إثر انعدام الرياح في اليوم الافتتاحي للإكستريم في الصين
نظرًا لضعف التيارات الهوائية خاض فريق الطيران العماني سباقًا واحدًا فقط في افتتاحية الجولة الثانية من سلسلة سباقات الإكستريم الشراعية التي تستضيفها مدينة جينجداو الصينية خلال الفترة من 29 أبريل إلى 2 مايو 2016م، ولكن هذا السباق اليتيم كان كفيلاً برسم صورة موجزة عمّا ينتظر الفرق المتنافسة خلال الايام الثلاثة المتبقية.
مضمار السباق في جنجداو هو المضمار ذاته الذي احتضن سباقات الشراع في الألعاب الأولمبية في عام 2008م، ويشتهر بظروفه الجوية المتقلبة التي تصعب على التنبؤات، فعلى الرغم من التنبؤات الأولية التي أشارت إلى رياح جيدة في اليوم الأول من السباقات، إلا أن الواقع كان مختلفًا تمامًا، حيث بالكاد وجدت الأشرعة نسمة هواء لإكمال سباق واحد فقط، وبعدها اضطر مدير السباق فيل لورانس إلا استدعاء القوارب إلى المرسى وتأجيل بقية السباقات لليوم التالي.
وبعد تأجيل السباقات قال البحّار العماني ناصر المعشري أثناء نقاش مجريات اليوم المحبطة بعض الشيء: "كان من المفترض أن تكون الرياح قوية لكن الرياح الجنوبية التي أشارت إليها التنبؤات لم تشأ أن تظهر". ونتيجة لهذه التطورات الجوية استقر الفريق العماني في المركز السابع، ويبدو أن أمامهم الكثير للحاق بفريق لاندروفر الذي أحرز المركز الأول في السباق الوحيد.
لم يكن تأخر الفريق نتيجة ضعف في أداء الفريق، ولكنه كان نتيجة ملامسة القارب لعوامة الالتفاف، حيث استحق بعدها مخالفة أرجعته إلى ذيل المتنافسين، ولم تكن الظروف الجوية مواتية لهم لاستدراك الوضع والرجوع إلى المراكز المتقدمة.
وعن ذلك قال المعشري: "كانت هناك تيارات مائية أدت إلى ملامسنا للعوامة الطافية عند نقطة الالتفاف، وتوجب علينا القيام باستدارة عقابية. ولكن لا زالت أمامنا فرصة لاستدراك الوضع، لا سيما أننا كنا في المقدمة عند نقطة الالتفاف الأولى، ولكننا لم نوفق في باقي السباق، ولم يكن يفصلنا عن النتيجة التي نطمح إليها سوى خطأ صعب، وهذه هي طبيعة هذه الرياضة في بعض الأحيان". واختتم المعشري حديثه قائلاً: "غدًا نأمل أن تكون الرياح أقوى ولكن لا شيء مضمون في هذا المضمار".
ومن خلال السباق الأول، يقر ربان قارب الطيران العماني مورجان لارسون بأن منافسه الأقوى والمعتاد البريطاني لي ماكميلان على رأس فريق أكاديمية بي.أيه.آر لاندروفر، سيكون الخصم الأصعب في هذه الجولة، حيث يقول لارسون: "يمتلك ماكميلان خبرة كبيرة في السباقات في هذا المضمار، لذلك أتوقع بأنه سيكون الرجل القادر على التماسك حتى النهاية، لذلك سنضع أعيننا عليه، وربما نعيد إلى الجماهير ذكريات معاركنا القديمة في قوارب الإكستريم 40".
تجدر الإشارة بأن ماكميلان كان ربان القارب العماني الموج مسقط لأربع سنوات، وكان له مع الربان مورجان لارسون في فريق ألينجي صولات وجولات، وكانت المنافسات بين هذين الإثنين واحدة من أشهر السجالات في عالم الإبحار الشراعي الحديث، ومما يظهر على الساحة حالياً يبدو أن هذه المنافسات القديمة ستظهر على الساحة مجددًا.
وعلق مدير السباق فيل لورانس على مجريات اليوم الأول وقال: "كانت الظروف مثيرة للأعصاب طوال اليوم، حيث كانت التنبؤات جيدة في البداية ولكن الرياح لم تظهر أبدًا، ولم نكمل سوى سباق واحد خلال اليوم، وحاولنا القيام بسباق ثانٍ وثالث، ولكننا نضطر إلى إلغائها بسبب اختفاء الرياح. نتطلع إلى ظروف أفضل غدًا".
تجدر الإشارة إلى أن مشروع عمان للإبحار تربطه علاقة وثيقة بسباقات الإكستريم الشراعي منذ عام 2009م عندما فاز القارب مصيرة في أول مشاركة له، وبعدها جاءت مشاركات فريق الموج مسقط الذي حاز على اللقب أربع مرات، وكذلك فريق الطيران العماني الذي يعتبر أكبر المرشحين للظفر باللقب هذا العام. وبرز في هذه السباقات بحارة عمانييون من أمثال خميس العنبوري، وناصر المعشري وعلي البلوشي الذي يطمحون إلى إنجازات عالمية في هذه الرياضة.