مكتب الوطن بيروت ـ أحمد أسعد:
بدأت أمس المهلة الدستورية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، مع التئام المجلس النيابي وليس في توجيه الدعوة، شهران على الأكثر او شهر على الاقل هي المهلة، ولكن هذا لا يعني ان المجلس لا يمكن ان يلتئم خلال المهلة، فيما يشدد الدستور على هذه المهلة في حالات انهاض السلطة او مرجعية لاعطاء الرئيس الجديد امكان التواصل مع الرئيس العتيد. وقال سليم جريصاتي تحدث عن أهم المراحل في هذه المهلة وهي: قيام رئيس مجلس النواب بدعوة المجلس الى الانعقاد لانتخاب رئيس الجلسة الاولى يجب ان يحضر ثلثا المجلس، وفي حال توافر النصاب ينتخب الرئيس بالاكثرية المطلقة اي النصف زائد واحد 65 نائبا يصنعون رئيسا للجمهورية في لبنان، واذا لم تعقد الجلسة الاولى بنصاب الثلثين لا جلسة ثانية خارج هذا النصاب، واذا عقدت الجلسة الاولى بنصاب ثلثين ولم يجر انتخاب الرئيس تعقد الجلسة الثانية بنصاب الاكثرية بالنصاب المطلق اي نصف عدد النواب زائدا واحدا، ولكن اكثرية التصويت هي 65 نائبا. في هذا السياق قال رئيس الجمهورية ميشال سليمان ان التمديد غير وارد، معتبرا ان الظروف المحلية والخارجية ليست موآتية للتمديد ايضا، وعن الانباء التي تتحدث عن موافقة ايرانية عن التمديد له مقابل التمديد للرئيس السوري بشار الاسد، اكد سليمان بانه لم يسمع بهذه المعادلة، لكن في كل الاحوال لا يمكن ان يوافق حزب الله على التمديد لان هذا من سابع المستحيلات، واوضح سليمان في حديث صحفي ان الانتخابات الرئاسية ستحصل ضمن المهل الدستورية، معتبرا ان الرئيس العتيد سيكون توافقيا، وامل في ان يتبنى الرئيس المقبل اعلان بعبدا وان يعمل على تنفيذه وأن يحفظ السيادة الوطنية. بدوره رئيس المجلس النيابي نبيه بري اكد انه لن يدعو الى جلسات كالمرة السابقة لانتخاب رئيس الجمهورية، ولكنه سيعمل هذه المرة لتأمين اجواء لجلسة ناجحة، وقال بري: مثل كل دول العالم الديمقراطية فليترشح من يترشح وليكن هناك اكثر من مرشح ولتجري الانتخابات، فينسحب مرشح لصالح اخر في ضوء نتائج التصويت في الدورة الاولى، ورأى بري ان الخارج لا يؤثر اليوم في الاستحقاق الرئاسي في ضوء المعطيات الداخلية التي هي الاساس، في ضوئها يتخذ الخارج قراره، فاذا كان هناك مرشح وضعه الداخلي جيدا او هناك اخر وضعه مماثل فان الخارج يفاضل بينهما. من جهته رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون اعلن عبر تويتر ان اللبنانيين لا يريدون رئيسا يتوافقون عليه بل رئيسا يوفق بينهم. عضو كتلة التنمية والتحرير ميشال موسى أشار إلى أن مهمة اللجنة التي شكلها رئيس المجلس النيابي نبيه بري التواصل مع الكتل النيابية لتأمين مناخ ايجابي لعقد جلسة نيابية لانتخاب رئيس بنصاب كامل خلال جلسة الانتخابات. بدروه البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي ناشد رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة وقائد الجيش ووزير الداخلية لانهاء ظاهرة الخطف والقبض على الخاطفين المعروفين، الراعي اشار في قداس عيد البشارة الى ان لبنان يمر بازمات صعبة وهو امام استحقاق كبير للجمهورية قبل 25 مايو ، داعيا للاسراع في اجراء الدورة الاولى للانتخابات وان تتم العملية في المتسع اللازم من الوقت لانضاج رئيس قادر على تحمل مسؤوليته الوطنية.
في المواقف: رأى مفوض الإعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي رامي الريس ان عدم دخول النائب وليد جنبلاط في نقاش مسبق حول الاستحقاق الرئاسي هو من باب الحرص على ادارة هذا الملف الذي يجب ان يتم من خلال جولة اتصالات سياسية واسعة وليس عبر رفع السقوف السياسية من خلال وسائل الاعلام وتسجيل المواقف الاعلامية والسياسية العلنية، الريس اعتبر ان النائب جنبلاط نجح في ادارة العديد من الملفات وبالتالي اي مغامرة غير محسوبة ستنعكس سلبا على انتخابات رئاسة الجمهورية، واصفا العلاقة مع الرئيس نبيه بري بالتاريخية، والتجربة المشتركة التي خاضها الرئيس نبيه بري مع وليد جنبلاط في العديد من المحططات خلال السنوات الماضية تعكس حرصهما المشترك على ضرورة عدم الذهاب بالبلاد الى خيارات قد تكون مؤذية على مستوى المستقبل، وهذا بالتعاون مع كل القيادات السياسية الاخرى. في الاثناء يعقد مجلس الوزراء جلسة له هي الاولى بعد نيل الحكومة ثقة مجلس النواب يوم غد الخميس في القصر الجمهوري في بعبدا، ويتضمن جدول اعمال الجلسة التي سيتراسها رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان بعد عودته من الكويت ستة وسبعين بندا، ابرزها بند يتعلق بنواب حاكم مصرف لبنان. هذا ويعقد مجلس الدفاع الاعلى اجتماعه اليوم فور عودة رئيس الجمهورية من الكويت، ويدرس المجلس خطة امنية جديدة لطرابلس، وصفت إنها جدية للغاية، تمهيدا لعرضها على مجلس الوزراء في جلسته المقررة الخميس في قصر بعبدا، وقال وزير الداخلية نهاد المشنوق ان الاجتماع الامني مع وزير الدفاع سمير مقبل والقادة الامنيين تمت خلاله مناقشة خطة امنية متوازنة عادلة وعاقلة سيتم عرضها في المجلس الأعلى للدفاع ثم على مجلس الوزراء المقبل، وهي تشمل طرابلس ومربع بريتال وعرسال والنبي شيت وصولا الى بيروت. في المواقف: رأى عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب عاصم قانصو انه وعلى الرغم من وجود حزب الله في الحكومة الا ان استبعاد حزب البعث والحزب السوري القومي الاجتماعي وطلال ارسلان عن التشكيلة الحكومية اسقط عنها شعار «المصلحة الوطنية» وجعلها حكومة محاصصات سياسية ومكاسب حزبية وطائفية، معتبرا ان هذا الخطأ المتعمد ينسحب على طاولة الحوار التي استُبعد عنها حزب البعث كفريق اساسي في المعادلة السياسية نظرا لما يمثله في خلفيته السياسية. بمعنى آخر يعتبر قانصو ان جلسة الحوار المرتقبة يوم الاثنين في الواحد والثلاثين من الشهر الجاري ستكون اشبه بحفلة جديدة من التكاذب الوطني وجلسات تلاقي وتوزيع ابتسامات صفراوية لتقطيع المرحلة بأقل خسائر ممكنة. لذلك يعتبر قانصو انه لا طائل من حوار مع فريق يبتسم فوق الطاولة ويوزع من تحتها الخناجر لطعن المقاومة. على صعيد آخر وعن توقعاته لمصير الانتخابات الرئاسية، لفت قانصو الى ان الرؤية حتى الساعة ما زالت غير واضحة ولا يمكن التكهن بما سيؤول اليه الاستحقاق الرئاسي، لأن جميع الفرقاء لم يكشفوا بعد عن كامل أوراقهم لفصل الخيط الابيض عن الخيط الاسود، ناهيك عما ستلعبه بعض الدول العربية والغربية من دور رئيسي في هذا الاطار، سيما ان الفرنسيين يسعون بكل قواهم الديبلوماسية لتمديد ولاية الرئيس سليمان، لذلك نرى الأميركيين والفرنسيين والسعوديين يستعجلون البت بالاستحقاق الرئاسي في لبنان قبل الانتخابات الرئاسية في سورية، موضحا ردا على سؤال انه اذا حان موعد جلسة انتخاب الرئيس في لبنان ولم يكتمل النصاب في المجلس النيابي فهذا يعني ان الاستحقاق الرئاسي سيكون في حكم المؤجل الى ما بعد الانتخابات الرئاسية في سورية، وهو ما تحاول دول الغرب تفاديه لضمان عدم وصول رئيس ممانع الى قصر بعبدا. من طرابلس التي يسودها الهدوء الحذر منذ امس الاول، تم توزيع بيان من قبل جبهة النصرة على مواقع التواصل الاجتماعي، اعلنوا فيه تشكيل كتيبة الاستشهاديين لنصرة اهل السُنة في طرابلس الشام والشمال والتي تضم اكثر من اربعين استشهادي واكثر من خمسين انغماسي، ووجهت الجبهة رسالة الى الجيش اللبناني طالبته بكف الأذى عن اهل السنة في الشمال، واخرى الى حزب الله مسمية اياه بحزب الشيطان والى النصيرية الروافض في جبل محسن على حد تعبيرها، مبشرة بالعبوات والمفخخات وبالاستشهاديين والسيارات المفخخة حتى سحب جنودهم من ارض الشام وكف الأذى عن اهل السنة في صيدا وعرسال وبيروت، ودائما بحسب البيان الصادر عن جبهة النصرة. حدوديا سقط صاروخان في جرود حور تعلا وبريتال مصدرهما الاراضي السورية ولا اصابات او اضرار بحسب ما علمت "الوطن" من المنطقة. في الجنوب خرق الطيران الحربي الصهيوني يوم امس الاجواء اللبنانية فوق الجنوب، ونفذت طائرات من طراز اف ستة عشر طلعات استكشافية، تخللتها غارات وهمية فوق مناطق مرجعيون العرقوب وحاصبيا وصولا حتى سماء راشيا الوادي والبقاع الغربي، وتزامنا سجل تحليق مماثل للطيران المروحي الاسرائيلي فوق مزارع شبعا ومرتفعات الجولان، في ظل حركة ناشطة لدوريات الاحتلال الاسرائيلية بمحاذاة الخط الأزرق في محاور الوزاني الغجر والعباسية.
امنيا: اقدم احد اصحاب محطات المحروقات في بلدة عانا في البقاع الغربي والمدعو فاء نون على احراق نفسه بعد حضور قوى من الامن الداخلي لتنفيذ قرار صادر عن وزير الداخلية لاقفال المحطة بسبب عدم تجديد محافظ البقاع رخصة المحطة، وقد نقل المدعو فاء نون الى مستشفى الجعيتاوي في بيروت وحضر الجيش اللبناني لضبط الوضع المتوتر في البلدة، كما قامت مواطنة سورية تدعى ميم عبد القادر اضرام النار بنفسها احتجاجا على عدم منحها مساعدة لها ولعائلتها امام مقر مفوضية الامم المتحدة، الذي يوفر المساعدات الانسانية للسوريين النازحين في معرض رشيد كرامي في طرابلس، وقد نقلت عبد القادر الى احدى المستشفيات القريبة.