكلمة ألقاها الدكتور خالد الزدجالي رئيس مهرجان مسقط السينمائي الدولي، رحب من خلالها بمعالي راعي حفل الافتتاح والحضور وقال: في مستهل مهرجاننا هذا، يطيب لي أن أرحب بضيوفنا الكبار الكوكبة المتميزة من صناع الفن السابع، هذا الفن الرفيع الذي برهن عبر أكثر من قرن، ومن خلال آلاف الأفلام عن جدارته كأحد أعظم المؤثرات في تكوين الوجدان الجمعي المعاصر، وأحد أهم الروافد التي تغذي المجتمعات الإنسانية بقيم الحب والتسامح والبناء.
وأضاف: نحن هنا اليوم لأن أحلام السينمائيين العمانيين فى التأسيس لصناعة سينما عمانية هي أحلام مشروعة، وبالتالى هي فى حاجة إلى تكاتف الجميع من مؤسسات حكومية ورجال أعمال ومجتمع مدنى خلفها. وفى عالمنا العربي ثمة نموذج جلي على الأهمية الاقتصادية للسينما، فلقد كانت السينما المصرية منذ نشأتها فى الربع الأول من القرن العشرين وحتى الستينات، وربما بعد ذلك، المورد الثانى للعملة الأجنبية للاقتصاد المصري بعد منتوج القطن. وتعد بوليوود بئر النفط الذي لا ينضب للاقتصاد الهندي. وفي الصين أطلق وانغ جيانلين، الرجل الأغنى في الصين، مشروعا منافسا لهوليوود وبوليوود، وهو "مدينة السينما" الواعدة بإنتاج حوالى مئة فيلم سنويا في مدينة تشينغداو شرق الصين على مساحة 376 هكتارا، والمدينة التي تبلغ استثماراتها أكثر من ستة مليارات يورو هي ـ وكما قال جينالين ـ مشروع أساسي لتطبيق السياسة الوطنية الهادفة إلى جعل الصين قوة ثقافية كبرى". هل ولع المليادير الصيني بالفن السابع وراء مشروعه الضخم هذا ؟ نعم .. لكن الأكثر أهمية عشقه المفرط لبلاده الذي يدفعه لاستثمار أكثر من ستة مليارات يورو في مشروع، يرى أنه سيجعل من الصين قوة ثقافية كبرى، وكرجل أعمال فبحسه ومن تجارب الآخرين يدرك جيانلين أن السينما موطن آمن، ومجد لاستثمار أمواله.
وأضاف الزدجالي: نحن في عمان نتابع تلك التجارب والحلم يداعبنا أن يكون لدينا مشروعنا السينمائي الذي يمكن أن يكون مرآة صادقة لقيمنا الجميلة وتراثنا العظيم وجغرافيتنا المبهرة. نعم، فشعبنا قد تتعدد ثقافته ومذاهبه، لكن قيم الحب والتسامح والسلام الاجتماعي التي أرساها جلالة السلطان قابوس المعظم، والمساواة في حقوق المواطنة وواجباتها، جعلت من مجتمعنا نموذجا فريدا في التعايش السلمي والوحدة الوطنية بين أبنائه، أيا كان المذهب أو القبيلة أو العرق الذي ينتمون إليه، وبين ظهرانينا مئات الآلاف من الوافدين من جنسيات وأديان وعرقيات مختلفة، يعملون قي ظل ظروف عمل تخلو من أي إشارات للتمييز عن المواطن العماني، أليس الفن السابع منوطا به تجسيد هذه القيم النبيلة وتكريسها ؟
وقال: ولدينا أيضا جغرافية متميزة بتنوعها المبهر ما بين الجبال الشاهقة والوديان والسهول والشواطئ، أظنها شديدة الإغراء لكاميرات السينما، وهذا التراث الذي يعبق بالإبداع الإنساني في أعظم تجلياته والتاريخ الذي يحتشد بالأحداث العظام، إنها في انتظار أن يستحضرها صناع السينما عبر جماليات الفن السابع، لدينا مشاريع تنموية في حاجة إلى تعميق القيم الإيجابية لدى الإنسان، وأظنها السينما يمكنها أن تلعب دورا كبيرا في هذا. ومن فوق هذه المنصة يمكنني الجزم أن لدينا منظومة من قوانين الاستثمار المحفزة لرجال الأعمال العمانيين وغير العمانيين ليستثمروا في السينما، لدينا أحلام كبيرة فيما يمكن أن يحققه الفن السابع لهذا البلد، لهذا أطلقنا مهرجاننا، وحشدناه بكل ما هو مفيد ومجد من الأنشطة.
وقال: لم يكن هدفنا من مهرجان مسقط السينمائي الدولي مجرد التقليد، ومنذ انطلاق الدورة الأولى لم نشأ أبدا أن يكون مهرجاننا مجرد كرنفال للاحتفال بشيء لا نملكه، بل نقطة انطلاق لبناء صرح سينمائي عماني تتحقق من خلاله أحلامنا في الفن السابع، ودائما نسأل أنفسنا: كيف ننظم مهرجانا لا يحجب الكرنفالي فيه المجدي فكريا ووجدانيا وتعليميا! لهذا أخضعنا تجارب الآخرين لمجهر الفحص والتأمل، وانتهينا إلى أن مهرجان مسقط السينمائي الدولي يمكن أن يتحول إلى مدرسة ينخرط في أنشطتها شبابنا الطامح لأن يكون الفن السابع عالمه وطريقه للمشاركة بإيجابية في بناء بلده، وهذا ما سعينا إليه في الدورات السبع السابقة، ونسعى إليه في دورتنا (الثامنة) التي نحتفل بتدشينها الليلة من خلال تقديم سينما ونشاط مواكب، يتناغمان مع ما يشغلنا في السلطنة من قضايا اجتماعية وتنموية وفكرية.
وأضاف: وليت أن رجال الأعمال ينظرون جيدا إلى تلك المعطيات التي تحدثت عنها والتي تجعل من استثماراتهم في صناعة السينما أكثر جدوى من مجالات أخرى.

تكريم .. لوحات سينمائية وتراثية
بعدها كان موعد حضور حفل الافتتاح مع لقطات من مهرجانات مسقط السينمائية السابقة، أعقبه تكريم الفنانة المصرية يسرا والفنان العماني سالم بهوان.
وقد شهد حفل افتتاح المهرجان، مجموعة من اللوحات الاستعراضية التي تعبر عن الأخوة والمحبة والسلام، وتدور حول التراث العماني ودور السينما في الصناعة والاستثمار، وعن المرأة ودورها في المجتمع، قدمتها فرقة أورنينا السورية، ثم كان اللقاء مع الغناء التراث والفنان السوداني سيف الدين علي التيجاني.
الأفلام والدول المشاركة
يتسابق خلال أيام المهرجان مجموعة كبيرة من الأفلام الروائية الطويلة والقصيرة، والأفلام التسجيلية الطويلة والقصيرة من السلطنة ومصر والمغرب وسوريا وإيران والصين وفرنسا ولبنان والأردن والهند والإمارات وإيطاليا والعراق والبحرين وفلسطين والسعودية والسنغال والجزائر وتونس، بالإضافة إلى بانوراما السينما الهندية والإيرانية والأفريقية.
حيث سيشارك بالمسابقة (16) فيلما روائيا طويلا، و(9) أفلام من خارج المسابقة، و(51) فيلما روائيا قصيرا داخل المسابقة و(5) أفلام خارج المسابقة، بالإضافة إلى مشاركة (21) فيلما تسجيليا طويلا وقصيرا داخل المسابقة و(9) أفلام تسجيلية خارج المسابقة.
تحكيم
يشارك بالمهرجان مجموعة من لجان التحكيم، فهناك لجنة التحكيم الرئيسية، (الأفلام الروائية الطويلة) بالإضافة إلى (لجنة تحكيم الأفلام الروائية القصيرة)، و(لجنة تحكيم الأفلام التسجيلية)، و(لجنة تحكيم السيناريو).
تترأس لجنة تحكيم الأفلام الروائية الطويلة الفنانة نبيلة عبيد، وتضم اللجنة المصور السينمائي الهندي العالمي راند شاندرا بابو، ورئيسة مهرجان سينما المرأة بهولندا آسيا ريان، وأحد أعضاء ومؤسسي نادي السينما بالبحرين الكاتب فريد رمضان، ومحمد قبلاوي رئيس مهرجان مالمو بالسويد، والكاتب السوري بشار إبراهيم، والمخرج العماني جاسم البطاشي.
وفيما يتعلق بلجنة الأفلام القصيرة فسيكون الناقد محمد رضا على رأسها وتضم الدكتور فاروق الرشيدي وهو أستاذ الإخراج بمعهد السينما، وأسماء كرينيش، والدكتور منية حجيج، أستاذة الأدب الإنجليزي بجامعة السلطان قابوس، والدكتورة آسيا البوعلي، وهي باحثة في مجلس البحث العلمي، وناقدة أدبية.
وبالنسبة للأفلام التسجيلية فنجد الدكتور عبدالحق المنطرش وهو رئيس مهرجان الرباط في المغرب، وأمير أباظة نقيب الكتاب السينمائيين في مصر الذي ترأس عدة مهرجانات سينمائية في مصر، والفنان جميل عواد، ونسرين فاعور، والكاتب حمود الطوقي.
وتتكون لجنة تحكيم السيناريو من الكاتب أحمد الأزكي والدكتورة آمنة الربيع، ومحمد مالك سليمان، والفنان زكريا الزدجالي، وحميد العامري.
وهناك أيضا لجنة فرز الأفلام التي قامت بفرز عدد كبير جدا من الأفلام الروائية الطويلة، والأفلام الروائية القصيرة، والأفلام التسجيلية، ويرأس اللجنة الفنان طالب محمد، وتتكون من محمد درويش الحمداني ومالك المسلماني، ومال الله درويش البلوشي.

دورات
سيصاحب مهرجان مسقط السينمائي الدولي في نسخته الثامنة، عدد من الدورات التدريبية بالإضافة إلى عدد من الندوات المصاحبة، فمن ناحية الدورات فقد انطلقت بالفعل حلقة عمل في مجال التمثيل للمرأة وتقدمها الفنانة نبيلة عبيد في الجمعية العمانية للسينما بمصاحبة الدكتور محمد عبدالهادي.
ومن الدورات الأخرى المصاحبة للمهرجان، دورة (التصوير السينمائي والتليفزيوني) ويقدمها سعيد السيمي، ودورة (الإخراج السينمائي والتليفزيوني) ويقدمها سعد هنداوي، ودورة (النقد السينمائي والفني) ويقدمها علي أبو شادي، ودورة (فن كتابة السيناريو) ويقدمها أشرف راجح، ودورة الإنتاج السينمائي والتليفزيوني) ويقدمها الدكتور كمال عبدالعزيز، ودورة (فن كتابة السيناريو) ويقدمها أحمد الأزكي.
ندوات
أما من ناحية الندوات التي ستعقد ضمن الفعاليات المصاحبة للمهرجان فهي عدة ندوات تحمل عنوان (ترويج المواقع السياحية من خلال الأفلام التسجيلية والروائية ويقدمها الدكتور خالد عبدالوهاب البلوشي بكلية السياحة، وهناك ندوة بعنوان (ترويج السلطنة بتنوعها التضاريسي كأستوديو طبيعي مفتوح) ويحاضر بها الدكتور عاطف عبداللطيف سفير النوايا الحسنة للتبادل السياحي والثقافي، بكلية السياحة، وندوة (الحفاظ على التراث الإنساني من خلال التوثيق والأرشفة السينمائية والدرامية والاستفادة منها في مجالات البحث العلمي والتطوير) ويقدمها عهد محمد بن سودا، بالجمعية العمانية للسينما، وندوة (الفيلم العماني منذ تأسيس التلفزيون العماني حتى اليوم) ويقدمها الاتحاد العام للفنانين العرب بجامعة السلطان قابوس، وهذه الندوة تعتبر مساهمة من الجمعية العمانية للسينما للبحث عن القديم في الدراما العمانية، وقد كلفت الجمعية 21 شخصا مهتما من 21 دولة عربية سيقومون بدراسة الأعمال التليفزيونية، وهو ما نعتبره ثمرة التعاون بين الجمعية العمانية للسينما واتحاد الفنانين العرب. وندوة (سينما المرأة في الدول العربية) وتقدمها كل من آسيا الريان، ويسرا، ونسرين فاعور، وآسيا البوعلي، ومنيه حجيج، بالجمعية العمانية للسينما.
جديد المهرجان
تشهد الدورة الثامنة لمهرجان مسقط السينمائي الدولي انطلاق اتحاد الجمعيات العربية، حيث سيكون هناك عدد من الجمعيات التي ستوقع انطلاقتها بالجمعية العمانية للسينما، من خلال إطلاق المهرجان، بالإضافة إلى توقيع اتفاقية توأمة مع (9) من المهرجانات والجمعيات العربية في حفل الختام، وستشهد هذه الدورة عرض أكبر لوحة في العالم سجلت في موسوعة جينيس للأرقام القياسية وهي لوحة للفنان الفلسطيني الأصل، أوكراني الجنسية الدكتور جمال بدوان، وهذه اللوحة ستعرض في الجمعية العمانية للسينما وهي بمساحة 20 مترا في 15 مترا، وهي أكبر لوحة تحكي تاريخ النضال الفلسطيني، هذا عدا معرض للفنون التشكيلية لعدد من الفنانين التشكيليين العمانيين، ومعرض الصور النادرة لمانفريد كلوبش مؤسس تلفزيون سلطنة عمان، وهي صور نادرة عن مسقط التقطت في أعوام 1973 ـ 1974 ـ 1975. ومشاركة من الهيئة العامة للصناعات الحرفية.
جوائز
رصدت إدارة المهرجان العديد من الجوائز ومنها: جوائز مسابقة الأفلام الروائية الطويلة (الخنجر الذهبي والخنجر الفضي والخنجر البرونزي). جوائز مسابقة الأفلام الروائية القصيرة (الخنجر الذهبي والخنجر الفضي والخنجر البرونزي). جوائز مسابقة الأفلام التسجيلية (الخنجر الذهبي والخنجر الفضي والخنجر البرونزي).
بالإضافة إلى جوائز الفليم الروائي الطويل وهي ، جائزة أفضل إخراج، وجائزة أفضل سيناريو، وجائزة أفضل تصوير، وجائزة أفضل تمثيل نسائي، وأفضل تمثيل رجالي، وجائزة أفضل مونتاج. وهناك أيضا جائزة اتحاد الفنانين العرب لأفضل فيلم عربي. وجائزة اتحاد الفنانين العرب لأفضل فيلم عماني. وجائزة أفضل فيلم أجنبي.