الدوحة ـ أ.ف.ب: أكد رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم السويسري جاني إنفانتينو بأن كأس العالم 2022 ستقام في قطر، معلنا في الوقت ذاته عن انشاء لجنة مستقلة لمراقبة ظروف العمال في الملاعب القطرية التي تستضيف النهائيات.
وقال إنفانتينو في مؤتمر صحافي بالدوحة ردا على سؤال عن بقاء البطولة في قطر برغم مزاعم سوء معاملة العمال والفساد "إن كأس العالم 2022 ستقام في قطر بالطبع".
وأعلن عن انشاء لجنة مستقلة لمراقبة ظروف العمال مؤكدا "أنا واثق من أننا نسير على الطريق الصحيح"، بعد سلسلة من مزاعم انتهاكات حقوق الانسان خلال أعمال بناء المنشآت.
وأوضح أن الفيفا سيقود هذه اللجنة التي ستضم اعضاء من المجتمع المدني.
ويزور رئيس الفيفا قطر بعد زيارة مماثلة الى روسيا التي تستضيف نهائيات كأس العالم 2018.
وهي أول زيارة يقوم بها إنفانتينو الى روسيا وقطر منذ انتخابه في 26 فبراير الماضي رئيسا للفيفا خلفا لمواطنه جوزيف بلاتر الموقوف عن مزاولة اي نشاط رياضي لست سنوات.
وكانت اللجنة المنظمة لمونديال 2022 (اللجنة العليا للمشاريع والإرث) أكدت يوم الخميس أن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني التقى إنفانتينو.
وأشارت اللجنة في بيان لها إلى أن رئيس الفيفا زار استاد خليفة الدولي، أحد الملاعب التي ستستضيف مباريات كأس العالم 2022، والمدينة العمالية وسكن العمال.

مزاعم فساد وتقرير جارسيا وحصول قطر على استضافة مونديال 2022 أحدث جدلا كبيرا خصوصا بعد تقارير تحدثت عن مزاعم فساد وشراء أصوات، وصولا الى اجراء المدعي العام الاميركي السابق مايكل جارسيا تحقيقات قدم على اثرها تقريرا الى الفيفا لم يكشف عن كل ما جاء فيه.
ونالت قطر حق استضافة كأس العالم في الثاني من ديسمبر 2010 بفوزها في الجولة الأخيرة من التصويت على الولايات المتحدة.
واوكل الفيفا الى جارسيا رئيس غرفة التحقيق في لجنة الاخلاق المستقلة في الفيفا سابقا في 26 اغسطس 2012 مهمة اجراء تحقيقات حول التصويت لحصول روسيا وقطر على مونديالي 2018 و2022 وقدم تقريرا مفصلا في هذا الشأن تردد انه يصل الى 400 صفحة.
وأعلن الالماني هانس - يواكيم ايكرت رئيس غرفة الحكم في لجنة الاخلاق التابعة للفيفا في 13 نوفمبر انه يرى في تقرير جارسيا "سلوكا مشبوها"، لكنه لا يصل الى حد اعادة التصويت على منح الاستضافة.
وندد جارسيا بتقديم تقريره بطريقة "مضللة وغير كاملة" ثم استقال في اليوم التالي لرفض طلب استئنافه.
ومع تفجر قضية الفساد في الفيفا اواخر مايو الماضي واعتقال العشرات من الاعضاء والمسؤولين فيه من قبل السلطات السويسرية بناء على طلب من القضاء الاميركي، اعلن القضاء السويسري فتح تحقيق مستقل بشأن منح روسيا وقطر استضافة مونديالي 2018 و2022، ثم كشف في 12 يوليو 2015 وضع اليد على 81 حالة مشبوهة لتبييض الأموال ذكرتها المصارف في التحقيق لمنح مونديالي 2018 و2022.

منظمات حقوق الانسان قالت إن قطر تتعرض لانتقادات شديدة آخرها منظمة العفو الدولية التي أكدت اواخرمارس الماضي ان اكثر من 100 عامل اجنبي يساعدون في بناء استاد خليفة الدولي عانوا من تجاوزات فاضحة ومنهجية.
وقالت المنظمة في بيان ان العمال في استاد خليفة الدولي الذي ستقام عليه ايضا منافسات بطولة العالم لألعاب القوى عام 2019، كانوا ضحايا عمل قسري، وان الشركات التي توظفهم كذبت بشأن اجورهم، ولم يدفع لهم بعضها اي اجر منذ اشهر ويتم ايواؤهم في "مخيمات بائسة".
وتابعت منظمة العفو الدولية في التقرير الذي يحمل عنوان "الوجه القبيح للعبة الجميلة" ان سبعة عمال منعوا من العودة الى بلدهم لمساعدة اسرهم بعد الزلزال المدمر الذي ضرب النيبال في ابريل 2015.
وقال مصطفى قادري من منظمة العفو "انها دورة لكأس العالم قائمة على الاستغلال".
وأوضح التقرير أن معظم العمال صودرت جوازات سفرهم في مخالفة للقانون القطري.
واعترفت العفو الدولية بأن اللجنة القطرية العليا المكلفة بالاشراف على المونديال اعتمدت بعض تدابير الحماية الاجتماعية، الا انها طلبت اصلاحات اخرى بينما معايير لتوفير ظروف معيشة جيدة للعمال يجب ان تلتزم بها كل الشركات، واتهمت المنظمة الفيفا "بالتقصير" في تحركه.
وردت اللجنة العليا للمشاريع والإرث مؤكدة انها "تواصل التزامها التام بضمان صحة وسلامة كافة العاملين في مشاريعها وحماية حقوقهم وكرامتهم"، مضيفة "انطلاقاً من هذا الالتزام فقد حرصنا على الدوام على الحفاظ على علاقة تعاون بناءة مع منظمات العمل وحقوق الإنسان الدولية بما فيها منظمة العفو الدولية".