مسقط – الوطن:
نظمت عمان للإبحار خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي سباقات تحديد مستوى الأشبال في الإبحار الشراعي في المدينة الرياضية بولاية المصنعة، وشارك فيها حوالي 50 بحّارًا من مدارس الإبحار الشراعي من ولاية صور، وبندر الروضة، والموج مسقط وولاية المصنعة. وكانت هذه السباقات فرصة مواتية للمراقبين والمشرفين لأخذ فكرة واضحة عن مواهب السلطنة الواعدة، حيث استطاع المشرفون بعد السباقات تحديد أفضل 10 بحارة عمانيين للمشاركة في المخيم التدريبي الأوروبي، استعدادًا لاختيار قائمة الفريق الوطني للناشئين في فئة الأوبتمست للمنافسة في بطولة العالم للأوبتسمت 2016م التي تنطلق في 25 يونيو في جمهورية البرتغال، حيث سيتم اختيار خمسة بحّارة من البحّارة العشرة للسفر إلى مدينة فيلامورا البرتغالية لتمثيل السلطنة ورفع العلم العماني في خارطة الإبحار الدولي للناشئين.
كان المعتصم بن حمود الفارسي من مدرسة الإبحار الشراعي في المصنعة أبرز المنافسين الأشبال في سباقات تحديد المستوى، حيث استحوذ على المركز الأول في جميع السباقات الخمسة في فئة الأوبتمست، وفاز بذلك بصدارة الترتيب العام بفارق كبير عن جهاد بن سالم الحسني الذي جاء في المركز الثاني، ومحمد بن خالد القاسمي في المركز الثالث. كما حاز البحّار الصاعد طلال بن يوسف الحرمي على إعجاب المراقبين بفضل أداءه المميز وثباته ضمن العشرة الأوائل في أربعة سباقات من السباقات الخمسة، وحصوله على المركز السابع في الترتيب العام بنهاية السباقات.
شارك في سباقات فئة الأوبتمست 30 بحّارًا، ولكن المعتصم الفارسي كان الأفضل بلا منازع، وقد وضع المراقبون والمشرفون آمالًا كبيرة عليه حسبما يقول محسن البوسعيدي، مدير تطوير برامج الناشئين في برنامج عمان للإبحار – عمانتل للناشئين، حيث قال: "كان المعتصم في المركز الثاني في العام الماضي، ولكن علاوة على ما يتحلى به من موهبة طبيعية للتميز، فإنه يستمتع بالمنافسة كما رأينا بأعيننا في منافسات هذا الأسبوع". وأضاف البوسعيدي: "كان المعتصم ضمن فريق الناشئين الذي مثل السلطنة في بطولة العام للأوبتسمت في بولندا العام الفائت، وهو يواصل التحسن والتطور في كل منافسة يخوضها، كما أنه يعتبر مثالًا جيدًا لزملائه الناشئين".
وتعليقا على نجاح سباقات تحديد المستوى التي أقيمت مؤخرا في ولاية المصنعة أعرب طلال بن سعيد المعمري – الرئيس التنفيذي لعُمانتل بقوله: "يأتي استثمارنا في تنمية الشباب انطلاقا من إيماننا الكبير بضرورة الأخذ بإمكانات الكادر البشري والإسهام في رفع كفاءته بما يضمن تطويره على المستويين الفردي والمهني".

وأضاف: "تتيح سباقات تحديد المستوى البيئة الخصبة والمناسبة لأشبال الإبحار الشراعي للتعرّف على قدراتها ومهاراتها، ونحن سعداء جدا لرؤية هذه النماذج الواعدة التي تسعى دوما لأن ترفع من مستواها في جو من التحدّي والمنافسة الشريفة".
هذا وقد تضمنت السباقات ثلاث فئات أولها فئة الليزر 4.7 والتي تنافس فيها 10 بحّارة، وسيطر على مجرياتها البحّار سالم العلوي، مستفيدًا من غياب أربعة من أفضل بحّارة الليزر في مخيم تدريبي لفئة قوارب الـ29، ولكنه كان جديرًا بإعجاب المراقبين والإشادة بأدائه.
وفي فئة الألواح الشراعية تيكنو 293 شارك سبعة متسابقين، وفاز بها البحّار عبد المجيد الحضرمي من مدرسة الإبحار الشراعي في ولاية المصنعة للعام الثاني على التوالي، وبعده عبد الله السرحي (المصنعة)، ثم المختار المجيني (المصنعة).
وعلى مستوى المدارس، فازت مدرسة الموج مسقط مرة أخرى، على حساب المدارس الأخرى من ولاية صور وبندر الروضة والمصنعة التي شاركت بأفضل بحّاريها الذين تتراوح أعمارهم بين 9 إلى 17 سنة –بعضهم يشارك للمرة الأولى- واستعرضوا في السباقات مواهبهم.
كانت ظروف الإبحار المثالية في المصنعة منصة لإقامة عدد من السباقات الصعبة والحامية بين الأشبال، وعلى الرغم من ذلك تقلص عدد المخالفات التي استحقها البحّارة الأشبال خلال السباقات، وذلك بفضل لجنة التحكيم التي تراقب السباقات من القوارب عن كثب، مع أن هذه اللجنة تقوم بهذه المهمة للمرة الثانية، ولكن أداءها كان محل إشادة أيضًا. وعن هذا الجانب من تطوير سباقات الإبحار الشراعي قال محسن البوسعيدي: "توفر هذه السباقات فرصة للمدربين العمانيين والمراقبين للحصول على معلومات ثمينة عن التقدم الذي يحرزه الأشبال، ويساعدنا في متابعة مسار الأداء للبحّارة بدءا من بداياتهم في قوارب الأوبتمست وحتى وصولهم إلى مستويات الاحتراف العليا". واختتم البوسعيدي حديثه وقال: "هدفنا الأساسي هو الظفر بمقعد لتمثيل السلطنة في الألعاب الأولمبية في 2020م، والفوز بميدالية أولمبية بعد أربع سنوات من ذلك، ولذلك تعتبر سباقات تحديد المستوى متطلبًا أساسياً في رحلة الأشبال العمانيين نحو هذا الهدف".
تجدر الإشارة إلى أن عمان للإبحار تنفذ العديد من برامج تطوير الناشئين بالتعاون مع عدد من مؤسسات القطاع الحكومي والقطاع الخاص، ولعل أبرز الداعمين في هذا الشأن هو الشركة العمانية للاتصالات (عمانتل) والتي تشارك عمان للإبحار في إيمانها بأهمية تطوير مواهب الشباب وإعدادهم لبناء مستقبل السلطنة. كما تساهم وزارة التربية والتعليم من خلال مدارسة برفد برامج عمان للإبحار بالطلاب المتحمسين لرياضة الإبحار الشراعي.