يقوم مركز العلوم البحرية والسمكية في المديرية العامة للبحوث السمكية بوزارة الزراعة والثروة السمكية برصد وتصنيف وتوثيق الأسماك بأنواعها المختلفة ضمن مشروع التوزيع الكمي والنوعي للأحياء البحرية في السلطنة والذي ينفذه فريق علمي متخصص بالمركز. وخلال الفترة الماضية توالت المعلومات الإستكشافية لرصد ظهور بعض الأنواع غير المألوفة من الأسماك والكائنات البحرية الحية في البحار العمانية ومن بين تلك الأنواع تم تسجيل أربعة انواع نادرة من أسماك الشمس الفريدة وقليلة الظهور في بحار السلطنة وتم توثيقها علمياً ونشر أربع أوراق علمية عالميا عنها للتسجيل الأول لها في بحر عمان على وجه الخصوص في منجز علمي له أهمية اقتصادية للسلطنة.
أعد مركز العلوم البحرية والسمكية دراسة علمية عن أسماك الشمس في المياه العمانية للدكتور جمعة بن محمد بن عبد الله المعمري خبير الأحياء البحرية بالمركز تناول فيها العديد من المحاور العلمية والبحثية والاقتصادية عن أسماك الشمس حيث عرفت الدراسة أسماك الشمس بأنها من أسماك السطح الكبيرة وتعتمد في تغذيتها على الهائمات الحيوانية من مجموعة القشريات والأسماك الصغيرة، كما تتميز أفراد هذه العائلة من الأسماك بأن لها القابلية على وضع أعداد هائلة من البيوض فيبلغ معدل البيوض التي تضعها الأنثى من المبيض الواحد حوالي 300 مليون بيضة وهذا ما يجعل أفراد هذه العائلة تحتل المكانة الأولى بين الأسماك من ناحية عدد البيوض التي تضعها وهو السر في بقائها وانتشارها في محيطات العالم وحجم البيضة يكون صغيراً جداً لا يرى بالعين المجردة.
وتنتمي أسماك الشمس إلى العائلة (موليدي) التي تحوي مجموعة أنواع تندرج تحت ثلاثة أجناس هي: (Mola, Masturus, Ranazania) منتشرة في بحار العالم وتتميز أسماك الشمس بمظهر خارجي للجسم يختلف عن بقية الأسماك كونه مفلطح شبه دائري يحاكي قرص الشمس ومن هنا جاءت التسمية ويخلو من الذيل المعتاد للأسماك العظمية فهي تفقد ذيلها خلال المراحل الجنينية الأولى من عمرها كما تفقد الهيكل العظمي المساند للذيل أيضاً وتقوم كل من الزعنفة الظهرية والزعنفة الشرجية بالإمتداد وتغطية المنطقة المكشوفة للذيل وبذلك تأخذ السمكة شكلها النهائي الغريب المتمثل بالسمكة المفلطحة مقطوعة الذيل والأجناس الثلاثة المذكورة تتمايز فيما بينها في مواقع العين والزعنفتين الظهرية والشرجية واستدارة الجسم وغير ذلك من الصفات المظهرية.
ووجود أسماك الشمس في سواحل بحر عمان يعود لسببين أحدهما يتمثل في: التغيرات في العوامل البيئية مثل درجة الحرارة والملوحة ما يحفز هذه الأسماك إلى الدخول إلى مناطق ذات درجات حرارة وملوحة عالية نسبيا أما السبب الثاني: يعود إلى أعمال نقل الكائنات البحرية المتنوعة من مكان إلى آخر بواسطة كميات المياه الكبيرة التي تؤخذ في خزانات ناقلات النفط العملاقة لغرض التوازن وعند وصولها بالقرب من محطات التعبئة يتم ارجاعها الى البحر وقد تزدهر وتتكون هذه الأسماك بعد ذلك.
ولحم سمكة الشمس مقبول وجيد الطعم وتؤكل في جنوب شرق آسيا على نطاق واسع وفي اليابان يتم أكل لحم سمكة الشمس طازجة بطريقة تقليدية تعرف بإسم : (الساشيمي) وطبخ لحم هذه الأسماك يتم بجميع الطرق ومن ثم أكلها لأن لحمها غني بالبروتينات والدهون كما يبدو من اقبال الصيادين في دول جنوب شرق قارة آسيا على أكلها خلال فترات ابحارهم .
وقد تم رصد وجود سمكة الشمس النحيفة في أماكن مختلفة على امتداد سواحل بحر عمان خلال الفترة الماضية أهمها: في سواحل ولايتي صحار والسيب في شهري فبراير ومارس عام 2009م وتوالت الإبلاغات عن وجودها بعد هذا التاريخ في بحر عمان وتم اصطيادها بالشباك الخيشومية وبلغ طولها 50 سم ووزنها ثلاثة ونصف كجم بينما بلغ أقصى طول مسجل عالميا لهذا النوع حوالي متر واحد ويبلغ الصيادون عن اصطياد سمكة الشمس النحيفة بشكل متواتر من جميع موقع الصيد في بحر عمان على وجه الخصوص مما يؤكد تأقلمها وبقائها في البحار العمانية أما سمكة الشمس حادة الذيل تعد من أكبر الأنواع حجماً في عائلة (موليدي) ولها صفات مظهرية تميزها بذيل أفقي صغير حاد غير متطور بالإضافة إلى الزعنفتين الظهرية والشرجية والسمكة تم العثور عليها في ساحل ولاية قريات بمحافظة مسقط في شهر مارس من عام 2010م وبلغ طولها 97 سم ووزنها 280 كجم بينما نجد أنه تم تسجيل الظهور الأول لسمكة الشمس رمزي Mola ramsayi في بحر عمان وذلك بعد أن عثر عليها لأول مرة على ساحل ولاية صور بمحافظة جنوب الشرقية في شهر سبتمبر من عام 2011م وقد بلغ طول هذه السمكة الكلي 91 سم ووزنها 80 كجم وسمكة الشمس مولا المحيطية Mola mola هي السمكة الرابعة من أسماك الشمس تحت العائلة (موليدي) التي تم العثور عليها في بحار السلطنة وتم تسجيلها الأول على أثر ذلك في بحر عمان فقد جلبت إلى مركز العلوم البحرية والسمكية من ولاية قريات بمحافظة مسقط في شهر أبريل من عام 2012م ولقد عثر على هذه السمكة منجرفة الى شاطىء البحر وبلغ طولها 135 سم ووزنها 89 كجم.