الكويت ـ مسقط ـ وكالات: دعت القمة العربية الأفريقية الثالثة التي اختتمت أعمالها في الكويت امس بعد يومين من الاجتماعات الى مزيد من التقارب السياسي والاقتصادي بين الدول الأعضاء، والتعاون في محاربة الارهاب. وممثلا عن جلالة السلطان ـ حفظه الله ـ شارك في القمة صاحب السمو السيد أسعد بن طارق بن تيمور آل سعيد ممثل جلالته حيث ترأس وفد السلطنة في اجتماعات المؤتمر. وعاد سموه مساء أمس حيث كان في استقبال سموه والوفد المرافق له لدى عودته سعادة القائم بأعمال سفارة دولة الكويت المعتمد لدى السلطنة. وقد رافق سموه معالي يوسف بن علوي بن عبدالله الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية ومعالي الدكتور عبدالله بن محمد بن سعيد السعيدي وزير الشؤون القانونية ومعالي الشيخ محمد بن سعيد بن سيف الكلباني وزير التنمية الاجتماعية .
واتفقت هذه القمة في «إعلان الكويت» على النهوض بالتعاون بين البلدان العربية والأفريقية، وتعزيز «العلاقات الدبلوماسية لتنسيق المواقف وتطوير سياسات مشتركة». ودعت الى «تعزيز التعاون والتنسيق بين البلدان العربية والأفريقية لمكافحة الإرهاب بجميع أشكاله بما في ذلك تجريم دفع الفدية للارهابيين وتقديم المزيد من الدعم للجهود الدولية في هذا الصدد». كما دانت «بشدة الأعمال الارهابية وعمليات التهريب بكافة اشكالها في افريقيا وفي المنطقة العربية وخاصة في منطقة الساحل والصحراء والتي نجمت عنها الأزمة الخطيرة التي تشهدها مالي». وأكد البيان «تصميمنا والتزامنا العمل معا في هذا الصدد وتعزيز التعاون والتنسيق بين البلدان الأفريقية والعربية في هذا الشأن». وطالب اعلان الكويت بـ»الالتزام القوي بالإصلاح الشامل لمنظومة الأمم المتحدة بما في ذلك مجلس الأمن ليعكس الواقع العالمي الحالي وجعله متوازنا اقليميا واكثر ديمقراطية وفعالية وعدالة». وعلى الصعيد الاقتصادي، دعا الاعلان الحكومات الى وضع «الشروط الضرورية في البلدان الافريقية والعربية لتشجيع وتسهيل الاستثمار وزيادة حجم تدفقات التجارة والاستثمار ودعم مبادرات التنمية الصناعية الحالية بغية الحد من الفقر وايجاد فرص العمل للمواطنين من الشباب». وطالب بـ»تعزيز التعاون وتشجيع وتسهيل الاستثمار في مجال الطاقة، وتشجيع الاستخدام الفعال للموارد الطبيعية وتوسيع نطاق الوصول الى خدمات طاقة موثوق بها وحديثة بأسعار معقولة في المنطقتين». كما دعا الاتحاد الافريقي وجامعة الدول العربية الى «مفاتحة المؤسسات والصناديق المالية القائمة في المنطقتين لتشكيل فريق عمل لتمويل تنفيذ المشروعات الافريقية العربية المشتركة». وطالب بتنسيق المواقف ازاء المفاوضات المتعددة الاطراف حول التجارة والعمل معا من اجل تحقيق نتائج متوازنة من خلال المؤتمر الوزاري التاسع لمنظمة التجارة العالمية المقرر عقده في بالي باندونيسيا في ديسمبر المقبل. ودعا اعلان الكويت المؤسسات المالية الافريقية والعربية وكذلك اصحاب المصلحة الاخرين المعنيين الى دعم التجارة بين دول المنطقتين الافريقية والعربية. وناقش القادة تعزيز العلاقات الاقتصادية بين الدول العربية من جهة، وافريقيا المتعطشة للاستثمارات. ويعد الصندوق الكويتي للانماء الذراع الحكومية للاستثمار في الدول العربية وافريقيا واسيا. وسبق ان قدم هذا الصندوق مليارات الدولارات على شكل قروض منخفضة الفائدة لتمويل مشاريع تنمية وبنى تحتية. وناشدت القمة الاتحاد الافريقي وجامعة الدول العربية التعاون مع المؤسسات المالية والقطاع الخاص للعمل على دعم تنفيذ برامج تطوير البنية التحتية في كلتا المنطقتين مع التركيز على النقل والمياه والصرف الصحي والاتصالات السلكية واللاسلكية وتكنولوجيا المعلومات. اما بالنسبة للوضع الصحي، فقد شدد اعلان الكويت على ضرورة «ضمان وصول الفئات المستضعفة الى الانواع الاساسية والضروروية من الادوية وادراج مكافحة الامراض الوبائية الملاريا والسل والايدز والاخرى غير السارية في برامج التعليم والاعلام». وعلى الصعيد الاحتماعي، اكدت القمة «دعم الاستراتيجيات والمبادرات الرامية الى القضاء على التمييز ضد المرأة بغية تحقيق المساواة والانصاف ورفع مستوى الوعي العام بالمبادئ والقيم الانسانية التي تضمن حقوق المرأة ودورها في المجتمع». ودعت «جميع الحكومات الى سن القوانين اللازمة لحماية المرأة وضمان مشاركتها في عملية صنع القرار على قدم المساواة مع الرجل في جميع جوانب الانشطة السياسية والاقتصادية والاجتماعية». كما طالبت القمة بـ»تعزيز قدرات مفوضية الاتحاد الافريقي والامانة العامة لجامعة الدول العربية وتزويدهما بجميع الوسائل الضرورية بما في ذلك الدعم المالي والفني لتمكينهما من تنفيذ استراتيجية الشراكة الافريقية العربية».