في دوري أبطال أوروبا:
مدريد ـ ا.ف.ب: حقق اتلتيكو مدريد الاسباني ثأرا طال انتظاره على مضيفه بايرن ميونيخ الالماني وبلغ نهائي مسابقة دوري ابطال اوروبا للمرة الثالثة في تاريخه برغم خسارته 1-2 على ملعب «اليانز ارينا» في اياب الدور نصف النهائي.
وكان اتلتيكو حسم لقاء الذهاب على ارضه 1-صفر بهدف رائع من ساول نونجيز، فتأهل بفضل الهدف الذي سجله خارج ملعبه عبر الفرنسي انطوان جريزمان في مباراة اهدر خلالها بايرن ركلة جزاء كانت كفيلة بتغيير مجرى الامور لو نجح توماس مولر في ترجمتها خلال الشوط الاول من المباراة التي حبست فيها الانفاس حتى صافرة النهاية، خصوصا بعدما اهدر اتلتيكو ركلة جزاء ايضا في الدقيقة 84 عبر فرناندو توريس.
ونجح اتلتيكو في رد اعتباره من النادي البافاري الذي حرمه من اللقب القاري عام 1974 بالفوز عليه 4-صفر في لقاء معاد بعدما تعادلا في الاول 1-1 بعد التمديد، حين كان النادي الاسباني في طريقه للتتويج قبل ان يدرك هانتس-يورج شفارتسنبك التعادل في الدقيقة الاخيرة (120).
وسيخوض اتلتيكو النهائي للمرة الثالثة بعد 1974 و2014 حين خسر امام جاره اللدود ريال مدريد 1-4 بعد ان كان متقدما ايضا حتى الثواني الاخيرة من الوقت الاصلي، وهو قد يواجه النادي الملكي مرة اخرى، لان الاخير يتواجه الاربعاء مع ضيفه مانشستر سيتي الانجليزي بعد ان تعادلا ذهابا في «استاد الاتحاد» صفر-صفر.
ووضع اتلتيكو حدا لمسعى مواطنه المدرب جوسيب جوارديولا بفك عقدة الدور نصف النهائي مع الفريق البافاري وبلوغ المباراة النهائي على امل توديع الفريق الالماني بالثلاثية قبل الرحيل الى مانشستر سيتي.
وبعد قيادته برشلونة الى 14 لقبا في مدى 4 اعوام بينها لقبان في مسابقة دوري ابطال اوروبا، نجح جوارديولا في قيادة بايرن ميونيخ الى 5 القاب حتى الان لكنه فشل في المربع الذهبي للمسابقة القارية العريقة للمرة الثالثة على التوالي وفي المناسبات الثلاث امام فرق من بلاده (ريال مدريد عام 2014 وبرشلونة عام 2015 واتلتيكو هذا العام).
واجرى جوارديولا ثلاثة تعديلات على التشكيلة التي خاضت لقاء الذهاب، اذ اشرك توماس مولر منذ البداية على حساب الاسباني تياجو الكانتارا بعد موجة الانتقادات التي طالته بسبب خياره بابقاء النجم الدولي على مقاعد البدلاء في لقاء «فيسنتي كالديرون».
كما شارك المدافع العائد من الاصابة جيروم بواتنج منذ البداية بعد ان سجل عودته الى الفريق السبت ضد بوروسيا مونشنجلادباخ (1-1) حيث لعب حوالي ساعة في مباراته الاولى منذ الاصابة العضلية التي تعرض لها في يناير الماضي.
ولعب الجناح الفرنسي فرانك ريبيري منذ البداية ايضا على حساب مواطنه كينجزلي كومان، فيما اجرى المدرب الارجنتيني دييجو سيميوني تعديلا وحيدا على تشكيلة اتلتيكو باشراك قلب الدفاع الاوروجوياني دييجو جودين الذي غاب عن لقاء الذهاب بسبب الاصابة، على حساب المونتينيجري ستيفان سافيتش.
وكما كان متوقعا، كان بايرن الطرف الافضل في بداية اللقاء حيث سعى للوصول الى الشباك باكرا من اجل اطلاق المواجهة من نقطة الصفر، لكن اتلتيكو عرف كالعادة كيف يغلق منطقته والاعتماد على المرتدات التي كادت ان تثمر عن هدف في الدقيقة 15 لولا مانويل نوير الذي تدخل ببراعة للوقوف بوجه تسديدة صاروخية بعيدة من القائد جابي.
ورد النادي البافاري بتسديدة بعيدة من التشيلي ارتورو فيدال، لكن الحارس السلوفيني يان اوبلاك كان متيقظا (17)، ثم كان قريبا جدا من الوصول الى الشباك عندما لعب بواتنج كرة طولية الى داخل المنطقة لمولر الذي حضرها باللمسة الاولى الى البولندي روبرت ليفاندوفسكي، فسددها الاخير من زاوية صعبة لكن اوبلاك كان له بالمرصاد (21).
وواصل بايرن افضليته وفرصه واختبر ريبيري حظه من خارج المنطقة بتسديدة قوية صدها اوبلاك ثم افلت الكرة من يده فسقطت امام ليفاندوفسكي الذي حاول متابعها في الشباك، لكنه اطاح بها في المدرجات بعدما اقفل الحارس السلوفيني الزاوية عليه (24)، ثم اتبعها القائد فيليب لام بتسديدة صاروخية من خارج المنطقة علت العارضة بقليل (27).
واثمر ضغط بايرن عن هدف التقدم الذي جاء من ركلة حرة نفذها الاسباني تشابي الونسو فتحولت من الاوروجوياني خوسيه خيمينيز وخدعت زميله اوبلاك (31) الذي اهتزت شباكه للمرة الاولى في 632 دقيقة.
ولم يكن اتلتيكو يلتقط انفاسه حتى عوقب بركلة جزاء تسبب بها خيمينيز بالذات بعدما اسقط الاسباني خافي مارتينيز داخل المنطقة، فانبرى لها مولر الذي اصطدم بتألق اوبلاك، ثم سقطت الكرة امام تشابي الونسو الذي حاول متابعتها في الشباك لكن الحارس السلوفيني تألق مجددا وانقذ الضيوف (34).
وحاول بايرن جاهدا تعويض ركلة الجزاء في الدقائق المتبقية من الشوط الاول دون ان ينجح في اختراق تكتل دفاع الفريق الاسباني ثم واصل محاولاته مع بداية الشوط الثاني لكن الهدف جاء من الجهة المقابلة ومن اول فرصة لرجال سيميوني، وكان عبر جريزمان الذي انفرد بالمرمى بعدما كسر مصيدة التسلل بعدما تبادل الكرة مع فرناندو توريس ثم تقدم قبل ان يسددها ارضية على يسار مانويل نوير (54)، مسجلا هدفه التاسع في دوري الابطال ليكون افضل هداف في تاريخ مشاركات «لوس روخيبلانكوس» في المسابقة القارية الام.
كما رفع رصيده الى 31 هدفا هذا الموسم في جميع المسابقات.
وكان بايرن قريبا من استعادة التقدم وانعاش اماله بالتأهل الى النهائي للمرة الحادية عشرة في تاريخه عبر ليفاندوفسكي الذي وصلته الكرة داخل المنطقة من فيدال لكن اوبلاك واصل تألقه وانقذ فريقه (70).
ثم اشتعلت المواجهة في ربع الساعة الاخير عندما تقدم النادي البافاري مجددا بعدما لعب النمسوي دافيد الابا كرة عرضية من الجهة اليسرى الى القائم البعيد حيث فيدال الذي حضرها برأسه الى ليفاندوفسكي الذي حولها برأسه ايضا داخل الشباك (74)، مسجلا هدفه التاسع في المسابقة هذا الموسم. وحصل اتلتيكو على فرصة توجيه الضربة القاضية لمضيفه عندما منحه الحكم ركلة جزاء سخية اثر سقوط توريس على حافة المنطقة بعد خطأ من مواطنه مارتينيز لكن مهاجم تشلسي الانجليزي السابق فشل في ترجمتها بعدما اصطدم بتألق نوير (84)، ما فتح الباب امام بايرن لمواصلة اندفاعه نحو مرمى ضيفه الذي كادت ان تهتز شباكه بهدف قاتل بعدما تحولت تسديدة الابا لكن اوبلاك تألق مجددا وانقذ فريقه (88).