[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/haithamalaidy.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]هيثم العايدي[/author]
” .. مع انكشاف مماطلات وفد معارضة الرياض في مفاوضات جنيف الأخيرة وتبين أن وقف الأعمال القتالية الذي صاحب هذه المفاوضات ما كان إلا فرصة للجماعات الارهابية لاعادة التمركز وتنظيم الصفوف حتى كان انسحاب وفد هذه المعارضة من المفاوضات قبل أسبوع بمثابة اشارة البدء لمزيد من الهجمات الارهابية، كان على الجيش السوري أن يرد بتكثيف عملياته العسكرية...”
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ما إن بدأ الجيش السوري تكثيف غاراته الجوية على مواقع الارهابيين الذين خرقوا اتفاق الهدنة في حلب حتى بدا المتشدقون بالانسانية وكأنهم استيقظوا من سبات عميق أو غيبوبة سقطوا فيها لأكثر من 5 سنوات معممين شعارا واحدا عنوانه (حلب تحترق) متجاهلين ان حلب بل وسائر سوريا تحترق منذ اختلت المعايير وبات الإرهابي ثائرا والمدافع عن وطنه جزارا قاتلا.
بدأت شرارة احتراق حلب عندما اخترق مئات المسلحين الحدود التركية مسيطرين في البدء على المعابر ثم القرى التي تساقط العديد من أهلها بين قتيل وجريح غفل عنهم من يتباكون حاليا حينما كانت عناوين نشرات الأخبار في وسائل اعلام باتت أغراضها معروفة لا تخرج عن (المعارضة السورية تسيطر على حلب) ليسيطر الإرهابيون المدعومون بالمال والسلاح والمرتزقة من قوى اقليمية ودولية في ما بعد منتصف 2012 وخلال فترة وجيزة على أكبر رقعة جغرافية في الشمال السوري قبل أن تتكشف الحقائق وتتحول (المعارضة) في بدايات 2013 إلى واحدة من أشرس الجماعات الارهابية التي عرفها التاريخ والمتمثلة في تنظيم داعش.
احترقت حلب التي تعد عاصمة الصناعة السورية وأهم مدنها الاقتصادية عندما .. تعطلت مصانعها وتم تفكيك نحو 1500 منشأة صناعية، وسُرقت محتوياتها ونُقلت إلى تركيا كما خرب من وصفوا بالمعارضة والمطالبين بالديمقراطية الكثير من المصانع لتبقى البقية الباقية بإنتاج أقل ان وجد هذا الانتاج.
واحترقت حلب وغيرها من المناطق السورية حينما كانت تنتشر الصور والفيديوهات التي تظهر الارهابيين يأكلون أكباد ضحاياهم ويلهون بالرؤوس المقطوعة ويتفننون في اعدامات جماعية بالحرق والاغراق وتقطيع الأوصال والتفجير.
كما احترقت حلب وما زالت تحترق بعشرات المجازر التي ترتكبها الجماعات الارهابية سواء بالهجوم على قرى واحراق منازل أهلها أو سوقهم إلى حفلات تقتيل جماعية تشهد عليها أسماء قرى كالمالكية ورسم النفل وعين العرب وغيرها أو بقذائف الارهاب التي تنهال على الأحياء السكنية في حلب وريفها.
وحينما تفاقم الوضع واستفحل الارهاب وجاءت الضربات العسكرية الروسية انتفض من نصبوا أنفسهم حماة للديمقراطية وحقوق الانسان رافعين شعاراتهم أملا في حماية الارهابيين الذين دابوا على الاحتماء بالمدنيين واتخاذ أهالي القرى التي يدخلونها كدروع بشرية بل واستخدام مقار طبية ومستشفيات مراكز لعملياتهم.
ومع انكشاف مماطلات وفد معارضة الرياض في مفاوضات جنيف الأخيرة وتبين أن وقف الأعمال القتالية الذي صاحب هذه المفاوضات ما كان إلا فرصة للجماعات الارهابية لاعادة التمركز وتنظيم الصفوف حتى كان انسحاب وفد هذه المعارضة من المفاوضات قبل أسبوع بمثابة اشارة البدء لمزيد من الهجمات الارهابية، كان على الجيش السوري أن يرد بتكثيف عملياته العسكرية بهدف اعادة بسط السيطرة على حلب وتأمين الحدود مع تركيا التي تعد معبرا رئيسيا للسلاح والارهابيين.
لا ينكر أحد ما يعانيه أهالي حلب بل وسائر السوريين جراء الحرب التي فرضها الارهاب وداعموه على سوريا .. تلك الحرب التي بالتأكيد شأنها كأي حرب لها ضحاياها من المدنيين .. لكن العار يكمن في التغاضي عن ما اقترفه الارهاب بحق هؤلاء المدنيين على مدار سنوات سابقة كان للارهابيين فيها الغلبة نوعا ما والتباكي عليهم حينما يكون هناك جهد للقضاء على هذا الارهاب بل والانسياق أمام أدوات سبق فضحها من تداول صور عن الأحداث بالاضافة إلى أن تداولها اعلاميا يعد جريمة في الأعراف الصحفية بل إن مجهودا بسيطا للبحث على شبكة الانترنت يكشف أن هذه الصور تنضح بالكذب وسبق استخدامها تحت عناوين مختلفة.