[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/waleedzubidy.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]وليد الزبيدي[/author]

يقول محمد حرب عبد الحميد في كتابه (يهود الدونمه): قام اسماعيل جم ايبكجي بتأسيس جريدة (يوليتيكا) اليومية الصباحية وتصدر من اسطنبول (يلاحظ ان الصحف التي وردت اسماؤها من قبل تصدر كلها في اسطنبول) واسماعيل جم يهودي دونمه، وهو من أبرز الكتاب الماركسيين الاتراك ان لم يكن ابرزهم. وكان يعمل في جريدة (مليت) كما كان مديراً لهيئة الاذاعة والتلفزيون التركية حتى قامت حكومة الائتلاف الوطني عام 1975م فطردت اسماعيل جم من منصبه رغم تأييد رئيس الجمهورية فخري كوروتورك له.
يقول حكمت طانيو: كان من الطبيعي ان تدافع اجهزة الاعلام الخاضعة للدونمه عن اسرائيل وتشتد في تبني وجهات نظرها في كل مواجهة لها ضد العرب، وتبرر اعتداءاتها على البلاد العربية خاصة مثلما حدث في اعتداءاتها على جنوب لبنان.
رأي عام مؤيد لإسرائيل
وقد نجحت أجهزة إعلام الدونمة في ايجاد رأي عام تركي مؤيد لاسرائيل وغير متعاطف مع العرب. ويستثنى من هذا التعميم حزب السلامة الوطني. اذ ان هذا الحزب ينادي بسحب اعتراف تركيا بإسرائيل وضرورة الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية وتدعيمها واقامة علاقات قوية مع العالم العربي، والاسهام في التكاتف العربي والاسلامي من أجل تحرير فلسطين.
وهنا ايضاً يجب القول بأن اجهزة إعلام الدونمه تعمل على خدمة اليهودية العالمية فمن مقالات سامي كوهين (يهودي ومدير الشؤون الخارجية بجريدة مليت) إلى عرض افلام التنديد بمعاداة اليهود في التلفزيون التركي، خاصة في عهد ادارة اسماعيل جم. نلحظ دفع هذا الإعلام إلى العطف على إسرائيل واليهود.
يقول حكمت طانيو:((ليس من الصعب على صاحب الحس السليم احصاء هؤلاء العملاء من يهود الدونمة الذين يعملون ضد تركيا تحت اسماء متعددة منها: جمعية الاتحاد اليهودي العالمي والمنظمة الصهيونية، ومنظمة رأس المال العالمي واسرائيل)).
وفي عام 1947م اصدر الثري اليهودي (بورلا اخوان) بالاشتراك مع الدونمه (سماوي اخوان) صحيفة حريت لتكون لسان حال اليهود في تركيا، ولا تزال عائلة سماوي تمتلك نسبة 30% من اسهم هذه الصحيفة وهي من الصحف الكبرى، وجاء اصدارها متزامناً مع المخطط اليهودي بإقامة دولة اسرائيل وركزت في خطابها الإعلامي الموجه إلى الشعب التركي ذي الغالبية المسلمة على التهيئة لمسألتين خطيرتين ومتلازمتين :
1- فكرة اقامة دولة يهودية في فلسطين.
2- 2 ـ اعتراف دولة مسلمة مثل تركيا التي كانت حتى قبل عدة عقود مركز الخلافة الإسلامية، بدولة إسرائيل.
وكانت المهمة الملقاة على عاتق القائمين على هذه الصحيفة وما يساندها من الجمعيات الماسونية هي اتباع الطرق السريعة، والتي يمكن أن تؤدي إلى نتيجة جيدة لحدثين خطيرين هما اقامة دولة إسرائيل في عام 1948 ، والاعتراف بها عام 1949. ولهذا كانت هذه الصحيفة تركز على نبش الماضي وتؤكد على موقف العرب من الاتراك إبان الحرب العالمية الاولى.
تُعد (حريت) الصحيفة الاولى في تركيا والتي تمتلك مطابع حديثة جداً، ولم يقف القائمون عليها عند امتلاك اكبر صحيفة في تركيا، بل اسست صحيفة "حريت" شركة إعلانات باسم "هوفر" لتحقق مآربها من خلال ذلك والذي يقول عنها د.ابراهيم الداقوقي أنها اتخذت الإعلانات وسيلة للضغط على الصحف والابتزاز السياسي من اجل تحقيق اهدافهم السياسية وتحولت بعد ذلك هذه الشركة إلى مؤسسة مساهمة، يمتلك اليهود اغلب اسهمها وتغير اسمها إلى "اعلانجيليك" واصبح مديرها الصهيوني المعروف "البرت ليغي". واستطاعت "حريت" أن تصل إلى قطاع الشباب بصورة عامة، لتبث افكارها التي تركز على مسألة العداء العربي ـ التركي واستخدمت الاثارة في ذلك اذ كانت تفرد صفحات ومساحات كبيرة من الصحيفة لنشر فضائح الممثلات والممثلين وغرائب الاحداث المثيرة سواء في تركيا او العالم، وبذلك كانت تجذب قطاع الشباب من القراء وتقدم لهم المادة السياسية المعادية للعرب ضمن وجبات إعلامية مدروسة.