[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/zohair.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]زهير ماجد [/author]
لم يتحرك الغرب الا عندما دق الإرهاب باب داره، وغدا قد تتحرك دول أخرى عندما يضربها إرهاب صار معروفا وموصوفا.. المشكلة إن حراك هؤلاء يتم كردة فعل، قد لا ينسى الفعل الإرهابي، لكن تلك الردة لا تكفي، لأن المطلوب هو التضامن مع البلد المهدد كل كيانه من قبل الداعشيين ومشتقاتهم، وأقصد سوريا.
يخرج الغرب من نواحه بعد لحظات الجريمة، يحاول ان يقدم وصفا لما سيقدم عليه، لكن ما يفعله لا يكفي أيضا لأن يشكل ضربة كبرى.. لا يبدو أن هذا الغرب يملك القدرة على معرفة كل التفاصيل الإرهابية، ولا على استباق ما قد تقوم به. يحاول أن يتعرف، لكنه لن يقرأ في رأس كل إرهابي ماهي مخططاته. كان ابو الصحافة اللبنانية ميشال ابو جودة يردد في كل مناسبة إرهابية أن لا إمكانية مطلقا لوضع حد لها لأننا لا نستطيع قراءة رؤوس الإرهابيين ومعرفة ما يخططون وما يستهدفون.
لابد في نهاية الأمر من تحالف حقيقي واسع يشمل جميع القوى المتضررة من وجود الإرهاب. التحالف الحالي مضحك، ثمرته مجموعة ضربات لم تقدم ولم تؤخر، بل أبقت على الإرهاب، وربما أعطته حياة إضافية، كأنها أمسكت بيده كي يتنبه. إذا لم يكن الأميركي صارما في هذه المسألة فالكل يعيش غنجه. الولايات المتحدة مسؤولة عن خلق هذا التحالف والإصرار على أن يكون قاصما لظهر الإرهابيين أينما وجدوا، بل شن ضربات وقائية دائمة ويومية وربما كل ساعة، وإذا أريد لهذا التحالف تحقيق نجاحات حقيقية على الإرهاب فما عليه سوى التركيز على سوريا بضربه أينما وجد على أراضيها، وكذلك على العراق، وعلى ليبيا.. مساهمات من هذا النوع تغير من الشكل الإرهابي القائم لتدفعه إما إلى الاستسلام أو الموت أو اختيار الهروب.إلى الكواكب الأخرى.
باسم كل العالم يقاتل الجيش العربي السوري إرهابا دوليا لم يدخل أراضيه إلا بتشجيع وسماح من حدود مشتركة معه، وبغض نظر من قوى كبرى اكتشفت مؤخرا أن الإرهاب أسقطها بضربة قاضية منه. لم نسمع يوما من فرنسا مثلا حرصا على أمن العالم إلى حين ضربها الإرهاب في عقر دارها، وكذلك بلجيكا، وقبلهما لندن واسبانيا وغيره.. ظلت اليد الطويلة للقوى الإرهابية ترسم حدود عملها، والمضروبون كأنهم ينتظرون المزيد، ولا هم لهم سوى حمل القتلى الى المقابر والتعويض على أصحابها، إلى أن اندفع السوريون لصد أكبر تجمع للبرابرة على أراضيهم، والصراخ الدائم لكي يتنبه العالم ويتكاتف، لكن على من تقرأ مزاميرك ياداوود كما يقال، فليس من يستجيب إلا إذا سال دم أبنائه في الشوارع وروعت عاصمته أو مدنه وجرى ما جرى من هلع، ومع ذلك ساعات تمر ويعود نبض الحياة، لتعود الحكومات الى تأملها وهي عاجزة مع أنها تملك كل الأريحية في أن تهب على الفور ليس لأخذ الثأر بل العمل على اجتثاث مصادر الإرهاب ومنابعه ومحاكمة كل من يموله أو يسمح له بالحراك.
سيظل السيف الإرهابي مسلطا على رقاب العالم إذا لم يحدث التحالف الحقيقي المطلوب، وتخرج أميركا من غنجها المعهود فتستجيب هي وأوروبا القلقة لقتال شامل وواسع في أي مكان موصوف بوجود الإرهاب فيه.