موسكو ـ عواصم ـ وكالات: أحكمت القوات الروسية في اقليم القرم سيطرتها على القواعد العسكرية المنتشرة في الأقليم حيث انسحبت القوات الاوكرانية من الاقليم وهو ما دفع الرئيس الاميركي باراك أوباما الى اطلاق تهديدات جديدة تجاه موسكو متوعدا بخطوات موحدة تجاه الاجراءات الروسية, في وقت اعلنت الحكومة الروسية عن عقوبات بحق دول مسؤولين غربيين.
وفي القرم التي ضمتها روسيا الاسبوع الماضي، تفقد وزير الدفاع سيرجي شويغو المنشآت العسكرية في حين تناقش الدول الكبرى بقيادة الرئيس الاميركي باراك اوباما عقوبات جديدة بحق موسكو بما فيها تعليق عضوتها في مجموعة الثماني خلال قمة في لاهاي.
واعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية ان القوات الروسية قاعدة فيودوسيا في القرم ما اسفر عن سقوط عدد من الجرحى واسر ما بين ستين الى ثمانين جنديا اوكرانيا واقتيد ضباطهم في مروحية بعد المواجهة.
وقال ناطق باسم وزارة الدفاع الاوكرانية ان الجنود رفضوا مغادرة المكان طالما لم يفرج عن ضباطهم.
وافادت الوزارة ان الروس اشترطوا قبل الافراج عن العسكريين المحتجزين "رحيل الضباط الاوكرانيين من القرم نحو اوكرانيا".
وفي كييف، أعلن الرئيس الانتقالي اولكسندر تورتشينوف أمس ان القوات الاوكرانية في القرم ستنتشر في الاراضي الاوكرانية.
ويشكل هذا الاعلان تغييرا في موقف السلطات الاوكرانية التي سمحت في السابق لعسكرييها باطلاق النار من اجل الدفاع عن قواعدها في القرم.
لكن القرار النهائي يعود الى قادة القوات على الارض والقواعد التي سقطت تقريبا بدون قتال بين ايدي الروس الذين سيطروا ايضا على العديد من بوارج الاسطول الاوكراني رغم احتجاجات كييف والغرب.
واعلن نائب رئيس وزراء القرم رستم تميرغالييف أمس انه لن تبقى في القرم قوات موالية لاوكرانيا.
وفي غرب القرم كانت بارجة كونستنتان اولتشانسكي راسية في بحيرة دونوزلاف رافعة علم اوكرانيا ولاحظ مراسل فرانس برس ان زورقا يحمل علما روسيا اقترب منها.
وتسعى القوات الروسية في القرم منذ اربعة ايام الى الاستيلاء على اخر القواعد التي ما زالت القوات الاوكرانية تسيطر عليها.
وسيطرت القوات الروسية على قاعدتي نوفوفيدوريفكا وبلبيك.
وعلى الصعيد الدولي، وعد الرئيس اوباما امس بعمل منسق من الغرب ضد موسكو ردا على ضمها القرم وذلك قبل قمة قد تقرر طرد روسيا من نادي اكثر الدول ثراء.
وقال اوباما ان "اوروبا والولايات المتحدة متحدتان في دعم الحكومة والشعب الاوكرانيين، ونحن متحدون لجعل روسيا تدفع ثمن الاعمال التي قامت بها حتى الان".
ويشارك الرئيس الاميركي في قمة حول الامن النووي التي قد تحجبها تماما المناقشات حول اوكرانيا التي تخلت في 1994 عن ترسانتها النووية من اجل الحصول على ضمانات حول سلامة ووحدة اراضيها من الولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا.
فيما اعرب البيت الابيض عن "القلق الشديد" حيال مخاطر التصعيد الناجم عن انتشار قوات روسية على الحدود الاوكرانية، كما اكد مستشار قريب من اوباما أمس.
وقال بن رودس نائب مستشار اوباما للامن القومي في تصريح على هامش قمة لاهاي "نشعر بالقلق الشديد للتصعيد المحتمل في شرق وجنوب اوكرانيا" بسبب وجود هؤلاء الجنود الذين "تراقبهم واشنطن عن كثب".
وأضاف رودس "نعتقد أن روسيا ستكون الخاسر الاكبر" من تصعيد عسكري، متطرقا الى عقوبات اقتصادية جديدة ضد موسكو في هذه الحالة.
من جهته، اكد مسؤول عسكري اميركي في واشنطن ان التواجد العسكري الروسي على الحدود الشرقية لاوكرانيا يتزايد.
واعلن هذا المسؤول رافضا الكشف عن هويته ان "عددهم لا يزال يرتفع. انهم في حالة تأهب"، ملاحظا في الوقت نفسه انه لا توجد مؤشرات الى اجتياح "وشيك" لشرق اوكرانيا.
واضاف "لكن اذا قرروا (الروس) التحرك، فان ذلك لن يتطلب وقتا طويلا".
وقدر مسؤولون عسكريون اميركيون عدد الجنود الذين نشرتهم روسيا على طول الحدود ب20 الفا، مع اليات لنقل الجنود برا وجوا اضافة الى طائرات حربية.
وتخشى السلطات الاوكرانية بعد ما سمته "الحاق القرم" بروسيا، من اجتياح وشيك في شرق اوكرانيا حيث السكان ناطقون بالروسية، وذلك رغم نفي موسكو.
واعلن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ونظيره الاميركي جون كيري انهما سيلتقيان على هامش القمة النووية وقد تكون مناقشاتهما اكثر حدة منذ بداية الازمة الاوكرانية.
وسيكون اول لقاء بينهما منذ ان فرضت واشنطن قيودا مالية على شخصيات قريبة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ردا على ضم القرم.
من جهة اخرى منعت روسيا 13 مسؤولا كنديا من دخول اراضيها بينهم مستشارة رئيس الوزراء ستيفن هاربر ومدير مكتبه ردا على عقوبات اعتمدتها اوتاوا ضد موسكو بسبب سياستها حيال اوكرانيا.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان ان "هذا الاجراء يطبق ردا على خطوات غير مقبولة من الجانب الكندي".
وكانت كندا فرضت الاسبوع الماضي عقوبات على سبعة مسؤولين روس وثلاثة مسؤولين من القرم.