استضافت الجمعية العمانية للسينما الفنانة المصرية يسرا في مؤتمر صحفي أقامته في مقر الجمعية بمرتفعات المطار. ضمن فعاليات مهرجان مسقط السينمائي الدولي الثامن، وقد كرمت في ليلة افتتاح المهرجان بفندق قصر البستان.تحدثت الفنانة يسرا خلال المؤتمر عن مشوارها الفني الذي بدأته منذ سنوات طويلة، مؤكدة أنها لم تشعر في أي يوم من الأيام أنها يجب أن تتوقف وتبتعد عن مجال الفن، وإنما لا يزال لديها الكثير لتهبه للفن. معددة تجاربها الفنية مع المخرج يوسف شاهين الذي كان له يد في تطورها ونجاحها وإبداعها في الفن، وكذلك مع عادل إمام، حيث استطاعت أن تحضن العالم من خلاله وذلك لشهرته ومكانته. وأثنت على أسلوب كل منهما في الفن وأنها تفتخر بعملها مع هذين النجمين اللامعين. وأضافت أنها لا تحب أن تجسد نفس الدور في كل أعمالها وإنما تحب التنويع بين الأدوار الفنية التي تقدمها.
وصرحت بأنه سيكون لها تجربة جديدة في عمل تاريخي ضخم بعد تجربتها في المهاجر، يشاركها في العمل 250 ممثلا من كل الوطن العربي، منهم قصي خوري وصلاح عبدالله ونور وغادة عادل ومي كساب. وكاتبة العمل هي هبة مشاري من الكويت والعمل شبيه بالمسلسل التركي حريم السلطان. وذكرت أن تكلفة المسلسل عالية جدا بسبب التقنيات المستخدمة في العمل، وسيكون العمل على شكل أجزاء سيعرض الجزء الأول في رمضان القادم. ثم يتم إعادة العمل بعد رمضان ويتبعه مباشرة الجزء الثاني من العمل.
وكان هناك حوار مفتوح مع الفنانة، ومن بين الأسئلة التي فرضت نفسها على الجلسة الحوارية، تأثير الأوضاع السياسية التي يمر بها الوطن العربي ومن ضمنها مصر على الفنان المصري في المجال الفني وكان ردها: جبهة الإبداع في مصر قوية جدا دائما، وهي تسبح ضد التيار، ومثال على ذلك أن مصر خلال السنتين الماضيتين أنتجت كما كبيرا من المسلسلات وكانت موضوعاتها جريئة جدا، أما عن السينما فقالت الفنانة يسرا: السينما تمر بوعكة صحية بشكل أو آخر، سابقا كنا ننتج (100) فيلم وبعدها خفض العدد إلى (70) وبعدها وصلنا إلى (50) وحاليا لو كان هناك (10) أفلام يكون الوضع جيدا، لأنها صناعة في النهاية، وكانت تدر مبالغ كبيرة ويعتمد عليها اقتصاد الدولة، وأيضا هناك مسارح يعتمد عليها ولكن حاليا عندنا مناخ معين ولازم نمشي عليه، ولا يمكن تغييره أبدا إلا عندما يرجع الوضع إلى ما كان عليه، وقتها يرجع كل شيء، وسيكون هناك تطور وسنظهر أفضل ما لدينا".
وعودة على بدء، في حديثها مرة أخرى عن العمل مع العملاقين يوسف شاهين وعادل إمام وكيف كانت تعمل معهما في أعمال فنية مشتركة قالت يسرا: عندما تشتغل مع فنان واثق من نفسه فنيا وأنت ممثل قوي يزيد التبادل في الخبرات ويحب العمل معك، وضربت على ذلك مثلا (جزيرة الشيطان) مع عادل إمام وبالنسبة ليوسف الشاهين كتب لي دورا في الإسكندرية كمان وكمان، وكنا نجلس سويا وهو يكتب, وقالت: المهم جدا بالنسبة ليوسف شاهين وعادل إمام أن يعمل معهما ممثل قوي، لأنه يترجم ما يريدانه وهذا يعطي دافعا للعمل معهن.
وأضافت: أول عمل قدمه لي يوسف شاهين اعتذرت عنه، لأني بصراحة لم أفهم شيئا، وكان (حدوتة مصرية) وقدمت رسالة اعتذار، لكنه جلس معي ووضح لي كل التفاصيل، لأنني كيسرا خفت ألا يحالفني الحظ في عمل مع يوسف شاهين، لأنه وقتها سأعتبره سقوطا في عمري الفني، لكن التجربة نجحت.
ثم عددت الفنانة يسرا أعمالها مع فنانين كبار مثل شادية ونور الشريف وأحمد زكي ومحمود عبدالعزيز، بالإضافة إلى أساتذة كبار تعاملت معهم واشتغلت تقريبا مع كل النجوم، وهو ما تعده أكبر فخر لها، وهناك نجوم لم تشتغل معهم مثل فاتن حمامة ونادية الجندي ولكنها تتواصل معهما كثيرا، وذكرت الفنانة بداية النشر لها في المجال الفني. وقالت: كانت بداية مشواري في السبعينيات، وجلست ثلاث سنوات ويوسف شاهين اختارني نجمة وفي الثمانينيات .
وعن أحلامها التي لم تحقق قالت يسرا: هناك أحلام قيد الانتظار، وما لم يتحقق في حياتي فهو قيد الانتظار، ولن يقدم الفنان شيئا إلا إذا تحرك وأبدع وطور من نفسه، وناشدت الفنانة يسرا في نهاية المؤتمر الشباب العمانيين استغلال البيئة العمانية الفريدة لتنمية قدراتهم الإبداعية في عالم السينما لأنه لدى الجمعية العمانية للسينما الكثير من الحوافز التي يمكن أن تقدمها في هذا المجال.