المدير العام للوعظ والارشاد: حادثة الإسراء والمعراج فتح عظيم للنبي الكريم بعد أن وجد ما وجد من عنت قومه فهيأ الله له رحلة امتدت لتشمل الأرض والسماء

تغطية ـ محمود الزكواني:
احتفلت السلطنة مساء امس بذكرى حادثة الاسراء والمعراج وذلك بكلية العلوم الشرعية بالخوير تحت رعاية معالي السيدِ سعود بن هلالٍ البوسعيدي وزير الدولة ومحافظِ مسقط وبحضور معاليَ الشيخ عبدالله بن محمد السالمي وزير الأوقاف والشوؤنِ الدينية وعدد من أصحابَ المعالي والسعادة والفضيلةِ وجمع غفير من الحضور والمهتمين.
وقد ألقى ناصر بن يوسف بن ناصر العزري مدير العام للوعظ والارشاد كلمة الوزارة قال فيها: يا لها من مناسبة جليلة، يمتزج فيها جميل الذكريات بشميم المحبة والوفاء حيث مناسبة إسراء النبي الكريمِ ومعراجه العظيم.
موضحاً في كلمته: إن النبوة والرسالة هما أجلُ مراتبِ الحياةِ وأعظمُ منازلِ المقربين عند اللهِ، واللهُ تعالى لا يختار لها إلا المصطفين الأخيارِ الكملة الأطهار، فلا يصدرُ عنهم ما يجعلُ الاقتداءُ بهم شرخاً في بناءِ الاستقامة، فسبحان من تفردَ بالكمالِ المطلقِ خص من بينهم سيدَ الأولين والآخرين وخاتمَ النبيين والمرسلين محمداً (صلى الله عليه وسلم) بكمالِ الرسالةِ الخالدةِ فحاشا أن يكون لاختلافِ الزمنِ في جلالِ نبوتهِ وصدقِ رسالتهِ وعظمةِ دعوتهِ ما يبعثُ الشكَ والتلبيسَ ويكونُ آخرُ الرسالةِ غيرُ أولِها، لأن النبوةَ قبسٌ من ومضِ الاصطفاءِ الإلهي، يبدو في مشرقهِ خفيا، ثم ينتهي في إشراقه نورا بهيا، وهو (صلى الله عليه وسلم) الحقيقةُ الكبرى للإنسانيةِ المستخلفةِ في الأرضِ تستمدُ الأجيالُ في أعصرِها المختلفةِ من هديهِ نوراً يُضيءُ لها آفاقَ الحياةِ، ويشرحُ لها بقدرِ ما يُطيقُ كلُ جيلٍ من تحملِ أمانةِ الله في إداركِ الحقائقِ الكونيةِ (وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا).
مؤكداً على عظمة هذا اليوم المبارك بقوله: لقد كانَت حادثةُ الإسراءِ والمعراجِ فتحًا عظيمًا للنَّبِيِّ الكريمِ (صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ) بعدَ أنْ وَجَدَ ما وَجَدَ من عنَتِ قومِه ولأوائِهم وضَيْقِ أُفُقِهم؛ فهيَّأَ اللهُ تعالَى لَه رحلةً امتدتْ لتشملَ الأرضَ والسماء، وتضمَّ الأجزاءَ والجوزاء، وتحملَ في تضاعيفِها أفقًا رحبًا منَ الأملِ لحياةِ أمَّةٍ ناشئةٍ في مهدِها.
وقال: ولا ريبَ أنَّ حادثةَ الإسراءِ والمعراج وهي تكتب بمدادِ نورهِا في سطرِ الحفاوةِ الربانيةِ نفحاتَ الفرجِ وزوالَ الشدةِ والبلاءِ، وتنسجُ للأمةِ المسلمةِ وهيَ تعيشُ عالَمَ اليومَ بكلِّ ما فيه منْ تقلباتٍ وتجاذبات أملا باسمًا يغمرُه التفاؤل، وكأنَّ صداها يترددُ بينَ الخافقَيْن، حيث إنَّ الوفاءَ الأبديَّ وصِدْقَ المبدأ الذي تربَّى عليهِ أصحابُ محمَّدٍ (صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم) السابقونَ جعلَهم يقابلونَ هذه الحادثةَ بالتصديقِ الخالص، بل ضاعفَ علائقَ حبِّهم به (صلَّى اللهُ عليه وسلم) وجعلَهم يشدُّونَ معه الخُطَى في وضعِ لَبِنَاتِ البناءِ الأولى لكيانِ الأمَّةِ الإسلامية، ولا غرابة؛ فقدْ قالَ اللهُ تعالَى عنه واصفًا وآمرًا: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) وفي ذلك عِبَرٌ جُلَّى لنَا جميعًا تتجلَّى في صدقِ الاتباعِ والمحبة، وتصديقِ ذلكَ في واقعِ الحياة، ليتحققَ وجودُ الأمةِ في عالَمِ الشُّهود.
موضحاً بأنَّ احتفاءَ وزارةِ الأوقافِ والشؤونِ الدينيَّة بِهذهِ المناسبةِ يأتِي متزامنًا معَ أحداثٍ جسامٍ تَمَرُّ بِها الأمَّةُ المسلمة وهي التِفَاتةٌ ظاهرةٌ وتوجُّهٌ حصيفٌ لِبَثِّ معالمِ الفألِ الحسنِ في كيانِها، واللهَ نسألُه أنْ يكتبَ لها أمرَ خيرٍ ورشدٍ وسلام تأتلفُ بها القلوبُ ويجتمعُ بِها الشتيت، وتكتسي بها حُلَلَ الخير والبهاء، وهيَ ترتدِي تاجَ الشموخِ في هذا الزمنِ الصعب.
بعد ذلك تم تقديم عروض مرئية قدمها أحمد العبري والمختار النعماني وفقرة انشادية لمحمد الوهيبي، كما ألقيت قصيدتان حول هذه المناسبة للشاعرين: عبدالحكيم بن عامر الحجري وجمال الملا.