النعيمي: الطريق يعد من أجمل الطرق ويمر على الكثير من العوامل الطبيعية كالجبال والأودية وقربه من الساحل

الطريق يختصر مسافة 543 كيلومترا للشاحنات والمركبات التي كانت تقطع مسافة أطول تمتد من محوت مرورا بالجازر وهيما وثمريت وصولا إلى صلالة

المشروع يسهل عملية النقل والترحال ويمثل أبعادا تجارية واقتصادية وسياحية هامة

افتتحت وزارة النقل والاتصالات الثلاثاء الماضي مشروع طريق حاسك ـ الشويمية أمام الحركة المرورية بطول 87 كيلومترا وقال سعادة المهندس سالم بن محمد النعيمي وكيل وزارة النقل والاتصالات للنقل ان هذا المشروع يعتبر من أهم الطرق التي تنفذها الوزارة على مستوى محافظات السلطنة وذلك لتسهيل حركة التنقل ما بين حاسك والشويمية وبقية المناطق والتجمعات السكانية القريبة منهما، حيث تصل مسافة الطريق 87 كيلومترا ووصلت نسبة انجاز المشروع 97% وتبقى منه حوالي كيلو واحد فقط، مشيرا إلى أن الحركة اصبحت فيه انسيابية والذي وصلت تكلفته الاجمالية الى 111 مليون ريال عماني.
واوضح النعيمي ان المشروع قابلته الكثير من الصعوبات والمشاكل باعتبار مسار الطريق يمر على منطقة صعبة التضاريس وصعوبة الجوانب الطيبوغرافية الاخرى لكن ولله الحمد تم التغلب على مجمل هذه المشاكل، حيث وصلت اجمالي الحفر فيه الى 22 مليون متر مكعب.
واكد سعادته ان المشروع يختصر المسافة ما بين الشويمية وحاسك حيث التواصل الاجتماعي كان صعب ما بين الطرفين اما عن طريق البحر او قطع تلك المسافة من الشويمية مرورا بمرمول ومن ثم ثمريت وصلالة وطاقة ومرباط وسدح وحدبين حتى الوصول الى حاسك وتصل تلك المسافة الى 543 كيلومترا ليختصر الطريق الآن الى 87 كيلومترا.
وقال النعيمي ان الطريق يعتبر من اجمل الطرق وهو سيخدم الحركة السياحية باعتباره يمر على الكثير من العوامل الطبيعية المهمة مثل الجبال والأودية بالاضافة الى قربه من ساحل البحر ونأمل من الجميع زيارة هذا المشروع والاستمتاع بما فيه من مشاهدات جميلة على طول امتداد المسار من الشويمية وحتى حاسك.
جهد كبير وعمل متقن
واشار سعادة وكيل وزارة النقل والاتصالات للنقل بأن شركة جلفار نجحت باتقان في تنفيذ هذا المشروع وهي تنفذ مجموعة من المشاريع التي اسندت اليها من قبل الوزارة لكن مشروع طريق حاسك ـ الشويمية والذي اعتبر تحديا لنا جميعا تمكنت الشركة من تنفيذه في مدة قياسية بالرغم من وعورة المسار وهي تشكر على ذلك الجهد الذي بذلته والتعاون المستمر باعتبارها تمتلك الخبرة الميدانية الطويلة في تنفيذ مثل هذه المشاريع العملاقة وكانت لديها أفكارا جيدة في كيفية التغلب على بعض الظروف المحيطة بتنفيذه والوزارة إذ تقدر ذلك وتقدم الشكر والتحية لفريق العمل بكافة وظائفهم ومهنهم والذين بذلوا الكثير من الجهد وتحدوا الكثير من الصعاب حتى تمكنوا من تنفيذ المشروع حسب المطلوب.
وأضاف سعادته: ان الفترة الزمنية الجيدة التي تم فيها تنفيذ المشروع تعتبر قياسية بالرغم من الاضافات وتغيير المسار في بعض الأماكن وذلك حسب ما استدعاه الوضع وكذلك الحماية الجانبية للطريق، حيث ظهرت قدرتها العملية والفنية وخبرتها الطويلة الواسعة وكانت بالفعل عن ثقة الوزارة.
معدات وقوى بشرية
ويعد المشروع الذي بدأ العمل الفعلي فيه منذ عام 2007 لم يكن سهلا اطلاقا، حيث جندت شركة جلفار آلاف من المعدات والقوى البشرية والتي سخرت كل خبراتها الميدانية من أجل تنفيذ المشروع حسب التصاميم الموضوعة، بالاضافة الى مساهمتها في ايجاد بعض الافكار والحلول البديلة في كيفية التغلب على بعض الأجزاء منه وخاصة التي مرت بالجبال الشاهقة حيث وصلت مسافة القطع العمودية في بعض الاماكن لاكثر من 100 متر على شكل مدرجات وهذا تحد كبير بالاضافة الى كيفية التعامل مع المنحدرات الشديدة وخاصة التي تمر بمحاذاة البحر والاودية السحيقة التي بها الامتداد الطويل وحاولت قدر المستطاع الى عدم المساس والتعرض للحياة البيئية المختلفة مما مكنها من تحقيق النجاحات المختلفة في كل مراحل التنفيذ حتى اصبح الطريق سالكا والذي يتوقع ان يستقطب العديد من المركبات والشاحنات المختلفة.
مشروع حيوي
ويعتبر هذا المشروع من المشاريع الحيوية والكبيرة بمحافظة ظفار، حيث سيقدم العديد من التسهيلات لمرتاديه باعتباره يمثل ابعادا تجارية واقتصادية وسياحية هامة وسيسهل عملية النقل والارتحال للمناطق التي يمر بها، حيث يربط ولاية سدح بولاية شليم وجزر الحلانيات عبر نيابتي حاسك والشويمية ومنها الى بقية محافظات ومناطق السلطنة الاخرى وسيعزز التواصل ما بين ولايات محافظة ظفار وولايات محافظة الوسطى، مما سيضيف اليه اهمية اقتصادية واجتماعية وسياحية مهمة باعتبار الطريق يمر بمناطق طبيعية على طول الساحل من خلجان وشواطئ مطلة على بحر العرب اضافة الى محمية جبل سمحان وسيكون له دور كبير في تنشيط السياحة الداخلية للسلطنة خاصة في ايام فصل الخريف.
نمو اقتصادي
ومن المتوقع ان تشهد تلك المناطق التي يمر بها هذا الطريق نمو اقتصادي وتجاري وكذلك عمرانية ضخمة، نظرا لما تمتلكه من مقومات كبيرة لجذب الاستثمار الخارجي لاسباب كثيرة ومتنوعة اهمها الأمن والأمان الذي تتمتع به السلطنة، بالاضافة الى تبسيط وتسهيل الاجراءات لجذب الاستثمار مع التنوع الطبوغرافي الكبير للمنطقة باعتبار الطريق تم إنشاؤه بمواصفات عالمية كبيرة، سواء كان في الاتساع او في الجوانب المتعلقة بالسلامة المرورية وستكون به العوامل المساعدة على زيادة الحركة خاصة وانه سيختصر الكثير من المسافات بالاضافة الى ربط ولايات محافظة ظفار بولايات محافظة الوسطى ولعل القادم من منطقة شمال السلطنة وبالتحديد من محافظة مسقط ومحافظتي شمال وجنوب الباطنة والبريمي ومسندم والداخلية والظاهرة واجزاء اخرى من محافظة الشرقية سيسلكون الطريق المؤدي الى ولاية محوت بمحافظة الوسطى ومن ثم ولاية الجازر وبعدها الى ولاية الدقم ومن ثم الدخول الى ولايات محافظة ظفار عبر ولاية شليم ومن المؤكد ان هذا التواصل على امتداد هذا الطريق الطويل يعطي السائح فرصة للتعرف على هذه الاماكن الجميلة التي تتنوع بها الأجواء المناخية خاصة وانها تكون احيانا محملة بنسمات الخريف القادمة من محافظة ظفار، مما تساعد على تلطيف الجو وتقل فيه درجة الحرارة وهنا سيبقى الدور الأكبر على الجهات المعنية في ذلك خاصة وان المنطقة تتميز بثلاثة عوامل اساسية هامة وهي السواحل الجميلة والجبال الشاهقة والمناخ المعتدل وهذا ما يسعى اليه السائح في الحصول اليه للراحة والاستجمام.
تقارب اجتماعي واسري
ولعل من أهم العوامل التي سيقدمها الطريق هي المساهمة الكبيرة في التقارب الاجتماعي والاسري ما بين شطري ولايات محافظة الوسطى ومحافظة ظفار، بالاضافة الى القرى والتجمعات السكانية الواقعة ما بين ولايتي سدح وشليم باعتبار هذه القرى لها ارتباط اجتماعي وأسري في الولايتين وكان اغلب الاهالي يستخدمون البحر في التنقل عن طريق القوارب الصغيرة لكن الطريق سوف يسهل لهم عملية التنقل وفي اغلب الأوقات، كما سيسهل عملية التنقل للقادمين من ولايات محافظة الشرقية ومحافظة الداخلية عبر ولايات محافظة الوسطى.
سهولة الحركة التجارية
من الطبيعي ان يساهم الطريق في الحركة التجارية ونقل البضائع ما بين ولايات محافظة الوسطى ومحافظة ظفار من خلال استخدام الشاحنات بمختلف اوزانها التي سوف تختصر المسافة الى اكثر من 543 كيلو مترا تقريبا بعدما كانت تقطع مسافة اطول تمتد من ولاية محوت مرورا بولايات الجازر وهيما وثمريت حتى الوصول الى ولاية صلالة وهذا الاختصار الكبير سيعطي التجارة انتعاشا آخر في محافظة الوسطى ومحافظة ظفار مع سرعة التنقل او نقل كميات اكبر من مختلف المواد، سواء كانت الاستهلاكية او غيرها ولعل المتتبع والذي سبق وان شاهد هذا الطريق وجد ان الصعوبة كانت كبيرة في اختصار تلك المسافة ما بين نيابة الشويمية وحاسك والوصول الى منطقة حدبين والتجمعات الأخرى القريبة منها ومن ثم التوجه الى مدينة مرباط، لذلك هذا الاختصار سيكون له دور كبير في انتعاش الحركة التجارية المتميزة.
مشاهد سياحية جميلة
الطريق بالفعل يستمتع من خلاله المستخدمون بمشاهدة الكثير من الاماكن السياحية الجميلة التي تبدأ من نيابة حاسك مرورا على المناطق الساحلية الجميلة التي فيها بعض الخلجان من بينها خور سناك بالاضافة الى اشجار اللبان المتناثرة ما بين الجبال، خاصة وان المنطقة تعتبر منطقة بكر لم تطأ عليها عجلات المركبات او تتأثر بالتغيرات الحضارية الاخرى . لتمر بعدها الى مناطق حدبين وسدح ومرباط وطاقة والاتجاه الى مدينة صلالة.
وكل هذه المشاهد لها ثقلها السياحي الكبير خاصة وان المناطق التي يمر بها الطريق بها الكثير من الجوانب المشجعة على جذب الاستثمار السياحي، سواء كان ذلك يكمن في اقامة الفنادق والاستراحات والمطاعم السياحية او في اقامة الشاليهات وحتى الحدائق او الاندية البحرية التي لها عشاقها ومرتادوها خاصة وان نيابة الشويمية تعتبر من افضل الاماكن التي تتميز بالصيد البحري لتوفر الانواع والكميات الكبيرة من الاسماك.
كما ان نيابة حاسك تتميز بوجود الشعاب المرجانية متعددة الالوان والاشكال وهي ما يستمتع فيها محبو الغوص وسيكون لها الدور الاكبر في استقطاب الافواج السياحية الباحثة عن حب المغامرة والاستكشاف، نظرا لما تتميز به من جبال شاهقة ومياه صافية وغالبا ما يبحث عنها السائح الذي يسعى في الابتعاد عن ضوضاء المدينة.
محمية جبل سمحان
تعتبر محمية جبل سمحان والتي تقع في منتصف الطريق وهي الواصلة ما بين حاسك والشويمية من المحميات المتميزة في السلطنة، نظرا لما تحتضنه من اشجار مختلفة في مقدمتها اللبان، بالاضافة الى تواجد بها الحيوانات والطيور البرية المتنوعة خلاف ما تمتلكه من سلاسل جبال متعددة التكوين والاشكال التي بها الكهوف الصغيرة، مما يدل على ان هذه المحمية من المؤكد ستشكل جذب سياحي متميز لابناء المنطقة وهي منطقة ستكون جديدة للسائح سواء كان المواطن والمقيم او القادمين من خارج السلطنة.
وتزخر محمية جبل سمحان بتنوع في الموارد الفيزيائية والحيوية، حيث التكوينات الجيولوجية الهامة والأودية والجروف الصخرية والأخاديد العميقة التي أوجدتها نظاما ايكولوجيا للكائنات الطبيعية من نباتات وحيوانات تكيفت وفقا للظروف في دوراتها الطبيعية ومن هذه الموارد الفيزيائية المرتفعات الجيرية والمنحدرات الصخرية والأودية وبرك المياه بينما الموارد الحيوية عبارة عن حيوانات النمر العربي والوعل النوبي والذئاب والضباع والغزلان ومجموعات أخرى من الحيوانات البرية وفي البيئة التابعة للمحمية نجد تنوعا آخر في بعض الكائنات البحرية كالحيتان والدلافين والسلاحف الخضراء وكل أنواع الأسماك التي تعيش في البحار العمانية.
وتشتمل المحمية على مجموعات بعضها نادرة من الأشجار والنباتات من اجل كل هذا التنوع الهام فرضت الحماية على هذه المحمية من اجل توفير الحماية اللازمة للحياة الفطرية في بيئاتها وإتاحة استغلال هذه الموارد بصورة مستدامة عبر إدارتها بالطرق الصحيحة.