القدس المحتلة ـ الوطن:
أقدم مستوطنون فجر امس بالاعتداء على ممتلكات الفلسطينيين في القدس وثقبوا اطارات عشرات السيارات التابعة لهم، فيما واصل اخرون منهم اقتحام الاقصى وتدنيس باحاته. وأفاد سكان احد احياء القدس انهم فوجئوا الساعة الخامسة فجرا اثناء توجههم إلى اعمالهم بتخريب اطارات سياراتهم، حيث تم تخريب اطارات أكثر من 36 سيارة وحافلة " لشركة الباصات الموحدة"، ورش شعارات عنصرية على حافلة سياحية، وجميعها تقع في حوش واحد (3 شوارع). وأفاد الموطن الفلسطيني محمد أبو اسنينة ـ أحد المتضررين- : "حسب كاميرات المراقبة المنزلية اقتحم 5 مستوطنين حوش السماح عند حوالي الساعة الثانية بعد منتصف الليلة قبل الماضية، من جهة مستوطنة "بسغات زئيف" المقامة على أراضي بيت حنينا والملاصقة للحي، اثنين قاموا بحراسة مداخل الحي" والبقية قاموا بتنفيذ الاعتداء على ممتلكات المواطنين، حيث تم تخريب اطارات أكثر من 36 سيارة وحافلة، إضافة إلى رش شعارات عنصرية وكلمات نابية على حافلة سياحية ومنها "غير اليهود في البلاد اعداء" . وأضاف ان كثيرا من العائلات تضررت ممتلكاتهم ، علما ان هناك عائلات تملك اكثر من سيارة. وأوضح سكان الحي أن هذا الاعتداء الثاني الذي ينفذه قطعان المستوطنين لممتلكاتهم خلال أقل من عام. وقالت الشرطة الإسرائيلية انه جرى الكشف صباح امس، في حي بيت حنينا شمال القدس عن اعطاب وثقب اطارات حوالي 34 مركبة وحافلة ركاب حافلة مركون هناك ". كما خط ما يسمى مجموعات تدفيع الثمن عبارات عنصرية ضد الفلسطينيين . وشرعت شرطة الاحتلال في القدس باعمال البحث والتحقيق في كافة تفاصيل ظروف ملابسات وحيثيات هذه الواقعة . وينتهج المستوطنون المتطرفون سياسة انتقامية منهجية تعرف باسم "دفع الثمن" وتقوم على مهاجمة اهداف فلسطينية وكذلك مهاجمة جنود في كل مرة تتخذ السلطات الاسرائيلية اجراءات يعتبرونها معادية للاستيطان. وتشمل تلك الهجمات تخريب وتدمير ممتلكات فلسطينية واحراق سيارات ودور عبادة مسيحية واسلامية واشجار زيتون. ونادرا ما يتم توقيف الجناة. وثقبت اطارات 30 سيارة الشهر الماضي في حي فلسطيني اخر في القدس الشرقية المحتلة. وعلى صعيد اخر، واصل المستوطنون المتطرفون، اقتحامهم لباحات المسجد الأقصى المبارك من جهة باب المغاربة وسط حراسة مشددة من شرطة الاحتلال الخاصة. وقال المختص في شؤون القدس جمال عمرو لـ (الوطن) إن نحو 35 مستوطنًا برفقة مرشدين يهود اقتحموا المسجد الأقصى على ثلاث دفعات، وتجولوا في أنحاء متفرقة من باحاته، تلقوا خلالها شروحات عن الهيكل المزعوم ومعالمه. وذكر أن المئات من السياح الأجانب اقتحموا أيضًا الأقصى، وتجولوا في ساحاته، لافتًا إلى أن اقتحام المستوطنين قوبل بالتكبير والتهليل من قبل طالبات وطلاب مصاطب العلم الذين يتواجدون منذ الصباح الباكر في المسجد. وأوضح أن شرطة الاحتلال واصلت إجراءاتها وتضييقاتها على بوابات الأقصى وبحق الداخلين إليه، من خلال تفتيشهم واحتجاز بطاقاتهم الشخصية، مبينًا أن حالة من الترقب والحذر تسود أرجاء المسجد. ويشهد المسجد الأقصى بشكل شبه يومي عمليات اعتداء واقتحام من قبل المستوطنين وأذرع الاحتلال المختلفة في محاولة لبسط السيطرة الاحتلالية عليه، وفرض تقسيمه زمانيًا ومكانيًا بين المسلمين والاسرائيليين. بدورها، أدانت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات أمس، قيام مجموعة من المستوطنين بالاعتداء على ممتلكات الفلسطينيين وتخريب اطارات أكثر من 36 سيارة وحافلة "لشركة الحافلات الموحدة"، إضافة لخط عبارات عنصرية عليها. واعتبر الامين العام للهيئة الدكتور حنا عيسى خط تلك الشعارات المعادية على واجهات السيارات والحافلات، تطرف واضح، مؤكداَ على تنامي الاتجاهات المتطرفة والمعادية بين المستوطنين واليهود، داعياً الى وضع حد سريع وفوري لهذه الانتهاكات والاعتداءات المتزايدة يومياً. وطالبت الهيئة في بيانها وضع حد لهذه الممارسات والإجراءات التي ينكل فيها المتطرفون بالمواطنين المقدسيين وممتلكاتهم، مشيرةً الى ان عمليات التهويد قي القدس المحتلة متواصلة من خلال بناء الحدائق التلمودية، والكنس والمرافق العامة، إضافة لتنامي عمليات الاستيطان وتهجير المقدسيين وهدم بيوتهم، ناهيك عن الانتهاكات اليومية لحرمة المسجد الأقصى المبارك بالاقتحام والتدنيس. وأكدت على ضرورة أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته بإلزام إسرائيل بوقف ومنع هذه الاعتداءات والانتهاكات اليومية والمتواصلة في الأراضي الفلسطينية المحتلة والمقدسات الإسلامية والمسيحية فيها والتي تقوض الجهود لتحقيق السلام وتزيد التوترات والاحتقان وعدم الاستقرار في المنطقة. ومن جهة أخرى حذرت الهيئة الإسلامية المسيحية من مطالبة "سلطة الآثار الإسرائيلية" سكان حي وادي حلوة بالقدس، بالتوقف عن ترميم السور الاستنادي المُنهار بين منازلهم، مؤكدةً الخطر المحدق بالعديد من المنازل جراء منع اعمال الصيانة والترميم، مشيرةً الى ان سلطات الاحتلال تهدف إلى التضييق على المقدسيين في مدينتهم واجبارهم على الرحيل خارج القدس الشريف لتحقيق اطماعها واهدافها في المدينة المقدسة. في غضون ذلك، اعتقلت قوات الاحتلال فجر امس الاثنين، أربعة مقدسيين، وسلمت استدعاءات للتحقيق لشابين آخرين من بلدة العيسوية وحي الصوانة. وأفاد سكان العيسوية أن قوات الاحتلال اقتحمت القرية فجرا وحاصرت عدة شوارع وأزقة، ثم اعتقلت كل من: تامر عاطف عبيد ، محمود شفيق عبيد ، لؤي سرندح ، لؤي عبيد. وفي سياق متصل اقتحمت القوات حي الصوانة شرق اسوار القدس القديمة وسلمت شابين استدعاءات للتحقيق معهما اليوم الثلاثاء ،في معتقل المسكوبية غربي المدينة.