كين ـ "الوطن":
صرحت مدير عام صندوق النقد الدولي إن بإمكان الصين أن تضمن نمواً أكثر جودة وقدرة على الاستمرار بإطلاق إمكانات قطاع الخدمات وارساء نظام مالي حديث ومندمج عالميا واعتماد تدابير لحماية البيئة.
وقالت لاجارد في كلمة أمام منتدى الصين للتنمية في العاصمة الصينية بكين: إن الصين تواجه الآن ما وصفته بأنه "معوقات كبيرة" أمام تحولها القادم"، رغم التقدم الهائل الذي حققته في السنوات الأخيرة.
وأشارت لاجارد أثناء زيارتها التي استغرقت أربعة أيام إلى الصين إن "هناك تحدٍ واضح، وهو العمل على جعل النمو أكثر شمولاً للجميع وأكثر توافقاً مع البيئة وقابلية للاستمرار".
وتتوافق "الخطوات" الثلاثة التي سلطت عليها الضوء مدير عام الصندوق مع مخطط الإصلاح الذي أُعلِن في نوفمبر الماضي في سياق الاجتماع الكامل الثالث الذي عقدته اللجنة المركزية الثامنة عشرة للحزب الشيوعي الصيني، وهي إطلاق إمكانات قطاع الخدمات وبناء قطاع مالي حديث ومندمج عالميا وتشجيع النمو الاحتوائي المقترن بسياسات خضراء.

إطلاق إمكانات قطاع الخدمات
وقالت لاجارد: إن الصناعة التحويلية كانت محرك انطلاقة الاقتصاد الصيني في العقدين الماضيين، لكن جولة الإصلاحات القادمة يجب أن تعزز دور قطاع الخدمات.
وأضافت: أن "تأثير هذا لن يقتصر على إطلاق إمكانات النمو الكبيرة في هذا القطاع، بل إنه سيمتد إلى إعطاء دفعة لتوظيف العمالة وزيادة الاستهلاك ورفع مستويات المعيشة".
وقالت لاجارد: إن الصين رغم كونها الأولى على مستوى العالم من حيث "الصادرات المبتكرة" أي التي تقوم على تسجيل العلامات التجارية الحصرية في الصين، فإن الإنتاجية والابتكار لا يمكن أن يزدهرا إلا بالتعليم الحديث والرعاية الصحية المتقدمة والنظم المالية المتكاملة، ومن ثم ينبغي تخفيض حواجز الدخول في هذه المجالات الأساسية حتى يتمكن الابتكار من إبقاء الصين في طليعة التقدم الاقتصادي.

قطاع مالي أقوى قادر على المنافسة
كذلك أشارت لاجارد إلى القطاع المالي باعتباره مصدراً محتملاً للنمو عالي الجودة والرفاهية المعززة.. لكنها ذكرت أنه يتعين فتح هذا القطاع لمزيد من المنافسة ونقل المعرفة، بالتوازي مع وجود أطر أقوى للسياسة الاقتصادية الكلية ومستوى أفضل من التنظيم والرقابة.
وقالت مدير عام الصندوق: إن فتح الحساب الرأسمالي بالتدريج سيسهل إقامة قطاع مالي حديث ومندمج عالميا "مع المساعدة على تنويع المدخرات المحلية وإكساب الاقتصاد قدرة أكبر على الصمود في مواجهة الصدمات".
وأضافت: أن هذا الإجراء يمكن أن يؤدي أيضاً إلى تعظيم دور اليوان الصيني كعملة عالمية، فمن الممكن أن يصبح اليوان مع الوقت عملة للاحتياطيات الدولية، ويحتل مكانة تتناسب مع حجم الاقتصاد الصيني.

الحد من عدم المساواة والضرر البيئي
وبالإضافة إلى تحسين جودة النمو، قالت لاجارد إن الحد من عدم المساواة وحماية البيئة من شأنهما جعل النمو أكثر قابلية للاستمرار.
وحددت لاجارد عدداً من الإجراءات لتشجيع النمو الاحتوائي، بما في ذلك تشجيع مشاركة المرأة في سوق العمل.
وأثنت على الخطوات التي اتخذتها الصين لحماية البيئة، بما في ذلك اقتراح تطبيق ضريبة لحماية البيئة، واستخدام تكنولوجيات جديدة، وسرعة اعتماد الصين لاستخدام طاقة الرياح.. لكنها قالت: إنه يتعين بذل جهد أكبر لكي يصبح النمو أكثر خضارا، فمن القضايا التي يركز عليها الصندوق مع كثير من البلدان ضرورة تحسين تسعير الموارد الطبيعية، وإنفاذ القواعد ذات الصلة بمزيد من الحزم.

الصين قوة لتحقيق الاستقرار
وفي معرض الحديث عن دور الصين في الاقتصاد العالمي، قالت لاجارد إن الصين كانت "قوة لتحقيق الاستقرار أثناء الأزمة الاقتصادية الأخيرة، وان سياسة حفز الاقتصاد التي اتبعتها كانت زخما كبيراً للنمو العالمي في الوقت الذي كان فيه النشاط الاقتصادي يتراجع في بقية العالم.
وقالت مدير عام الصندوق: إن "نجاح الصين عامل حيوي لنجاح الاقتصاد العالمي". وأضافت: "باتخاذ الخطوات اللازمة لتحقيق التحول القادم، لن تساعد الصين نفسها فحسب، بل إنها ستساعد العالم كله أيضا".