الجيش يصد هجوما للمسلحين والطيران الروسي يستهدف داعش في الرقة ودير الزور
دمشق ــ الوطن ــ وكالات:
يناقش مجلس الأمن الدولي في جلسة طارئة الوضع في مدينة حلب السورية. مطالبا جميع الأطراف بحماية المستشفيات والعيادات الطبية. في وقت دعا فيه وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت، نظراءه السعودي والقطري والإماراتي والتركي إلى عقد اجتماع في باريس الاثنين المقبل لبحث الوضع في سوريا، كما أعلن المتحدث باسم الحكومة الفرنسية ستيفان لوفول. يأتي ذلك فيما صد الجيش السوري هجوما واسعاً لجبهة النصرة والجماعات المسلحة على جبهة حلب الشمالية الغربية، بينما نفذ الطيران الروسي 87 طلعة خلال الأيام الأربعة الماضية وضربت مواقع "داعش" في الرقة ودير الزور.
وأشار القرار الدولي إلى الزيادة المقلقة للهجمات على العاملين الطبيين في مناطق النزاع في أنحاء العالم. وكانت وزارة الخارجية السورية بعثت برسالتين إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ورئيس مجلس الأمن الدولي حول هجوم المسلحين على حلب أكدت فيهما أن "التنظيمات الارهابية خرقت ترتيبات التهدئة التي جرى الاتفاق عليها". وطالبت مجلس الأمن والأمم المتحدة "بإدانة الجرائم الإرهابية وباتخاذ الإجراءات الكفيلة بإلزام الدول الداعمة والراعية للإرهاب وقف كل أشكال دعمها".
ودعا وزير الخارجية الفرنسي جان-مارك آيرولت امس الاربعاء نظراءه السعودي والقطري والاماراتي والتركي إلى عقد اجتماع في باريس الاثنين لبحث الوضع في سوريا كما اعلن المتحدث باسم الحكومة الفرنسية ستيفان لوفول. ويمكن ان تنضم دول اخرى الى هذا اللقاء. واوضح الناطق ان فرنسا قلقة من "توقف عملية التفاوض" فيما تم خرق اتفاق وقف اطلاق النار في حلب حيث تواصلت المعارك العنيفة ليل الثلاثاء الاربعاء. من جانبه، قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إنه لا يزال بالإمكان إحياء اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا، مضيفاً إن الخط الذي يحاولون رسمه الآن من شأنه منع أي نوع من التوغل في حلب والحؤول دون سقوطها، على حد تعبيره. وحذر كيري من عودة الحرب والانهيار الكامل لوقف إطلاق. وكان كيري دعا مع نظيره الروسي سيرجي لافروف في اتصال هاتفي بينهما الحكومة والمعارضة في سوريا إلى احترام اتفاق الهدنة. وأعلنت وزارة الخارجية الروسية أن الاتصال جرى بين الوزيرين بناء على مبادرة من واشنطن، وأن لافروف وكيري اتفقا على خطوات سيقوم بها البلدان في المستقبل بوصفهما عضوين في مجموعة دعم سوريا. كذلك حذر كيري بعد لقائه المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا من أن الحرب في سوريا أصبحت في نواح عديدة خارج السيطرة.
عربيا، أكد مندوب مصر الدائم لدى جامعة الدول العربية السفير طارق القوني القلق البالغ حيال تدهور الوضع الميداني في سوريا وازدياد وتيرة العنف وسقوط مزيد من المدنيين الأبرياء ضحايا لهذا التصعيد لما يعنيه ذلك من تفاقم المأساة التي يعيشها الشعب السوري الشقيق منذ ما يزيد على خمس سنوات .
وأدان السفير القوني، في كلمته أمس الأربعاء أمام الجلسة الافتتاحية لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين في دورته غير العادية لبحث التصعيد الخطير في مدينة حلب السورية، عمليات قصف المسلحين التي شهدتها مناطق متفرقة من سوريا على مدار الأيام الماضية لا سيما قصف مستشفى القدس بمدينة حلب وما خلفته من مشاهد يندى لها جبين الإنسانية كان الشعب السوري يحلم بعدم تكرارها في أعقاب التوصل إلى اتفاق وقف العدائيات في 27 فبراير الماضي. وأكد "القوني" أن هذه الأحداث تعد انتكاسة للجهود الدولية المبذولة خلال الشهور الأخيرة لدفع العملية السلمية في سوريا بما في ذلك وقف الأعمال العدائية بين أطراف النزاع وما نجم عنه من حالة هدوء نسبي أعادت الأمل ومهدت الطريق لإطلاق المحادثات بين الأطراف السورية في جنيف تحت رعاية الأمم المتحدة والمجتمع الدولي. وقال القوني إن "مصر تناشد كافة الأطراف المعنية لبذل كل الجهود اللازمة لتثبيت اتفاق وقف الأعمال العدائية والتوصل إلى هدنة فعلية وتوسيعها لتشمل جميع مناطق النزاع مع ضرورة مواصلة العمل على تأمين وصول المساعدات الإنسانية والطبية للمدنيين في المناطق المتضررة والمحاصرة وتنفيذ ما تضمنه قرار مجلس الأمن رقم 2286 بتاريخ 3 مايو الجاري بشأن حماية المرافق الصحية والعاملين في المجال الطبي خلال النزاعات المسلحة". وأكد "القوني" مجددا أن السبيل الوحيد لحل الأزمة السورية ومنع تكرار المآسي التي يعانيها الشعب السوري هو الحل السلمي والتوصل لاتفاق سياسي يلتزم به الجميع مع أهمية دعم مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي مستورا في مهمته وإعادة العملية التفاوضية لمسارها الصحيح.
وقال القوني"لقد اجتمعنا منذ أيام لتأكيد دعمنا الكامل للحق السوري في استعادة كامل الجولان المحتل وللتشديد على أن استمرار احتلاله مع باقي الأراضي العربية منذ عام 1967 يشكل تهديدا لاستقرار المنطقة وأمنها وسلامتها، ونجتمع اليوم مجددا لأمر يتعلق بسوريا إثر ما شهدناه خلال الأيام الماضية من تصعيد العمليات العسكرية وقصف أصاب المدنيين في حلب مما نتج عنه مأساة أخرى تضاف لقائمة طويلة مما يعانيه السوريون داخل بلادهم وخارجها".
ميدانيا، تمكن الجيش السوري من تثبيت نقاطه في جمعية الزهراء والبحوث العلمية ومن إخراج المسلحين من النقاط التي تقدموا فيها على جبهة الفاميلي هاوس. وكشف مصدر عسكري لـ"سانا" أن الهجوم هو الأعنف للجماعات المسلحة منذ سنوات في وقت واحد اشتعلت جبهات حلب بأكملها قذائف وصواريخ المسلحين استهدفت كل نواحي الحياة في المدينة، حي السريان القديم والجديد شارع النيل الخالدية ساحة سعد الله الجابري محيط القصر البلدي المشارقة والميريديان، وحي المحافظة حي الموكامبو ومشفى الضبيط كل هذه المناطق كانت عرضة لقصف المسلحين. وكان الجيش السوري قدّ صد هجوماً واسعاً لجبهة النصرة والجماعات المسلحة على جبهة حلب الشمالية الغربية. وكانت الاشتباكات استمرت حتى الساعة الخامسة فجر أمس الأربعاء واستخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة وشاركت فيها الطائرات الروسية والسورية بغارات مكثفة على نقاط المسلحين وخطوط إمدادهم. ونشر الإعلام الحربيّ في سوريا مشاهد للمعارك التي شهدتها مختلف جبهات المدينة. ولقى 3 مدنيين حتفهم وأصيب شخص بجروح جراء سقوط قذائف صاروخية أطلقها تنظيم “جبهة النصرة” والمجموعات المسلحة التابعة له على أحياء سكنية في مدينة حلب. وأفاد مصدر في قيادة الشرطة في تصريح لمراسل سانا بأن “إرهابيين أطلقوا فجر أمس عدداً من القذائف الصاروخية على حيي صلاح الدين والخالدية بحلب ما تسبب بمقتل 3 أشخاص من عائلة واحدة وإصابة آخر بجروح ووقوع أضرار مادية بالممتلكات العامة والخاصة”. وقتل أمس الاول 17 مدينا وأصيب 68 شخصا جراء الاعتداءات الإرهابية بالقذائف الصاروخية التي أطلقها إرهابيو تنظيم “جبهة النصرة” والمجموعات المسلحة التابعة له على مشفى الضبيط للتوليد وأحياء سكنية بمدينة حلب.
من جانب آخر، نفذت وحدات من الجيش والقوات المسلحة العاملة في درعا عمليات مركزة على تجمعات لإرهابيي تنظيم جبهة النصرة والمجموعات المسلحة التابعة له في منطقة درعا البلد وكبدتهم خسائر بالأفراد والعتاد. وأفاد مصدر عسكري في تصريح لـ "سانا" بأن وحدات من الجيش “دمرت تحصينات ومرابض مدفعية ومقر قيادة في عمليات مركزة على تجمعات وأوكار إرهابيي تنظيم “جبهة النصرة” والمجموعات المسلحة المنضوية تحت زعامته في محيط سوق سويدان وأحياء السيبة والجمرك القديم وحي الكرك جنوب وشرق حي المنشية بمنطقة درعا البلد”. وبين المصدر أن العمليات أسفرت أيضا عن “القضاء على عدد من الارهابيين بينهم القائد العسكري لما يسمى “لواء توحيد الجنوب” المدعو “إبراهيم فوزي المسالمة”. وتعد درعا البلد منطقة رئيسية لتهريب الأسلحة والذخيرة وتسلل الإرهابيين المرتزقة من الخارج بحكم متاخمتها للحدود الأردنية حيث ينتشرون في عدد من أحياء مدينة درعا وريف المحافظة تحت زعامة “جبهة النصرة” ويعتدون بشكل متكرر على الأهالي في الاحياء والمناطق السكنية بالقذائف المتنوعة التي يذهب ضحيتها العشرات معظمهم من النساء والأطفال.
إلى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن الطائرات الحربية الروسية في سوريا نفذت 87 طلعة قتالة خلال الأيام الأربعة الماضية وضربت مواقع "داعش" في الرقة ودير الزور. وأكد اللواء إيجور كوناشينكوف الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية في تصريح للصحفيين في قاعدة حميميم بريف اللاذقية أمس أن الطيران الروسي يدعم أيضا تقدم الجيش السوري وقوات الدفاع الوطني السورية في محيط بلدة آراك بريف حمص، مضيفا أن طائرات روسية دمرت امس الاول 7 مراكز قيادة تابعة لـ"داعش" في هذه المنطقة.
من جهة اخرى نقلت وكالة تاس للأنباء عن وزارة الدفاع الروسية قولها إن روسيا سحبت نحو 30 طائرة من سوريا بما في ذلك كل طائراتها الهجومية من طراز سوخوي-25.