بغداد ــ وكالات: خرج الآلاف في ساحة التحرير وسط العاصمة العراقية بغداد للمطالبة بالإصلاح الشامل وإقالة الرئاسات الثلاث، فيما توجه المئات منهم إلى أسوار المنطقة
الخضراء، حيث مقر الحكومة. يأتي ذلك في وقت أعربت فيه بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) عن قلقها البالغ إزاء الأزمة السياسية المستمرة في العراق،
ودعت قادة البلاد إلى إجراء حوار بناء لحل خلافاتهم.
وحمل المتظاهرون أعلام العراق وهتفوا بشعارات للمطالبة بإقالة الرئاسات الثلاثة التشريعية والتنفيذية ورئاسة الجمهورية وتشكيل حكومة تضم شخصيات من التكنوقراط، ومحاربة الفساد الإداري والمالي وتأييد خطوة عدد من نواب البرلمان الذين رفعوا شعار إقالة هيئة رئاسة البرلمان العراقي. وشارك عدد من نواب البرلمان العراقيين المعتصمين داخل البرلمان العراقي في المظاهرة.
وذكرت قناة "السومرية"، أن المتظاهرين خرجوا تأييدا للاعتصام الذي ينظمه عدد من النواب داخل قبة البرلمان، مؤكدين استمرارهم بالتظاهر لحين تحقيق الإصلاحات وتشكيل حكومة تكنوقراط بعيدا عن المحاصصة الطائفية والعرقية. وتوجه المئات من المتظاهرين إلى أسوار المنطقة الخضراء القريبة من ساحة التحرير، حيث توجد معظم مباني الحكومة، مطالبين إقالة الرئاسات الثلاث (الجمهورية والوزراء والبرلمان). هذا وحذر متظاهرون بعض السياسيين من الالتفاف حول مطالب الجماهير، مؤكدين تضامنهم مع الخطوات التي اتخذها بعض البرلمانيين المعتصمين "إذا ما صدقت نيّاتهم". وتشهد بغداد اضطرابا سياسيا كبيرا بسبب عدم اتفاق الكتل السياسية على التشكيلة الوزارية الجديدة التي طرحها رئيس الوزراء حيدر العبادي أمام البرلمان، ما أدى إلى اعتصام العشرات من النواب وإقالة هيئة رئاسة المجلس وتنظيم تظاهرات في بغداد وعدة محافظات، احتجاجا على تلكؤ التعديل الوزاري.
من جانبه، قال نائب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق والقائم بأعمال رئيس بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق جورجي بوستن إن الأزمة تهدد بإصابة مؤسسات الدولة بالشلل وإضعاف الوحدة الوطنية، في وقت ينبغي أن تركز فيه كل الجهود على محاربة تنظيم داعش والقيام بإصلاحات، وإنعاش الاقتصاد وإعادة تنشيط أداء الدولة، حسبما أفاد بيان صحفي أصدرته بعثة يونامي أمس الجمعة. وأضاف بوستن إن "الطرف الوحيد المستفيد من الانقسامات السياسية والفوضى وإضعاف الدولة ومؤسساتها هو تنظيم داعش. ولا ينبغي أن نسمح بحدوث هذا"