يصادف اليوم الأحد الاول من مايو عيد (يوم) العمال الذي يحتفل به العاملون في كافة ربوع المعمورة، وذلك من اجل التأكيد على اهمية دورهم في خدمة البشرية وتنمية اقتصاديات العالم فضلا عن التذكير بتحقيق المزيد من العدالة خاصة في المجتمعات التي لديها مشاكل في الحقوق والواجبات وعدم إنصاف العامل الى جانب احتفاء البعض منهم بما تم انجازه من تقدم وتطور في العلاقة بينه وبين طرفي الانتاج الحكومة واصحاب الاعمال وما حصدوه من مكاسب سواء على المستوى التشريعي او الاجتماعي ساهمت في تأمين بيئة عمل آمنة ومستقرة من خلال حوار دائم ومستمر يؤكد على عمق الشراكة بين كافة الأطراف ، وهذا الأخير هو ماقامت وتقوم عليه العلاقة بين أطراف الانتاج في السلطنة ،التي أثمرت طوال اكثر من عشر السنوات الماضية عن تأسيس قاعدة لعمل مشترك اساسه الحوار الاجتماعي الهادف من خلال اشهار ٢٣٦ نقابة عمالية حتى الآن تنضوي جميعها تحت مظلة الاتحاد العام لعمال السلطنة، الذي اثبت حتى الان جدارته وتأثيره الإيجابي الفاعل في حل وحللت الكثير من القضايا وتأمين العديد من المطالب العمالية ، الى جانب حضوره المتميز خليجيا وعربيا واقليميا ودوليا وتسجيل مجموعة من الإنجازات التي بات يحصد ثمارها العامل ومن بينها الجانب التوعوي والتثقيفي لمعرفة ما عليه من واجبات وماله من حقوق مقابل مايقوم به من عمل .
الا ان اكبر منجز يسجل للعامل حتى الان مبنى الاتحاد العام لعمال السلطنة والذي يحتفل بافتتاحه اليوم كمكرمة تفضل بها مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ على ابنائه العاملين في القطاع الخاص، وذلك ايمانا من جلالته بأهمية دور العامل في خدمة الوطن والمساهمة في دفع عجلة مسيرة التنمية، حيث ان المبنى بشقه الاداري سيتيح للاتحاد التوسع في الجانب التنظيمي وادخال بعض الخدمات التي توفر للنقابات العمالية والعاملين المزيد من التفاعل معه وكذلك التقليل من الانفاق على بعض الأنشطة والبرامج لوجود قاعات متعددة الأغراض ، فضلا عن الشق الاستثماري المتمثل في تأجير جزء من المبنى وتأمين دخل ثابت يعزز من ميزانية الاتحاد ويتيح له التوسع في البرامج والأنشطة العمالية والاجتماعية والثقافية ،وغيرها من الفعاليات التي تقوي علاقة الاتحاد بالعمال أعضاء النقابات بصفة خاصة وكافة العاملين في القطاع الخاص بصفة عامة.
ان الاهتمام الذي توليه السلطنة بالعمال يعد احد أهم الاولويات على اجندة الجهات المعنية وفي مقدمتها وزارة القوى العاملة ، من حيث المراجعة المستمرة لقانون العمل والاجراءات المنظمة سواء للاستخدام اوالاستقدام بالنسبة للقوى العاملة الوافدة والسعي الجاد لتذليل كافة العقبات التي يمكن ان تقف امام تحقيق المزيد من عوامل الاستقرار والاستمرار للقوى العاملة الوطنية وصون حقوق كافة العاملين ، كل ذلك لاشك لا يخلو من مشاركة طرفي الانتاج خاصة العمال ممثلين بنقاباتهم وباتحادهم، انطلاقا من أهمية الاّراء والمقترحات التي يبدونها والاستفادة منها في رسم السياسات والتشريعات ووضع الخطط والبرامج الداعمة لذلك ، فالعامل من خلال الاتحاد طرف أساسي في برنامج العمل اللائق الذي ينفذ بالتعاون مع منظمة العمل الدولية وكذلك شريك في لجنة الحوارالاجتماعي ، بالاضافة الى تواجده في معظم اللجان وفرق العمل الدائمة والمؤقتة التي لها علاقة بقضايا العمل.
وإذ نهنئ العامل بهذه المكرمة السامية الكريمة التي تدشن في يومه السنوي فإننا نشيد بدوره في خدمة الوطن وتواجده في كافة المهن والتخصصات بالقطاع الخاص ومزاولته العمل دون ترفع ، والحرص على إثبات جدارته وكفاءته، فيما يجيد ورقيه في التعامل للحصول على مطالبه اذا كانت هناك ثمة مطالب مستحقة ، في إطار من الآليات القانونية التي تنظم أسس وقواعد الشكاوى العمالية ، فإلى مزيد من التقدم والى مزيد من الإنجاز الذي يدفع بالمزيد من القوى العاملة الوطنية للعمل في منشآت القطاع الخاص وقيادة الاقتصادالوطني وسوق العمل لآفاق أبعد وأشمل.

طالب بن سيف الضباري
[email protected]