• صيغة (أراضي الدولة) محطة أولى للنشاطات الإسرائيلية غير المشروعة
• تطهير عرقي متصاعد في مناطق (ج) وقرارات الهدم تطول كل (فلسطيني)
• عصابات المستوطنين تتحول لأدوات قمع وتهجير لحساب ائتلاف نتنياهو

القدس المحتلة ـ الوطن:
حذر المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان من عمليات المصادرة بالاحتيال، والتي تواصل من خلالها حكومة الاحتلال عمليات نهب وسرقة أراضي الفلسطينيين بقرارات مصادرة للأراضي وتحويلها إلى أراضي دولة والتصرف بها بعد ذلك كمجال حيوي للنشاطات الاستيطانية. فقد أصدرت حكومة المستوطنين بزعامة بنيامين نتنياهو من جديد قرارا بمصادرة 2400 دونم من أراضي محافظة سلفيت في الضفة الغربية وتحويلها إلى "أراضي دولة"، ويعتبر قرار مصادرة هذه الأراضي في محافظة سلفيت الرابع من نوعه منذ بداية العام بعد أن اتخذت حكومة نتنياهو قرارات مشابهة في أكثر من منطقة في الضفة الغربية، حيث صادرت في مناطق الأغوار الفلسطينية وعلى أراضي قرى قريوت – الساوية – اللبن الشرقية إلى الجنوب من مدينة نابلس الاف الدونمات من اراضي المواطنين وحولتها إلى أراضي دولة تمهيدا لوضعها تحت تصرف المستوطنات والمستوطنين .
وفي إطار تسارع البناء الاستيطاني في مختلف انحاء مدينة القدس بدأت "شركة يورو إسرائيل "إقامة مشروع سكني جديد في مستوطنة " بسعات زئيف" شمال القدس على ثماني قطع أراضي المنطقة، بحيث يقام في كل قطعة ثلاث شقق سكنية اي ستقام في إطار هذا المشروع 24 وحدة سكنية جديدة. وبدورها تقوم شركة "دونا" ببناء 72 وحدة سكنية جديدة في مستوطنة "مودعين" شمال القدس وذلك في 12 مبنى يتكون كل منها من 4 طوابق ، ويتضمن ثماني وحدات سكنية اي وحدتين في كل طابق . من جهة ثانية يجري العمل في إقامة مشروع سكني جديد في مستوطنة "هارحوماه" على جبل ابو غنيم يتكون من مبنيين ويشمل كل منهما ستة طوابق وبهذا يبلغ عدد الوحدات السكنية في المشروع 72 وحدة .كما يقام في نفس المستوطنة "هارحوماه" مشروع استيطاني جديد يتكون من 13 مبنى من خمسة طوابق ويبلغ عدد الوحدات السكنية 180 وحدة جديدة. في الوقت نفسه يجري الإعداد لبناء 53 وحدة سكنية جديدة في مشروع "بارك بسغاه" في مستوطنة "بسغات زئيف" ومن المتوقع اسكان هذا المشروع خلال 30 شهرا.
كما يجري بناء 14 وحدة سكنية في مشروع "نوفي ادوميم " في مستوطنة معاليه أدوميم. كما واصلت عمليات التطهير العرقي وحربها على المناطق المصنفة "ج " التي تشكل النسبة الأكبر من أراضي الضفة الغربية حيث أصدرت محكمة الاحتلال في القدس المحتلة ، قرارات بهدم 11 منزلًا ومسجدٍ في تجمّع "جبل البابا" شرقي مدينة القدس المحتلة. تعود لعائلتي "مزارعة" و"جهالين"، إلى جانب مسجد "عبادة بن الصامت".
وفي الوقت نفسه كشفت منظمات حقوقية أميركية وإسرائيلية عن وجه آخر من أوجه نهب الأراضي الفلسطينية وضرب واحد من اهم القطاعات الاقتصادية الفلسطينية،وهو قطاع صناعة واستخراج الحجر. فقد قامت السلطات العسكرية الإسرائيلية بإغلاق نحو 35 مقلعا فلسطينيا في الضفة الغربية أواخر مارس ، وصادرت معدات تُقدر بملايين الدولارات. وبهذا تحاول حكومة الاحتلال شل حركة العمل بالمقالع وتعريض نحو 3500 عامل لخطر فقدان مصدر الدخل
فقد أغلقت السلطات العسكرية المقالع القريبة من قرية بيت فجار في 21 مارس الماضي بعد 4 أيام من طعن اثنين من سكان بيت فجار جنديا إسرائيليا وإصابته. توقيت الإغلاق وكثرة المقالع المغلقة يثير تساؤلات حول ما إذا كان هذا الإجراء عقابا جماعيا، وهو الأمر الذي يحظره القانون الدولي. ويبرر الجيش الإسرائيلي هذا الاغلاق بأن المقالع كانت تعمل دون تصاريح وتمثل تهديدا للسلامة ومخاطر بيئية. لكن منذ 1994 رفض جيش الاحتلال بشكل ممنهج إصدار تصاريح للمقالع الفلسطينية، رغم تخصيصه مساحات كبيرة من الأرض في الضفة الغربية لمقالع المستوطنات الإسرائيلية في خرق للقانون الدولي. وتواصل مقالع ومحاجر المستوطنين في الضفة سرقة المزيد من الأراضي الخصبة واستنزاف ونهب الموارد والثروة الطبيعية التي وهبها الله للفلسطينيين. وتدر المحاجر والكسارات المقامة على الأراضي الفلسطينية المحتلة للاقتصاد الإسرائيلي أرباحًا كبيرة تصل لملايين الدولارات، بحسب بيانات "منظمة "يش دين" الحقوقية عدا عن أن آثارها ومخلفاتها البيئية الضارة؛ من ضوضاء وهواء فاسد وغيرها؛ تلحق فقط بالفلسطينيين دون المستوطنين؛ كونها تقع بين قرى وبلدات الضفة الغربية. ومن المعروف أنه بين العامين 2009 و2014 استولت محاجر المستوطنين على 500 دونم تقريبًا، وذلك بموجب صور التقطت من الجو، وفي بعض الحالات استولت المحاجر على أراض بملكية فلسطينية خاصة.
وامعانا في سرقة الأراضي العربية لصالح مشاريع الاستيطان، أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، خلال جلسة الحكومة الأسبوعية التي عقدت في الجولان السوري المحتل لأول مرة، احتلال الجولان للأبد، وقال إنه اختار أن يقيم الجلسة في الجولان بمناسبة عام على تشكيل الحكومة لتأكيد أن إسرائيل لن تنسحب منه إلى الأبد. و أن الجولان ستبقى تحت السيادة الإسرائيلية، وأنه بعد 50 سنة يجب أن يقبل المجتمع الدولي أن تبقى إسرائيل صاحبة السيادة على هضبة الجولان'وتأتي تصريحات نتنياهو كتكريس لاحتلال الجولان ضاربًا بعرض الحائط كل القوانين والأعراف الدولية، وسبقها قرارات بتعزيز الاستيطان بزيادة الوحدات الاستيطانية وجلب المزيج من المستوطنين، لفرض أمر واقع.
وفي شأن له مغزى يلاحق المستوطنون سفير الاتحاد الاوروبي بواسطة لعبة محوسبة. فقد كتبت "يديعوت احرونوت" أن المستوطنين بدأو بشن حملة على سفير الاتحاد الأوروبي لدى إسرائيل، لانس فابورج اندرسون، من خلال لعبة حاسوب يحاول اللاعبون من خلالها "كبح اندرسون أثناء قيامه ببناء بيوت للفلسطينيين".
وبادر إلى هذه اللعبة ما يسمى منتدى "غلاف القدس" احتجاجا على البناء الفلسطيني في المناطق (ج) بتمويل من الاتحاد الاوروبي. وتقوم اللعبة على ملاحقة اللاعبين لأندرسون وهو يبني البيوت للفلسطينيين، ووضع قناع على وجهه يشبه قناع "هانيبال لاكتر" (السفاح من فيلم "صمت النعاج").
وقال يانيف اهروني، مركز الأراضي في المنتدى ان "اندرسون يستهتر بالقانون الإسرائيلي، وهو الشخص الذي يقف وراء البناء الفلسطيني غير القانوني بهدف اقامة تواصل اقليمي لدولة الارهاب في المستقبل".
وقد شهد الأسبوع المنصرم مزيدا من الانتهاكات والاعتداءات وقرارات الهدم ، التي وثقها المكتب الوطني للدفاع عن الأرض على النحو التالي في فترة اعداد التقرير:
شهدت مدينة القدس المحتلة مزيدا من الانتهاكات المتمثلة بقرارات هدم لمساكن المواطنين حيث أخطرت طواقم تابعة لبلدية الاحتلال في القدس، بهدم منزل المواطن ياسين الرجبي، بحي البستان في سلوان جنوب المسجد الأقصى، بحجة البناء دون ترخيص، كما سلمت طواقم الاحتلال المواطن محمد طلال حليسي، إخطار هدم إدارياً، وهو عبارة عن طابق ثالث من بناية سكنية ووزعت طواقم بلدية الاحتلال إخطارات هدم إدارية على 18 منزلا في حي البستان بالبلدة، قائمة منذ سنوات، وأصحابها يدفعون «مخالفات بناء» للبلدية، والمنازل تعود لعدة عائلات وهي (غيث، قراعين، الرجبي، أبو رجب، عودة، أبو دياب، حمدان، وعواد). وأصدرت محكمة الإحتلال في القدس المحتلة ، قرارات بهدم 11 منزلًا ومسجدٍ في تجمع "جبل البابا" شرقي مدينة القدس المحتلة. منزلاً تعود لعائلتي "مزارعة" و"جهالين"، إلى جانب مسجد "عبادة بن الصامت".
وقد تواصلت الاستعدادات خلال الأسبوع الماضي للاحتفال بالفصح العبري حيث أعلنت "منظمات المعبد" عن تدريبات خاصة، بمشاركة حاخامات كبار، لتقديم قرابين الفصح العبري في الأقصى، وذلك في معهد "التلمود والتوراة" في غرب القدس المحتلة. وحاول مستوطنون، تقديم قرابين "عيد الفصح" العبري قرب أحد أبواب المسجد الأقصى المبارك، ويأتي ذلك تزامنا مع إقرار وتثبيت منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة إسلامية حائط البراق وساحته، واعتبارهما جزءا من المسجد الأقصى مع كامل القدسية والوقفية وتأتي ما تسمى بمراسيم "بركة الكهنة" في البراق هذه السنة بالذات في ظل "غضب" اسرائيلي على قرار منظمة "اليونسكو" الذي صدر قبل أيام، باعتماد اسم ومصطلح المسجد الأقصى على كامل مساحته -144 دونما.
وفي محافظة رام الله أغلقت مجموعة من مستوطني مستوطنة "دولب"، الشارع الرابط بين مدينة رام الله و قريتي ديير بزيع ورأس كركر، ومنعوا المواطنين من المرور بالشارع، وقاموا بأعمال عربدة وصراخ،
فيما منع مستوطنون المزارع ابراهيم سليمان صلاح من الدخول إلى أرضه المحاذية لمستوطنة "دانيال" الجاثمة على اراضي المواطنين في بلدة الخضر جنوب بيت لحم وشرع المستوطنون بزراعة الأرض، وحذروا المزارع من الاقتراب منها.
أما في محافظة الخليل فقد نفذ عشرات المستوطنين عمليات عربدة واستفزاز للمواطنين على مقربة من الأحياء السكنية المجاورة لمستوطنة "كريات أربع" بحماية أمنية، وتعرضت عائلة من مدينة الخليل، لمحاولة اعدام من قبل مستوطنين على الطريق الالتفافي رقم "60" والمحاذي لمستوطنة "كريات اربع"، حينما حاول أحد المستوطنين إطلاق الرصاص على أفرادها وهم بداخل سيارتهم ، ولدى وصولهم الى مدخل مستوطنة "كريات اربع"، تجاوزتهم سيارة إسرائيلية من نوع "جيتز" بيضاء عاجي، وترجل منها مستوطن وهو يشهر مسدساً، محاولاً إطلاق الرصاص باتجاههم،
ودهس مستوطن الشاب علاء الرجبي (17 عاما ، بشكل متعمد، بالقرب من الحرم الإبراهيمي في الخليل، ولاذ بالفرار وأصيب الرجبي بكسور مختلفة في أنحاء جسده، نقل على إثرها لمستشفى الأهلي في مدينة الخليل لتلقي العلاج. فيما أجبرت قوّات الاحتلال أصحاب عدد من المحال التجارية على إغلاقها بمدخل مخيم العروب و استولت على محلاتٍ أخرى بالمدينة،وصادرت قوات الاحتلال الإسرائيلي حفارًا تعود ملكيته لبلدية السموع جنوب مدينة الخليل، واعتدت مستوطنة بالضرب، على الطفل أبي يوسف ابو ماريا (11) عاما ومتضامنة أجنبية في شارع الشهداء وسط مدينة الخليل.
وفي محافظة نابلس،حولت قوات الاحتلال الإسرائيلي، منزل المواطن إحسان ضراغمة، الواقع على مدخل قرية اللبن الشرقية جنوب نابلس، إلى ثكنة عسكرية، ونصبت فوق منزل ضراغمة خيمة، بعد الاستيلاء عليه، ونشرت عشرات الجنود على سطحه.
ونفذ عشرات المستوطنين أعمال عربدة واستفزاز على مداخل نابلس الجنوبية بعد تجمع العشرات منهم على حاجزي زعترة وحوارة، وقد تم إغلاق الحاجزين على إثر ذلك، واضطرت المركبات الفلسطينية إلى سلوك طريق بديل. كما منعت سلطات الاحتلال المزارعين من دخول أراضيهم في قرية قصرة جنوب نابلس.
وفي محافظة سلفيت: أصدرت سلطات الاحتلال قرارا بمصادرة أكثر من 2500 دونم من أراضي بلدة الزاوية غرب سلفيت وسنيريا جنوب شرق قلقيلية شمال الضفة الغربية المحتلة والأراضي التي يشملها القرار تقع في مناطق: خلة سريسيا، وخلة حمد، وخلة الوطاوط، ووادي النجاصات، والوادي القبلي، وجبل الكروم، ودير قسيس، والزرد، وخلة الكزبرة، والقسطل، ومعظمها زراعية، وبعضها مزروعة بأشجار زيتون معمرة ومن الواضح أن هناك مخططاً لتوسعة المستوطنات والسيطرة على المنطقة، وحسب شهود عيان هناك عمارات تبنى في المنطقة المقابلة في الفترة الأخيرة،
كما واصل المستوطنون في محافظة سلفيت زحفهم الاستيطاني المتواصل على مواقع أثرية عديدة أبرزها ثلاثة مواقع أثرية تاريخية منها قرية بيزنطة الأثرية والتي تعرف بـ "دير سمعان" تقع شمال غرب بلدة كفر الديك غرب المحافظة وموقع خربة الشجرة شمال سلفيت، وموقع مغر الشمس والقمر "قرقش" غرب سلفيت،حيث أن المستوطنين ينظمون رحلات إلى القرية الأثرية دير سمعان بحجة أنها تتبع لهم تاريخيا في تزوير فاضح للتاريخ خاصة ما تم تجريفه أو سرقته أو إتلافه لصالح توسع الاستيطان الذي ينهب ويدمر أراضي سلفيت.