دمشق ــ الوطن ــ وكالات: تدور في محافظة حلب اشتباكات على جبهات عدة تصاعدت حدتها منذ بداية الأسبوع الحالي، إذ يخوض الجيش السوري معارك ضد الإرهابيين من جبهة النصرة والفصائل المتحالفة معها في ريف حلب الجنوبي والمناطق الواقعة شمال مدينة حلب. كما تدور معارك بين "داعش" والجيش السوري قرب خناصر في ريف حلب الجنوبي الشرقي، يأتي ذلك على وقع تواصل محادثات السلام السورية في جنيف لليوم الثالث، حيث سلم الوفد الحكومي السوري المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، التعديلات السورية على ورقته.
وحقق الجيش السوري بحسب وكالة "سانا" السورية الرسمية، تقدماً في حندرات في ريف حلب الشمالي، وأصبح قريباً من طريق كاستيلو الاستراتيجي. في المقابل سيطر داعش على مناطق الشريط الحدودي السوري ــ التركي، خلال معارك مع المجموعات المسلحة. وكان الجيش السوري قد استعاد في نهاية فبراير الماضي بلدة خناصر الواقعة على طريق الإمداد الوحيدة التي تربط حلب بسائر المناطق الخاضعة له بعد يومين على سيطرة "داعش" عليها. وتترافق المعارك شمال حلب مع قصف للطائرات الحربية السورية ضد مواقع جبهة النصرة والفصائل المتحالفة معها. وتتواصل الاشتباكات في ريف حلب الجنوبي بين الجيش السوري وجبهة النصرة في محيط بلدة العيس الاستراتيجية والمطلة على طريق حلب دمشق الدولي. من جهة أخرى، عبرت واشنطن عن أسفها بعد مقتل طبيب سوري في غارة جوية في سوريا. وقالت وزارة الخارجية إن الطبيب حسن العراج قتل في غارة استهدفت سيارة في منطقة بعيدة نسبيا عن أرض المعركة قرب مدينة حماة.
سياسيا، قال بشار الجعفري رئيس وفد الحكومة السورية إن الوفد عقد حال وصوله إلى جنيف أمس الجمعة جلسة مباحثات "بناءة ومفيدة" مع المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا. وأضاف الجعفري إنه تمت مناقشة الورقة التي قدمها دي ميستورا حول المبادئ السياسية للحل السياسي في سوريا، مشيرا إلى أن "اليوم نقلنا إلى دي ميستورا التعديلات السورية على ورقته". وتابع أنه طلب منه أن يدرسها هو وفريقه لعرضها على الأطراف الأخرى، وتم الاتفاق على معاودة مناقشة التعديلات في الجلسة القادمة التي تم تحديدها صباح الاثنين القادم. يذكر أن وفد الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن "قائمة الرياض للمعارضة السورية وصل جنيف مساء الثلاثاء الماضي. وضم الوفد الذي وصل قادما من الرياض كل من رئيس الوفد أسعد الزعبي، وكبير المفاوضين محمد علوش، وسهير الأتاسي، ومحمد صبرا، ونذير حكيم، وفؤاد عليكو وغيرهم.
وبدأ دي ميستورا الأربعاء الماضي لقاءاته في جنيف في إطار الجولة الثالثة من محادثات جنيف-3"، بينما أجلت الحكومة السورية انضمامها للحوار حتى انتهاء الانتخابات البرلمانية التي جرت الأربعاء الماضي في الأراضي الخاضعة لسيطرة دمشق. من جانب آخر، قال وزير الإعلام السوري عمران الزعبي إن مصير الرئيس السوري بشار الأسد ليس مطروحا للنقاش في جنيف أو في أي مكان آخر، ولن يصبح موضوع مفاوضات بين الحكومة والمعارضة.