مسقط – الوطن:
مع قرب دخول موسم الصيف في أوروبا واعتدال درجات الحرارة يتأهب القارب العماني مسندم – عمان للإبحار لانطلاق الموسم الأوروبي من خلال المنافسة في سباق نادي الإبحار الملكي حول جزيرة إيرلندا بتاريخ 18 يونيو، بطاقم يضم العماني فهد بن سعيد الحسني، وياسر بن سالم الرحبي وسامي بن هديب الشكيلي، ومعهم الأيرلندي داميان فوكسال والربان الفرنسي سيدني جافنييه. هذا الطاقم هو الطاقم الذهبي الذي حقق للسلطنة رقمين قياسيين خلال العامين الماضيين، وسينطلق هذه المرة في ذات المضمار البحري الذي حطم فيه خلال العام الماضي الرقم القياسي العالمي الذي كان قد بقي صامدًا لأكثر من 20 عاماً، ولكن هذه المرة لن يكون سباقًا مع الزمن، بل سباقًا مع قوارب أخرى من فئة المود70، لذلك يتوقع الطاقم العماني أن تكون بداية قوية في منافسات الموسم.
قضى هذا الطاقم آلاف الساعات من الإبحار والتدريب سوية خلال السنوات الماضية، ونشأت بينهم روح جماعية عالية أسهمت في إنجازاتهم التي حققوها خلال العامين الماضيين، ولا شك بأن الإبحار حول إيرلندا على متن قارب المود70 هذا الموسم سيعيد إلى قلوبهم ذكريات غالية، وسيشعل روح التحدي لديهم مرة أخرى لبدء الموسم بأفضل النتائج.
وعن الاستعدادات قال فهد الحسني: "يمتلك الطاقم تاريخًا مشرفًا وخبرة لا يستهان بها، وكان الموسم الماضي تحديدًا اختبارًا صعبًا لقوة الفريق وقدراته، وبرزت فيها إمكانات عالية وواعدة. أنا واثق بقوة فريقي وروحه المعنوية العالية، وطموحنا أن نفوز بهذا السباق وأن نواصل سلسلة الإنجازات والتفوق، ولكننا ندرك في الوقت ذاته بأن القوارب الأخرى كانت تجري تدريبات مكثفة خلال الأشهر الماضية، وسيكون التحدي حاميًا جدًا. أجرينا تدريبات مكثفة كذلك ونلاحظ تطورًا في أداء الفريق، وسيكون هذا السباق فرصة لوضع ما تعلمناه على المحك".
تضمنت استعدادات الفريق للسباق تدريبات محيطية مكثفة بالإضافة إلى المشاركة في سباق جراند بركس جيادر في فرنسا الأسبوع الفائت والذي أحرز فيه الفريق العماني المركز الثالث في فئة ديام 24 على قارب العمانية لإدارة المطارات، وخلال إجازة نهاية هذا الأسبوع سيشارك الثنائي فهد الحسني وياسر الرحبي في سباق جراند بركس إكولي نافال في فئة قوارب جي80.
ويضيف فهد الحسني الذي يعتبر من أنجح البحّارة المحيطين في السلطنة بأن الإبحار والمنافسة ضد الساعة يختلف عن الإبحار والمنافسة ضد قوارب أخرى، حيث قال: "ستكون المنافسة ضد قوارب أخرى في السباق حول جزيرة إيرلندا مختلفة بعض الشيء عن الإبحار لكسر رقم قياسي زمني. أعلم بأن القوارب الأخرى في فئة المود70 كانت تخوض تدريبات وسباقات طوال العام وأنهم حققوا نتائج جيدة، ولذلك سيكون الضغط علينا مضاعفاً للحفاظ على رقمنا القياسي ولهزيمة فرق قوية جدًا. ولكننا مع ذلك لن نستبق الأحداث ونفترض المستقبل، بل سنبذل كل جهدنا وسنبحر بأفضل ما لدينا من قوة وخبرة، وإذا فزنا سيكون ذلك إنجازًا رائعا سنفخر به جميعًا لأن القارب يضم الآن غالبية عمانية".
وأكد البحار الأيرلندي داميان فوكسال على ذات الفكرة وقال بأن كسر الأرقام القياسية الزمنية يختلف تمامًا عن المنافسة ضد القوارب الأخرى، لأن النتائج في الحالة الثانية تقاس مقارنة بما تحققه القوارب المنافسة. وأضاف داميان: "سنركز في هذا الموسم على السباقات والمنافسات ضد القوارب الأخرى. وعندما نبحر ضد الزمن لا نعلم إن كنّا نبذل 100% من طاقتنا، ولكن عندما نبحر ضد قوارب أخرى فإن احتمالات الخسارة كبيرة جدًا إذا لم تكن الطاقة المبذولة عند الحد الأقصى، ويمكن للبحار أن يعرف قدر الجهد الذي يبذله بالمقارنة مع القوارب المنافسة مباشرة. المنافسة ضد قوارب أخرى تشبه إلى حد ما لعبة الشطرنج، حيث إن تكتيكات القوارب الأخرى قد تلعب دورًا كبيرًا في رسم تكتيكاتنا أيضًا، لذلك فإن الفوز في هذا النوع من المنافسات مرتبط بقدر سيطرة الفرق على مضمار السباق وفرض تكتيكاته على الفرق الأخرى طوال الوقت. جميعنا على متن القارب العماني ندرك هذا وسنبذل أقصى ما لدينا من قوة".