دمشق ــ الوطن ــ وكالات:
سقط عدد من المدنيين السوريين قتلى وجرحى أمس في انفجار سيارة مفخخة بعد أن تم كشفها قرب أحد حواجز الجيش السوري عند مدخل منطقة الديابية في السيدة زينب بريف دمشق. فيما نفذ الجيش السوري عملية نوعية استهدف فيها أوكارا للمسلحين بمنطقة درعا البلد و ريف تدمر. بينما اعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما من مدينة هانوفر الالمانية عزمه ارسال قوات اميركية اضافية الى سوريا لمحاربة «داعش». في وقت أعلنت فيه موسكو أن المفاوضات السورية في جنيف مستمرة رغم تعليق وفد معارضة الرياض مشاركته فيها، مؤكدا أن تحقيق تقدم يتطلب مشاركة كافة الأطراف المعنية. حيث يعتزم الوفد الحكومي السوري المفاوض الى جنيف مناقشة تعديلاته على ورقة دي ميستورا.

وأسفر التفجير الارهابي عن سقوط 12 مدنيا واصابة نحو 40 آخرين بجروح. وقالت مصادر سورية نقلا عن «سانا»، إنّ التفجير نفذّه انتحاري يقود سيارة رباعية الدفع حيث فجر نفسه بعد اكتشافه من قبل إحدى نقاط التفتيش عند مدخل بلدة الذيابية، وتسبب أيضاً بوقوع أضرار كبيرة بأحد مراكز الإقامة المؤقتة القريبة من مكان التفجير. وذكر مصدر طبي في أن غالبية الجرحى الذين تم إسعافهم نساء وإصابتهم متوسطة تتراوح بين شديدة ومتوسطة الخطورة. وتعليقاً على التفجير، قال رئيس الوفد السوري إلى محادثات جنيف بشار الجعفري قبل بدء جلسة الحوار إنّ «التفجير الارهابي في دمشق اليوم دليل على ان من كانوا يدعون محاورتنا وآثروا الانسحاب ليسوا سوى إرهابيين ورعاة للارهاب هم ومشغلوهم».
وتعرضت منطقة السيدة زينب في ريف دمشق لعدة تفجيرات كان آخرها في 21 فبراير الماضي، وهو الأكثر دموية حيث وصل عدد الضحايا إلى 120 قتيلا ومئات الجرحى، وتبنى تنظيم «داعش» تنفيذ تلك التفجيرات. وكانت السلطات السورية في دمشق طالبت مجلس الأمن الدولى والأمين العام للأمم المتحدة بالإدانة الفورية والشديدة لما أسمتها بـ»الاعتداءات» التي تعرضت لها أحياء سكنية في محافظات دمشق وريفها وحلب. وجاء في رسالتين متطابقتين وجهتهما وزارة الخارجية السورية إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن الدولى أن مدينتي دمشق وحلب «تعرضتا يوم السبت 23 أبريل 2016 لاعتداءات إرهابية جديدة تمثلت بإطلاق المجموعات الإرهابية المسلحة 69 قذيفة صاروخية وهاون واسطوانات غاز مستهدفة بشكل عشوائي مناطق وأحياء برزة والعدوي
والعباسيين والقصاع والتجارة .. في محافظة دمشق وريف دمشق وأحياء الموكامبو والمشارقة والأشرفية والخالدية وجمعية الزهراء ومساكن السبيل
والحمدانية في مدينة حلب»، بحسب تعبيرها. وقالت الخارجية السورية بحسب وكالة سانا السورية للأنباء «هذه الاعتداءات الإرهابية تشكل استمرارا للخروقات اليومية التي ترتكبها التنظيمات الإرهابية التي تسمي نفسها «معارضة» كـ «جيش الإسلام وحركة أحرار الشام والجيش الحر» وغيرها لاتفاق وقف الأعمال القتالية مستغلة التزام الجيش العربي السوري بهذا الاتفاق وممارسته أقصى درجات ضبط النفس بعدم الرد على هذه الخروقات». وقالت وزارة الخارجية إن «هذه الاعتداءات تعكس حقيقة ارتباط هذه التنظيمات بتنظيمي «داعش وجبهة النصرة» الإرهابيين.

واختتمت الوزارة رسالتيها بالقول إن حكومة الجمهورية العربية السورية تطالب كلا من مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة بالإدانة الفورية والشديدة لهذه الجرائم الإرهابية كما تطالب مجلس الأمن بالاضطلاع بمسؤولياته في حفظ السلم والأمن الدوليين، عبر اتخاذ اجراءات رادعة وعقابية بحق الأنظمة والدول الداعمة والممولة للإرهاب انفاذا لقرارات مجلس الأمن ذوات الأرقام 2170 و2178 و2199 و2253 داعية إلى إصدار هذه الرسالة كوثيقة رسمية من وثائق مجلس الأمن.

الى ذلك، نفذت وحدات من الجيش والقوات المسلحة خلال الساعات الماضية عمليات نوعية ضد مقرات وآليات لتنظيم “جبهة النصرة” المدرج على لائحة الإرهاب الدولية بمنطقة درعا البلد. وأكد مصدر عسكري في تصريح لـ سانا أن العمليات النوعية أسفرت عن “تدمير مقري قيادة لتنظيم “جبهة النصرة” الإرهابي في الطرف الجنوبي لحي المنشية وعدد من الآليات المزودة برشاشات شرق فرن العباسية”. ودمرت وحدة من الجيش أمس مربض مدفعية ومقر قيادة لإرهابيي “جبهة النصرة” جنوب شركة الكهرباء وساحة بصرى في حي درعا المحطة. وواصل الطيران الحربي السوري غاراته على تجمعات وأوكار تنظيم “داعش” في إطار الحرب المتواصلة على الإرهاب التكفيري في ريف تدمر. وذكر مصدر عسكري في تصريح لـ سانا أن سلاح الجو في الجيش العربي السوري نفذ صباح أمس سلسلة غارات على أرتال آليات ومواقع تحصن لإرهابيي تنظيم “داعش” شمال شرق مدينة تدمر. وأشار المصدر إلى أن الغارات الجوية أسفرت عن “تكبيد التنظيم الإرهابي خسائر بالأفراد وتدمير آليات مزودة برشاشات متنوعة”. ودمر سلاح الجو أمس تجمعات ومقرات لإرهابيي تنظيم “داعش” وخطوط إمدادهم على اتجاه طريق آراك شرق مدينة تدمر وفى الجبال الشمالية للمدينة. إلى ذلك أكد مصدر عسكري تدمير عربة وتجمعات لإرهابيي تنظيم “داعش” خلال عمليات الجيش المتواصلة لقطع خطوط إمداد الإرهابيين القادمة من العراق إلى البادية السورية. ولفت المصدر في تصريح لـ سانا إلى أن وحدة من الجيش والقوات المسلحة نفذت عملية على تجمعات لإرهابيي تنظيم «داعش» في تلول الفديين بريف السويداء الشمالي الشرقي أسفرت عن “القضاء على عدد من الإرهابيين وتدمير عربة مصفحة مزودة برشاش ثقيل”. وتعمل وحدات الجيش العاملة بريف السويداء الشمالي الشرقي بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية على إحباط محاولات إرهابيي “داعش” التسلل إلى التجمعات السكانية المنتشرة على أطراف البادية ومنع تهريب الأسلحة والذخيرة عبر المساحة الشاسعة للبادية السورية المفتوحة على الحدود الأردنية والعراقية.
سياسيا، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن المفاوضات السورية في جنيف مستمرة رغم تعليق بعض المعارضين مشاركتهم فيها، مؤكدا أن تحقيق تقدم يتطلب مشاركة كافة الأطراف المعنية. وقال لافروف في مؤتمر صحفي في موسكو إن الوضع في المفاوضات كان يمكن أن يكون أفضل كثيرا في حال عدم مغادرة أحد وفود المعارضة جنيف بشكل مؤقت. وأكد الوزير الروسي أن تحقيق تقدم في المفاوضات يتطلب ألا تعلق الأطراف المعنية مشاركتها. من جهة أخرى قال لافروف إن الولايات المتحدة لا تنفذ اتفاقا مع روسيا حول سحب المعارضين من منطقة حلب، بما يسمح توجيه ضربات إلى الإرهابيين هناك.
وفي جنيف، عقد وفد الجمهورية العربية السورية إلى الحوار السوري السوري بجنيف جلسة محادثات مع المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سورية ستافان دي ميستورا في مقر الأمم المتحدة بجنيف. وقال رئيس الوفد الدكتور بشار الجعفري خلال تصريح صحفي قبل بدء الجلسة : “سنركز في جلسة محادثات اليوم مع المبعوث الخاص للامين العام للأمم المتحدة الى سورية ستافان دي ميستورا على دراسة تعديلاتنا على ورقة المبعوث الخاص التي تضمنت 12 نقطة وذلك بناء على طلبه”. وأوضح الجعفري في تصريح للصحفيين قبل بدء جلسة المحادثات مع دي ميستورا في مقر الأمم المتحدة بجنيف أن وفد الجمهورية العربية السورية سيثير مع المبعوث الخاص مسألة التفجير الذي قام به الإرهابيون قرب منطقة السيدة زينب اليوم وأودى بحياة عدد من الأبرياء مؤكدا أن التفجير الإرهابي” دليل على أن أولئك الذين كانوا يدعون أنهم يحاوروننا هنا بشكل دبلوماسي في جنيف ثم قرروا الانسحاب ليسوا إلا إرهابيين ورعاة للإرهاب هم ومشغلوهم.