راوية البوسعيدية: تجويد ممارسات الإدارة المدرسية تعزز التحصيل الدراسي مديحة الشيبانية: إدارات المدارس عامل مهم للتغيير الإيجابي في البيئة المدرسية الهادفة إلى تجويد العمل التربوي في المدارس

رعت معالي الدكتورة راوية بنت سعود بن أحمد البوسعيدية وزيرة التعليم العالي صباح أمس حفل افتتاح فعاليات الملتقى الأول لإدارات المدارس الذي تنظمه وزارة التربية والتعليم بقاعة المؤتمرات بجامعة السلطان قابوس بحضور معالي الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية وزيرة التربية والتعليم والمكرمين أعضاء مجلس الدولة وأصحاب السعادة وكلاء الوزارة والمستشارين ومديري العموم.
وفي نهاية الحفل صرحت معالي الدكتورة راوية بنت سعود البوسعيدية وزيرة التعليم العالي بمناسبة رعايتها الملتقى الأول لإدارات المدارس قائلة: إن تجويد ممارسات الإدارة المدرسية من شأنها تعزيز التحصيل الدراسي، والارتقاء بالعملية التعليمية وهو ما تسعى إليه وزارة التربية والتعليم من خلال إقامة مثل هذه الفعاليات الهامة، والتعليم في العالم يشهد تطوراً ملحوظاً صاحبه ظهور أدوات ونظريات إدارية متنوعة، لذا فإن مثل هذه النظريات والأدوات تحتاج إلى دراسة وتجويد بين فترة وأخرى، تدعم ما يصل إليه المختصون في هذا المجال، كما أن عملية التجديد تحتاج إلى خبرات، وهذه الخبرات تتكون بالبحث المستمر عن كل ما هو جديد في عملية التطوير المدرسي مع إيجاد إدارات مدرسية قادرة على طرحها وتنفيذها.
وأضافت معاليها: إن هذا الملتقى يأتي بهدف تمكين إدارات المدارس من الارتقاء بالمستويات التحصيلية للطلاب بناءً على مؤشرات علمية، وتزويد المشاركين بأسس و اتجاهات التجديد التربوي الحديث في الإدارة المدرسية والسعي إلى تجويد العمل الإداري من خلال الارتقاء بأداء مديري المدارس وتبادل الخبرات والتجارب المحلية بينهم وإطلاعهم على أهم المستجدات التربوية الحديثة في الإدارة المدرسية، وإتاحة الفرصة لإدارات المدارس والتربويين من تكوين منظومةاتصال وتواصل وتبادل نماذج من التجارب الدولية والمحلية في مجال الإدارة المدرسية الفعالة. نتمنى للمشاركين في هذا الملتقى الاستفادة العلمية والعملية ومزيد من التقدم في للإدارات التربوية في السلطنة.
* الاستفادة من المدارس
كما صرحت معالي الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية وزيرة التربية والتعليم قائلة: يأتي تنظيم الملتقى الأول لإدارات المدارس في إطار الجهود التي تبذلها الوزارة لتنمية الموارد البشرية ومضاعفة الاهتمام بالإدارات المدرسية وتقديم الدعم اللازم لهم، واطلاعهم على مستجدات العمل التربوي والاستفادة من تجارب المدارس ومبادراتها في مجال التحصيل الدراسي، كما يركز هذا الملتقى على تنمية المهارات الادارية والقانونية باعتبارها مكونا مهما في تطوير الأداء المدرسي.
وأضافت: ويأتي تخصيص هذا الملتقى لإدارات المدارس لكونها عاملاً مهماً للتغيير الإيجابي في البيئة المدرسية الهادفة إلى تجويد العمل التربوي في المدارس، ولكون مدير المدرسة هو محرك هذا التغيير في العملية التعليمية، الذي تعول عليه الوزارة في بناء ثقافة التعلم بالمدارس، لجعلها بيئة معززة للتعلم، وتمكن الطلاب من إكسابهم المهارات الأساسية والاتجاهات الإيجابية، كما تعول الوزارة على مديري المدارس ومديرياتها في النهوض بمستوى المعلمين مهنيا، وتعزيز العلاقات الإيجابية مع أولياء أمور الطلبة والمجتمع المحلي، بما يخدم مصلحة أبنائهم، ويرتقي بمستوى تحصيلهم الدراسي.
وتطرقت معالي وزيرة التربية والتعليم إلى التطور الذي صاحب العملية التعليمية خلال الفترة الماضية قائلة: لقد شهدت مسيرة التعليم في السلطنة خلال الأعوام الماضية وبعد التوجيهات السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ بمراجعة المسيرة التعليمية وتقييمها، نقلة نوعية في الجوانب المختلفة للعملية التعليمية، تمثلت في تجويد برامج الإنماء المهني بجوانبه المختلفة، وخاصة تلك الموجهة للمعلمين وإدارات المدارس، كما قامت الوزارة بتدشين نظام المؤشرات التربوية؛ الذي يهدف إلى تمكين إدارات المدارس من تقييم أدائها بما ينسجم مع توجه الوزارة نحو المعيارية، ولا شك أن كل تلك المستجدات التطويرية التربوية تتطلب الاستمرار في عقد مثل هذه اللقاءات؛ لمناقشة التحديات التي تواجه إدارات المدارس وإيجاد الطرق والوسائل المناسبة التي تعينهم في هذا الجانب.
واختتمت معالي الدكتورة وزيرة التربية والتعليم قائلة: وإلى جانب أوراق العمل التي سيقدمها العديد من المحاضرين في جوانب متنوعة، فقد حرصت الوزارة على عرض مجموعة من المبادرات المدرسية التي نفذت في بعض المدارس بمختلف محافظات السلطنة؛ بهدف نقل الخبرات والممارسات الإيجابية بين إدارات المدارس بما يعود نفعه على أبنائنا الطلبة، متمنية للملتقى والمشاركين فيه التوفيق والنجاح.
كما تضمن برنامج حفل افتتاح الملتقى كلمة الوزارة ألقاها الدكتور بدر بن حمود الخروصي مدير عام المديرية العامة لتنمية الموارد البشرية، قال فيها: إنه لشرف عظيم أن نرحب بكم جميعا في افتتاح الملتقى الأول لإدارات المدارس الذي يأتي تنظيمه بتوجيه كريم من معالي الدكتورة وزيرة التربية والتعليم الموقرة، وهو بذلك ملتقى أول يتفرد عن كثير من الملتقيات التي نظمت سابقا بتخصيصه للإدارات المدرسية على مستوى الوزارة، كما يتفرد بحجم المشاركين الذين يأتون من مختلف المحافظات التعليمية حيث يصل عددهم إلى 500مشارك ومشاركة، وهو الملتقى الذي سيكون حاضرا مستمرا خلال المرحلة المقبلة في أجندة الفعاليات التربوية التي تنظمها الوزارة.
وأضاف: إن مسيرة التطوير التربوي تشهد مرحلة جديدة ففي أعقاب التوجيه السامي لمولانا حضرة صاحب الجلالة ـ حفظه الله ورعاه ـ بضرورة التقييم الشامل للتعليم في خطابه بمجلس عمان عام 2011م مضت وزارة التربية والتعليم في جهد علمي وبشراكة تامة مع الساحة التربوية في مراجعة خططها وبرامجها فأجرت تعديلات على نظم التقويم التربوي وتعديلات على لائحة شؤون الطلاب كما تم منح المديريات التعليمية بالمحافظات صلاحيات فنية وإدارية ومالية وتم تطوير جملة من المناهج الدراسية، وتجري حاليا مراجعات شاملة للمناهج من خلال مشروع معايير المناهج وشهد التدريب نقلة نوعية كما ونوعا حيث بدأ المركز التخصصي للتدريب المهني للمعلمين برامجه التدريبية المتنوعة.
رؤى مستقبلية
قدمت بعدها الدكتورة ديان ماجنوسون المحاضرة وعضوة هيئة تدريس الدراسات العليا في قسم القيادة والسياسات والتنمية التنظيمية بكلية التربية والتنمية البشرية بجامعة مينيسوتا في مينابولس بولاية مينيسوتا ورقة بعنوان "رؤى مستقبلية للإدارة المدرسية في السياق العالمي: منظور القيادة عبر الثقافات".
ثم بدأت الجلسات العامة بقاعة المؤتمرات والتي احتوت على ثلاث أوراق بورقة :"دور الإدارة المدرسية تجاه الطالب على ضوء قوانين الجزاء ومساءلة الأحداث والأطفال"، قدمها محمد بن علي المرزوقي رئيس الإدعاء العام، مدير الإدعاء العام بنزوى، وفي ورقة العمل الثانية التي حملت عنوان:"الثقافة الإدارية والقانونية لمدير المدرسة"، قدمها جمال بن سالم النبهاني من وزارة الشؤون القانونية، تلتها ورقة عمل حول نظام المؤشرات التربوية، قدمها كل من: ثريا بنت حمد الراشدية من المديرية العامة لتنمية الموارد البشرية، وفيصل بن علي البوسعيدي من المديرية العامة لتقنية المعلومات.
وعقدت على هامش الملتقى أربع جلسات متزامنة، ضمت الجلسة الأولى عدة أوراق عمل، حملت الورقة الأولى عنوان "تحسين فعالية المدرسة في سلطنة عمان على ضوء مؤشرات الاعتماد الدولي (الخبرة الأمريكية نموذجاً)"، قدمها عثمان بن عبدالرحمن بن سبيل البلوشي، من مدرسة أحمد بن ماجد للتعليم ما بعد الأساسي بتعليمية محافظة جنوب الشرقية، وجاءت ورقة العمل الثانية بعنوان:"مدى وعي مديري المدارس بالسلطنة بالملكية الفكرية" قدمتها غالية بنت عامر المقرشية من المديرية العامة لتنمية الموارد البشرية، وحملت ورقة العمل الثالثة عنوان "مدى امتلاك مديري المدارس لكفايات تطبيق نظام المؤشرات التربوية في محافظة جنوب الباطنة من وجهة نظر المديرين"، قدمها ربيع بن المر الذهلي، وأحمد بن محمد الخروصي، وراشد بن سليمان الصمصامي من المديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة جنوب الباطنة، وقدمت فاطمة بنت محمد االعبادية من مدرسة الحبي للتعليم الأساسي بتعليمية محافظة الداخلية، الورقة الأخيرة والتي جاءت بعنوان:"الوعي القانوني وأثره على جودة الأداء المدرسي".
أما الجلستان الثانية والثالثة فقد تضمنتا عرض ثماني مبادرات مدرسية وزعت بمعدل أربع مبادرات في كل جلسة، ترأس الجلسة الثانية مدير المدرسة السعيدية للتعليم الأساسي الصفوف (10-12) عمر بن بخيت الكثيري، وتضمنت 4 مبادرات هي: مبادرة "خير أمة .. روائع الحضارة الإسلامية" لمدرسة فدى للتعليم الأساسي الصفوف(1-12) بمحافظة الظاهرة، قدمتها أمل بنت راشد الكلبانية ومهرة بنت سالم اليحيائية، أما المبادرة الثانية فجاءت بعنوان:"التقنية وأثرها في تعزيز دافعية الطلاب( شخصية حسون) لمدرسة السيب للتعليم الأساسي بمحافظة مسقط قدمتها منيرة بنت حمد الناعبية، وهدفت مبادرة "توظيف مؤشرات التحصيل في بناء الخطط والبرامج العلاجية" لمدرسة قتيبة بن مسلم للتعليم الأساسي بمحافظة جنوب الشرقية الصفوف (10 ـ 12) قدمها ناصر بن سعيد الهاشمي، أما المبادرة الرابعة فجاءت بعنوان:"السبورة الذكية لتنمية المهارات الكتابية " لمدرسة الفتح للتعليم الأساسي الصفوف(1 ـ 4) من تعليمية محافظة مسقط قدمتها نادية بنت جمعة النصرية، كما ترأست الجلسة الثالثة شيخة بنت عبيد الغيثية مساعدة مديرة مدرسة خولة بنت الأزور للتعليم الأساسي، وتضمنت الجلسة أربع مبادرات هي: مبادرة "تعزيز التحصيل الدراسي بواسطة الفصل الافتراضي" لمدرسة الإمام المهنا بن سلطان الصفوف (11 ـ 12) بمحافظة مسقط قدمها أحمد بن مبارك السبهاني، وجاءت المبادرة الثانية بعنوان:"قافلة عاتكة المهنية:عطاء وتنمية" لمدرسة عاتكة للبنات الصفوف (11 ـ 12) من محافظة شمال الباطنة، قدمتها: شمسة بنت جمعة المعمرية، وذكرى بنت عامر الفزارية، وسالمة بنت مبارك الحوسنية، ومبادرة "التعليم الالكتروني وأثره في التحصيل الدراسي لمدرسة عائشة بنت طلحة للتعليم الأساسي الصفوف (5 ـ 12) بمحافظة الداخلية قدمتها زهرة بنت زاهر العبرية، وجاءت المبادرة الأخيرة بعنوان:"مشاركة مجتمعية لخدمة البيئة التعليمية لمدرسة وادي مستل للتعليم الأساسي الصفوف (1-12) بمحافظة جنوب الباطنة قدمتها هبة بنت إسماعيل البلوشية.
وناقشت الجلسة المتزامنة الأخيرة أثر الوعي القانوني على جودة الأداء المدرسي أعدها كل من الدكتور ياسر فهمي الهنداوي، وسامية بنت سالم الفارسية،وثريا بنت عبدالله بن سعيد الهنائية من جامعة السلطان قابوس.
وانتهى برنامج اليوم الأول بعقد حلقة نقاشية بعنوان:"مقترح التواصل مع أولياء الأمور" أدارها كل من: آمنة بنت سيف الهادية من دائرة تطوير الأداء المدرسي وياسر بن حمود السمري من المديرية العامة لتنمية الموارد البشرية.