بغداد ـ (الوطن) ـ وكالات:
اقتحم المئات من أنصار زعيم التيار الصدري بالعراق مقتدى الصدر المنطقة الخضراء بالعاصمة العراقية ودخل بعضهم مبنى البرلمان ومبنى رئاسة الحكومة، في المنطقة التي تضم السفارات والمقار الحكومية باعتبارها شديدة التحصين.
وجاء الاقتحام بعد أن ندد الصدر بإخفاق السياسيين في إصلاح نظام المحاصصة السياسية الذي تلقى عليه مسؤولية انتشار الفساد.
وعبر المحتجون الذين احتشدوا خارج المنطقة شديدة التحصين حيث توجد مباني الحكومة والسفارات الأجنبية جسرا فوق نهر دجلة وهم يرددون هتافات تندد بالمشرعين الذين غادروا البرلمان.
وقال متحدث باسم الأمم المتحدة وأربعة دبلوماسيين غربيين يقيمون بالمنطقة الخضراء إن المجمعات التي يتواجدون فيها أوصدت لكنهم نفوا تقارير عن إجلاء الموظفين.
وأظهرت لقطات بثتها محطة تلفزيون الشرقية العراقية رئيس الوزراء حيدر العبادي وهو يسير داخل المنطقة الخضراء محاطا بعشرات الحراس المسلحين في نفي لتقارير عن هروبه. ودخل المتظاهرون فيما بعد مقر مجلس الوزراء المجاور.
وهذا الانتهاك للمنطقة الخضراء غير مسبوق رغم استهدافها بقذائف المورتر منذ سنوات قليلة مضت. وضمت المنطقة الخضراء التي تمتد على مساحة عشرة كيلومترات مربعة من قبل مقر القوات الأميركية وقت احتلال العراق وأحد قصور الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.
وتقطع نقاط تفتيش وحواجز خرسانية الجسور والطرق السريعة المؤدية للمنطقة الخضراء منذ سنوات في إشارة على انعزال القيادة العراقية عن شعبها.
وأظهر تسجيل نشر على الإنترنت المتظاهرين وهم يهاجمون سيارة مدرعة بيضاء بعصي وأشياء أخرى. وفي فيديو آخر ظهر المحتجون وهم يضربون رجلا يرتدي حلة رمادية.
وقالت مصادر من مكتب الصدر إن عددا من النواب الأكراد الذين كانوا محاصرين داخل البرلمان أجلاهم نائب من التيار الصدري في موكب السيارات الذي يخصه.
وقبل دقائق من اقتحام المنطقة الخضراء بدا أن الصدر يحدد مهلة للسياسيين وقال إذا بقي المسؤولون الفاسدون ونظام المحاصصة فإن الحكومة بأكملها ستسقط دون استثناء.
وخلال خطاب بثه التلفزيون من مدينة النجف أعلن خلاله اعتزالا للحياة العامة لمدة شهرين قال الصدر إنه ينتظر انتفاضة شعبية عظيمة وثورة كبرى لوقف زحف الفساد.
من جانبها قالت مصادر بالشرطة العراقية ومكتب الصدر إن قوات الأمن أطلقت الغاز المسيل للدموع والأعيرة في الهواء لمنع مزيد من المحتجين المؤيدين للصدر من دخول المنطقة الخضراء.
وقالت المصادر بمكتب الصدر إن قوات خاصة وقوات الحرس الرئاسي تحاول منع المحتجين من عبور الجسر القريب من مجمع السفارة الأميركية.
وفي وقت لاحق أفادت الأنباء أن المتظاهرين الذين كانوا دخلوا مقر البرلمان باشروا إخلاء المكان.
وطلب عناصر من ميليشيا الصدر من المتظاهرين مغادرة البرلمان، بعد ست ساعات على اقتحامهم المبنى داخل المنطقة الخضراء في العاصمة العراقية.