بيروت – من أحمد أسعد والوكالات: دعا وزير خارجية لبنان جبران باسيل الدول العربية أمس الاثنين إلى دعم الجيش اللبناني لمواجهة تداعيات الأزمة السورية التي قال إنها تهدد بتمزيق لبنان. وقال باسيل للصحفيين إن الأمر "يهدد وجود لبنان." وأضاف "سيسبب هذا خطرا أيضا على الإنسانية كلها لأن إذا اختفى النموذج اللبناني فمن الممكن توقع صدام كبير بين الحضارات والأديان وكل الاختلافات في العالم." وقال باسيل الذي أصبح وزيرا للخارجية في حكومة تشكلت الشهر الماضي إن اجتماعا تحضيريا مع نظرائه العرب أمس الأحد ناقش الصراع السوري الذي دخل عامه الرابع وقضية اللاجئين ودعم الجيش اللبناني. وأضاف "نأمل أن تترجم هذه القرارات إلى واقع من خلال مساعدة مباشرة وملموسة للبنان ودعم للجيش لأن جيش لبنان يحارب الارهاب بالنيابة عن كل العرب وكل العالم." وقال باسيل إن الطريقة الوحيدة لحماية لبنان وحدوده هي تقديم دعم إضافي للجيش. وكانت السعودية قد منحت ثلاثة مليارات دولار للجيش في ديسمبر لتعزيز قدراته وطلبت من فرنسا تزويده بالسلاح مستخدمة جزءا كبيرا من هذا المبلغ. وأضاف باسيل "لا يمكننا تقبل وجود مخيمات مسلحة جديدة سواء كانت لسوريين أو غيرهم داخل لبنان. إن دعم الجيش أمر حقيقي لمواجهة هذا الخطر القادم." من جهة اخرى توفي شخصان متأثرين بجروح أصيبا بها في الاشتباكات المستمرة منذ 12 يوما في طرابلس في شمال لبنان، ما يرفع حصيلة القتلى الى 27 قتيلا، بحسب مصدر امني. وقال المصدر "ارتفعت حصيلة القتلى في اشتباكات طرابلس الى 26 منذ الخميس 13 مارس، بوفاة رجل متأثرا بجروح أصيب بها قبل يومين، وآخر مـتأثرا بجروح أصيب بها قبل ثلاثة ايام، في باب التبانة" التي تواجه منطقة جبل محسن . وبلغ عدد الجرحى الذين اصيبوا في المعارك 134. واشار المصدر الى هدوء نسبي على محاور القتال امس . وبعد تواصل أعمال القنص بشكل متقطع صباح امس، افاد المصدر بعد ظهر امس الثلاثاء أن هذه الأعمال تراجعت الى حد كبير. وبين القتلى 19 شخصا من باب التبانة، بينهم ستة مقاتلين، وسبعة في جبل محسن بينهم ثلاثة مقاتلين.
كما قتل جندي. والعدد المتبقي هو من المدنيين. ولا تزال المدارس والمحال التجارية مقفلة في المناطق المتوترة في ثاني اكبر مدينة في لبنان. بينما اعيد فتح الطريق الدولية المحاذية المؤدية الى طرطوس في غرب سوريا. على صعيد اخر واعتبارا من اليوم يفترض ان تبدأ المهلة الدستورية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، ويفترض بالتالي ان تكون اجهزة الدولة ومؤسساتها مستنفرة لمواكبة هذا الاستحقاق الذي يمكن ان يحصل في اي لحظة من الان ولغاية الخامس والعشرين من مايو المقبل، موعد انتهاء ولاية رئيس الجمهورية ميشال سليمان. ولكن بحسب المتابعين فإن هناك تسليما شبه كامل ولدى مختلف القوى السياسية بان هذه الانتخابات لن تجري الا في موعدها وان الظروف المحلية والخارجية تتطلب تأجيلها لعدة اشهر على الاقل، على صعيد اخر غادر رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان بيروت ظهر امس على رأس وفد وزاري متوجها الى الكويت للمشاركة في القمة العربية التي تنعقد اليوم وغدا، وسيلقي الرئيس سليمان كلمة لبنان امام المؤتمر اليوم. على صعيد اخر، اوعز الرئيس سليمان الى وزير الخارجية جبران باسيل بتوثيق الاعتداءات الصاروخية والجوية على القرى اللبنانية تمهيدا لاتخاذ الاجراءات الدبلوماسية المناسبة، وفي نشاطه عرض رئيس الجمهورية مع رئيس الحكومة تمام سلام للاوضاع الراهنة سياسيا وامنيا على الساحة الداخلية والتدابير المتخذة لضبط الاوضاع، وتناول سليمان مع السفير الاميركي لدى لبنان ديفيد هيل العلاقات الثنائية والمساعدات الاميركية للجيش، إضافة الى الاوضاع في المنطقة. واطلع رئيس الجمهورية من قنصل افريقيا الوسطى كميل فنيانوس على اوضاع اللبنانيين هناك وعلى الوضع بشكل عام بعد انتخاب رئيسة جديدة للجمهورية. وكشفت اوساط السرايا الحكومية ان الرئيس تمام سلام يعتزم تكثيف جلسات مجلس الوزراء لانجاز القدر الاكبر من الملفات العالقة، نظرا الى ضيق الوقت المتاح للحكومة. سلام شدد على ان الوضع في لبنان لن يتحول الى حالة واعدة الا اذا تحققت الانتخابات الرئاسية وأضاف: إننا على الطريق الصحيح وأمامنا مهمة الاستحقاق الرئاسي، فاذا انجز فهناك نقلة نوعية، وخلال حفل استقبال الموظفين والاعلاميين المعتمدين في السرايا الحكومي، لفت سلام الى ان الهدف الاساسي تدعيم النظام الديمقراطي والعمل على انجاز الاستحقاق الرئاسي. على صعيد اخر: شكل رئيس مجلس النواب نبيه بري لجنة من كتلة التنمية والتحرير للشروع باتصالات لدى مختلف الاطراف على الساحة اللبنانية لتأمين انعقاد جلسة نيابية لانتخابات رئاسة الجمهورية، حيث تبدأ المهلة المقررة لها دستوريا اليوم في الخامس والعشرين من مارس تحت سقف لبننة الاستحقاق، واللجنة مكونة من النواب علي عسيران، ميشال موسى، وياسين جابر. وتأتي خطوة الرئيس بري على خلفية ما حصل قبل مؤتمر الدوحة الفين وثمانية والوصول الى تسوية جاءت بالرئيس ميشال سليمان رئيس للجمهورية، حيث دعا في حينه الى حوالي عشرين جلسة من دون ان يكتمل النصاب فيها، وان رئيس المجلس بحسب مقربين منه لن يكرر المشهد نفسه بل انه سيقف على رأي القوى السياسية والنيابية قبل اتخاذ هذه الخطوة، بري دعا اللجان النيابية الى جلسة مشتركة تعقد يوم الخميس المقبل لدرس مشروعي القانونين المتعلقين برفع الحد الادنى للرواتب واعطاء زيادة معيشة للموظفين في القطاع العام. في المواقف: رفض رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط الدخول منذ الان في نقاش مسبق حول الاستحقاق الرئاسي قائلا: عندما يأت الموعد سأقرر وفق قناعاتي بالتنسيق مع الرئيس نبيه بري، كما ولاحظ جنبلاط انه بالامكان الاتفاق على مجيء رئيس للتخفيف من اعباء الازمة السورية، ابتداء من حل مشكلة طرابلس والمخيمات وعرسال، وتعزيز قدرات الجيش اللبناني مستبعدا امكانية الوصول الى فراغ في ظل الحكومة الحالية وداعيا الجميع لتلبية دعوة رئيس الجمهورية للحوار، خصوصا ان الجميع في مأزق بسبب الحرب الدائرة في سوريا، ونصح جنبلاط بعدم الدخول في حوار حول سلاح المقاومة والاتفاق حول السلاح في المدن والمخيمات، وأشار إلى أنه في امكان الحكومة وضع جدول أعمال لها عنوانه الامن والاقتصاد الى جانب اصلاح الادارة. في جانب آخر، اشارت مصادر اميركية مطلعة الى ان الولايات المتحدة لا تؤيد اي مرشح، لكنها ايضا لا تعترض على اي مرشح، مشددة على ضرورة إجراء الاستحقاق الرئاسي في موعده، لافتة إلى أن مسألة التمديد أو التجديد لرئيس الجمهورية ميشال سليمان متروكة للبنانيين، ولفتت إلى أن الامر الأساسي وعدم تأجيل الانتخابات الرئاسية، وان موقف واشنطن من اجراء الانتخابات النيابية في موعدها مماثل للموقف من الانتخابات الرئاسية، وكشفت المصادر عن رغبة لدى وزير الخارجية جون كيري في زيارة لبنان للتدليل على ان انشغال واشنطن بالازمة السورية والمفاوضات مع ايران وغيرها لم يبعد لبنان من دائرة الاهتمام الاميركي.